ما معنى معجزة
معنى المعجزة لغةً
أصلها مأخوذ من عجز، قال ابن فارس: إنََ حرفي العين والجيم والزاي هُما أصلان صحيحان من أصل الكلمة أيّ عجز، وتدل على الضعف، ولها في اللغة عدّة معانٍ منها ما يأتي:
- العجز بمعنى: الضعف.
- العجز بمعنى: آخر الشيء.
- العجز في العُرف: اسم للقصور عن فعل الشيء، وهو ضد القدرة.
معنى المعجزة إصطلاحاً
أمرٌ على غير العادة، غالباً ما يُقرن بالتحدي، سليمٌ من المعارضة، يُجريه الله -تعالى- على يد أنبيائه كدليلٍ على صدقهم، والمعجزة الأولى والأساسية للنبي محمد -صلَّى الله عليه وسلم- هي القرآن الكريم وهي التي ضمن الله -عز وجل- استمرارها على مرّ الدهور والعصور.
وقد كانت منذ 1400 عام وحتى العصر الحالي وإلى قيام الساعة، فقد قال الرسول -عليه السلام- عن القرآن: (ما مِنَ الأنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ ما مِثْلُهُ أُومِنَ، أَوْ آمَنَ، عليه البَشَرُ، وإنَّما كانَ الذي أُوتِيتُ وَحْياً أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فأرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعاً يَومَ القِيَامَةِ).
ما الغاية من المعجزة
إنَّ في المعجزات التي أوجدها الله على يد أنبيائه وأوليائه، وذِكرِها لنا في القرآن الكريم غاياتٌ ودلائل أراد الله إثباتها لنا من خلال البحث عنها وتتبعها، للتمكُّن من الوصول إلى هذه الغايات والدلائل أو الأهداف، ومنها ما يأتي:
- دليل صدق النبوة
تُعتبر المعجزة كدليلٍ على صدق ما دعا الرسول قومه إليه، وهو الذي جاء بالرسالة إلى قومه، فالذي يأتي بالمعجزة يُثبت إثباتاً لا شك فيه أن الذي جرت على يديه هذه المعجزة هو رسولٌ من عند الله -تعالى-.
- إثبات الحجة على الناس
المعجزة من أقوى الأدلة التي تُثبت الحُجة على الناس، سواءً على من حضروها من خلال المشاهدة، أو على من عاصروها أو جاؤوا من بعدها من خلال انتقال خبرها إليهم بالتواتر اللفظيّ مما يقطع لديهم الشكَّ باليقين.
أمثلة معجزات الرسل
سأذكر بعض الأمثلة على معجزات الأنبياء فيما يأتي:
- النبي محمد -صلَّى الله علي وسلم-
ومن معجزاته؛ نبع الماء من بين أصابعه -عليه السلام-، فقد ثبت عن عبدالله بن جابر أنه قالَ: (فَوَضَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ في الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَفُورُ مِن بَيْنِ أصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ، قالَ: فَشَرِبْنَا وتَوَضَّأْنَا فَقُلتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَومَئذٍ؟ قالَ: لو كُنَّا مِئَةَ ألْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً).
- النبي سليمان -عليه السلام-
دعا الله -تعالى- أنّ يَهِبهُ مُلكاً لم ينلهُ أحد من قبل، ولن ينله من بعد، فأستجاب الله -عز وجل- له، وأعطاه من الملك ما لم يُؤتى لأحدٍ، ومنها أنّ سخر الله الريح لتجري بأمره، فجاء في القرآن الكريم: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ).
- النبي زكريا -عليه السلام-
دعا الله -عز وجل- أنّ يهبه ولداً من صلبه ليأخذ منه ويرث النبوة، ويكون أميناً على رسالة التوحيد؛ فاستجاب الله -تعالى- له ووَهبه يحيى -عليه السلام- ، والمعجزة هنا بأن الله -تعالى- وهبه الولد وهو في سنٍ كبيرٍ بالإضافة إلى أنَّ امرأتهُ كانت عاقراً، وجاء في القرآن الكريم وصف هذه الحال فقال الله -تعالى- على لسان زكريا: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).
- النبي إبراهيم -عليه السلام-
دعا إبراهيم عبدة الأصنام إلى توحيد الله -تعالى-، فقاموا بإشعال نارٍ عظيمةٍ، ووضعوه فيها بقصد التخلُص منه، وعندما رموه في النار أراد الله -عز وجل- أن يُنجي نبيه من هذه النار فكانت هذه النار باردةً عليه، وذلك بأمرٍٍ وتقديرٍ من مالكها، وهو القادر على كُل شيىء، قال -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ* وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ).
- النبي صالح - عليه السلام-
بعثه الله -تعالى- إلى قوم ثمود، ودعاهم لما دعا إليه من سبقه من الرسل -عليهم السلام-، فرفضوه واتهموه بالسحر، ثم طلبوا منه بأن يُخرج لهم ناقةً من الصخرة، فدعا صالحٌ ربه -عز وجل- فأستجاب له، وأخرج له الناقة من الصخرة، وجاء ذكرها بالقرآن الكريم: (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).