ما معنى القتل صبرا
معنى القتل صبراً
الصبر في اللغة: هو الحبس، أو الأسر، سُمّي القتل صبراً بهذا الاسم، لأنه قُتل بعد الحبس، والقتل صبراً؛ هو قتل الأسير مجاهرة؛ أي وضعه أمام الملأ وقتله في العلن، والقتل صبراً؛ يكون لمن لم يقتل في الحرب أو خلسة إنما قتل وهو مأسور.
ويستخدم الفقهاء مصطلح القتل صبرًا في الحيوانات؛ بحيث يمسك الحيوان ثم يضرب بشيء فيموت؛ وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؛ فعن جابر بن عبدالله قال: (نَهَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يُقتَلَ شيءٌ منَ الدَّوابِّ، صَبرًا).
حكم القتل صبراً
نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن القتل صبراً، والدليل في قوله -تعالى-: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا).
وعن الشعبي أنه قال: أخبرني عبد الله بن مطيع عن أبيه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول يوم فتح مكة : (لا يقتل قرشي صبراً بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة). وقد دلّ ذلك على أنّ القتل صبراً غير جائز ومنهيٌ عنه بدلالة القرآن الكريم، والسنة النبويّة.
فضل من قتل صبراً
إذا قُتِل المسلم صبراً، فإنّ قتله يُعدُّ كفارةً لخطاياه ، ويدخل في القتل صبراً، كل من قتل بتنفيذ من ذي سلطة وكان في قبضته،قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قتلُ الصبر لا يمُر بذنب إلا محاه).
والذي يصبر ويجاهد في سبيل الله بنفسه تُغفر ذنوبه وتمحى كأنها لم تكن، فهؤلاء الذي يضحون بما يملكون حباً لله ورسوله ونصرةً لدين الإسلام، هم في الدرجات العُلى في الجنة إنهم يُحبون الله ويُحبهم.
ما يسن لمن سيقتل صبراً
يُسن لمن سيقتل صبراً صلاة ركعتين، وأصل هذا هو الصحابي خُبَيب حينما أُسِر، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث عشرة رجال سرية عيناً؛ أي جاسوس، فذهبوا حتى إذا كانوا بمنطقة اسمها الهدأة تقع بين عسفان ومكة، فعرفوا بهم حي من هذيل؛ أي ما يقارب مئة رجل.
ونهضوا إليهم، فاقتصّوا أثرهم حتى وجدوا ما أكلوا وهو تمر من المدينة، فعرفوا أنه تمر من يثرب، فلما رآهم عاصم بن ثابت الذي أَمَّره الرسول على من خرجوا، وأصحابه لجؤوا إلى رابية وتحصنّوا بها.
وقد علموا أنهم لا يقدرون عليهم، وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم سلّموا أنفسكم، فقال عاصم أمير السريّة أما أنا فلا أنزل، ولا أقع في ذمة كافر، فقتلوا عاصم وسبعة ممن معه، ونزل منهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، كان المتقدم خُبَيب واثنين ممن معه.
وفي هذا جواز أن يُسلِّم المسلم نفسه أسيراً لينجو بحياته، فسلّموا أنفسهم على العهد والميثاق؛ أي بعهد منهم على أن لا يقتلوهم إذا استسلموا، فلما أمسكوهم ربطوهم بأوتار وهذه بداية الغدر، فقتلوا واحداً من الثلاثة الذي أبى أن يذهب أسيراً، وبقي معهم خُبَيب ورجل آخر معه.
وباعوهم بمكة واشترى خُبَيب بنو رجل كان قد قتله قبلاً وهو الحارث بن عمرو يوم بدر، فأجمعوا على قتله، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم دعوني أركع، فركع ركعتين، وهذه هي قصة الصحابي الذي قُتل صبراً.