ما معنى صلاة البردين
صلاة البردين
ثبت عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)، ويُقصد بصلاة البردين: صلاة الصّبح أو الفجر، وصلاة العصر؛ والسبب في تسميتهما بهذا الاسم أنّ صلاة الفجر تقع في وقت أبرد ما يكون به الليل، وصلاة العصر تأتي في وقت أبرد ما يكون به النهار.
أو يكون ذلك بسبب وقوعهما في بردي النهار؛ أي طرفيه، قال -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ)، وتجدر الإشارة إلى أنّ المحافظة على هاتين الصلاتين سبب لدخول الجنة، ولكن لا بدّ من الالتزام بأدائهما في وقتهما، وأن يُصلّيهما المسلم على أتمّ وجه.
فضل صلاة البردين
من خلال الحديث الذي أشرنا إليه سابقاً يظهر لنا فضل صلاتي الفجر والعصر، كما يمكننا بيان عدد من الفضائل الأخرى على النحو الآتي:
- أنّهما سبب لدخول المسلم الجنة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
- أنّهما سبب لنجاة المسلم من النار
قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا).
- أنّهما سبب لرؤية الله عزّ وجل
حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا).
فضل صلاة الفجر
لقد خصّ الله -سبحانه وتعالى- أداء صلاة الفجر بعدد من الأجور؛ وقد ثبت هذا في النصوص الثابتة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن ذلك:
- أنّها سبب لحفظ الله للعبد
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ).
- أنّها تعادل أداء حجة وعمرة
وذلك في حال أدائها جماعة، ثم الانتظار حتى شروق الشمس، وبعد ذلك يكون أداء ركعتي الضحى ؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).
- أنّ قراءة القرآن وقت الفجر مشهودة
قال -تعالى-: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
- المسلم الذي يحافظ عليها يعدّ من أهل النور التام
قال -صلى الله عليه وسلم-: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ).
- بارك النبيّ بوقتها
قال -صلى الله عليه وسلم-: (بُورِكَ لأُمَّتِي في بُكورِها).
فضل صلاة العصر
لقد جاء الحديث عن فضل صلاة العصر ضمن الحديث عن فضل أداء الصلوات، والحرص على التعجيل فيها، والنهي عن تأخيرها وفواتها، ومن ذلك:
- الالتزام بأدائها فيه حفظ للأهل والمال
وتاركها أو الذي يفوّت وقتها فكأنّما سُلب منه أهله وماله؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن فَاتَتْهُ العَصْرُ، فَكَأنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ).
- في أدائها التزام بتطبيق أمر الله تعالى
حيث دلت عدد من النصوص الشرعية على إقامة الصلاة ؛ منها قوله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، وقال -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).
- التبكير في أدائها سبب لقبول العمل
وتاركها متعمداً يُحبط عمله؛ فقد ثبت عن بريدة الأسلمي -رضي الله عنه- أنّه قال: (بَكِّرُوا بصَلَاةِ العَصْرِ؛ فإنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَالَ: مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ).