ما معنى حسن الخلق
ما معنى حسن الخلق
الخلق يعني السجيّة والطّباع، وحسنها يعني جمالها، فهو ضد القبيح، و معاملة النّاس بالأخلاق الحسنة تكون من خلال معاملتهم بما يحبّ الإنسان أن يعاملوه، وبمعاشرتهم الطيبة، وذلك من خلال طلاقة الوجه، ولين ولطف الجانب، والتلطف في سياستهم، ومقابلة السّيئة بالحسنة، وغير ذلك، ونجمل أقوال العلماء في تعريف حين الخلق فيما يأتي:
- المباركفوري في تحفة الأحوذي
قال: "وَخَالِقِ النَّاسَ: أَمْرٌ مِنَ الْمُخَالَقَةِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْخُلُقِ مَعَ الْخَلْقِ؛ أَيْ خَالِطْهُمْ وَعَامِلْهُمْ، بِخُلُقٍ حَسَنٍ: أَيْ تَكَلَّفْ مُعَاشَرَتَهُمْ بِالْمُجَامَلَةِ فِي الْمُعَامَلَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ نَحْوِ طَلَاقَةِ وَجْهٍ، وَخَفْضِ جَانِبٍ، وَتَلَطُّفٍ، وَإِينَاسٍ، وَبَذْلِ نَدًى، وَتَحَمُّلِ أَذًى، فَإِنَّ فَاعِلَ ذَلِكَ يُرْجَى لَهُ فِي الدُّنْيَا الْفَلَاحُ وَفِي الْآخِرَةِ الْفَوْزُ بِالنَّجَاةِ والنجاح".
- المناوي في فيض القدير
قال: "حسن: أي تكلف معاشرتهم بالمجاملة من نحو طلاقة وجه، و حلم وشفقة ، وخفض جانب، وعدم ظن السوء بهم، وتودد إلى كل كبير وصغير، وتلطف في سياستهم مع تباين طباعهم، وجمع هذا بعضهم في قوله: وأن تفعل معهم ما تحب أن يفعلوه معك، فتجتمع القلوب وتتفق الكلمة وتنتظم الأحوال، وذلك جماع الخير وملاك الأمر".
- ابن دقيق العيد في شرح الأربعين النووية
قال: "وخالق النّاس بخلق حسن معناه: عامل النّاس بما تحبّ أن يعاملوك به، واعلم أنّ أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن".
- ابن رجب في جامع العلوم والحكم
قال: "وقد روي عن السّلف تفسير حسن الخلق، فعن الحسن قال: حسن الخلق الكرم والبذلة والاحتمال، وعن الشعبي قال: حسن الخلق البذلة والعطية والبشر الحسن. وكان الشعبي كذلك، وعن ابن المبارك قال: هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى".
أخلاق المسلم الحسنة
يتحلّى المسلم بمكارم الأخلاق والصفات الجميلة في معاملاته، ومن هذه الصفات والسلوكيات المستمدّة من عقيدته وشريعته ما يأتي:
- صادقٌ في أقواله وأفعاله، ويجتنب الكذب والنفاق.
- أميناً لا يضيّع حق نفسه ولا حقّ غيره.
- يستحي من الله ، ويعلم أنّه مطّلع على ظاهره وباطنه، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ) .
- كريماً معطاءً، يحبّ الخير لغيره، ولا يمنّ عليهم.
- عادلاً غير ظالم، ويعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه.
- رحيماً بغيره حليماً هيّنا ليّنا.
- متواضعاً لا يتكبّر على غيره أو يستهزئ بهم.
- شجاعاً مدافعاً عن الحق، ولا يخاف في الله لومة لائم.
- حسن الخلق مع الله، فهو يرضى بحكم الله في السّراء والضرّاء، ولا يأسى أو ييأس من رحمة الله، ويواظب على صلاته، إذ إن الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
- لا يشمت بغيره، ولا تخرج منهُ كلمة سوء، ولا يجرح أحداً ولو بكلمة صغيرة، فهو يعامل النّاس بطيب وخلق حسن.
- صبور ، ولا يشكو للناس جميع مشاكله التي يمرُّ بها، فهو يعلم أنّ الله -تعالى- هو الأحقّ بأن يشكو لهُ همّهُ وحزنهُ.
- لا يفعل المنكرات، فالذي يتميّز بحسن الخلق لا يشرب الخمر، ولا يتعاطى المخدّرات، لأنّ ذلك يضرّ نفسهُ وسمعتهُ.
- حسن المنظر، ولا يتكلم إلا بما يفيد به دينه ودنياه وآخرته، ولا يتكمل بأعراض النّاس.
أحاديث عن حسن الخلق
الدّين الإسلامي دينٌ عظيم، وقائم على أساس مكارم الأخلاق ومحاسنها، وممّا يدلّ على ذلك أحاديث النبيّ الكثيرة عن الأخلاق، ومنها ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (البرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ المُؤمِنَ ليُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ الصَّائمِ القائمِ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا عائِشَةُ إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ، وما لا يُعْطِي علَى ما سِواهُ).