ما مصادر المياه في المملكة العربية السعودية
أهم مصادر المياه في المملكة العربية السعودية
تعد السعودية بلد صحراوي قليل الأمطار والأنهار والبحيرات، ويشكل النمو السريع للبلاد وازدياد الطلب على المياه مشكلة كبيرة، يتمّ تأمين المياه للمجتمع البشري من مصدرين أساسيين ، هما: المياه السطحية والمياه الجوفية، وتشكل طبقات المياه الجوفية أحد أهم مصادر المياه العذبة الصالحة للشرب، وبذلت الحكومة جهودًا كبيرة لمعرفة مواقع طبقات المياه الجوفية ورسم خرائط لها وتقدير قدرتها، وحفرت الحكومة أيضًا عشرات الآلاف من الآبار.
تعتمد السعودية أيضًا على المياه السطحية الموجودة على سطح الأرض مثل مياه البحر والنهر والسد وقد يحتاج بعضها إلى تحلية أو إعادة تدوير لاستخدامها في العديد من المجالات كالشرب والزراعة والصناعة.
تحلية مياه البحر
تشكل المياه المالحة في السعودية نسبة كبيرة حيث المسطحات المائية العديدة المحيطة بها، وتمثل المياه المحلاة 50% من المياه المستهلكة في المملكة العربية السعودية، لذا لجأت السعودية لتحلية المياه واستخدامها في العديد من القطاعات كالشرب والزراعة، يمكن تعريف المياه المحلاة بأنها المياه المستخرجة من محطات تحلية مياه البحر حيث يتم إزالة الأملاح منها لتصبح صالحة للاستعمال والشرب.
وتعد المملكة العربية السعودية أكبر دولة في العالم في تحلية مياه البحر واستخدامها، وقد تكون هذه العملية غير مجدية اقتصاديًا فهي مكلفة وتحتاج للكثير من الطاقة والمال، وتقوم المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بتشغيل 27 محطة تحلية لتنتج أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه الصالحة للشرب في اليوم وهذا ما يشكل نسبة 60 في المائة من المياه المستخدمة في المدن.
المدرجات الزراعية
تم استحداث نظام المدرجات الزراعية للاستفادة من مياه الأمطار الساقطة في المناطق الجافة قليلة الماء، تعرف المدرجات الزراعية باسم زراعة السلالم، حيث يتم زراعة الأشجار والمحاصيل على المنحدرات الشديدة للحفاظ على المياه وتجميعها والحفاظ على التربة من التآكل، حيث تقوم المدرجات على تجميع المياه خلفها مما ينعكس على خصوبة التربة لتصبح صالحة للزراعة.
المياه السطحية
تضمن المياه السطحية المياه العذبة في الجداول والأنهار والمياه المالحة في البحار والمحيطات، وتشكل المياه السطحية ما نسبته 71% من سطح الأرض، تساهم المياه السطحية في دورة المياه في الطبيعة بشكل رئيسي، حيث تتبخر المياه عند تعرضها لأشعة الشمس ومن ثم تتساقط لتعود على الأرض ويترسب جزء منها ليزود المياه الجوفية والتي يتم استخراجها للاستفادة منها.
وتضمن المياه السطحية السدود والتي هي من صنع الإنسان حيث يتم جمع مياه الأمطار الجارية على سطح الأرض فيها، يتم الاعتماد على المياه السطحية بشكل كبير لسهولة الوصول إليها وتستخدم في العديد من القطاعات مثل الشرب وري المزروعات والصناعة.
المياه الجوفية
تعدّ المياه الجوفية من مصادر المياه العذبة المهمة التي تستخدم في العديد من القطاعات وأهمها الشرب والزراعة وري المحاصيل، وتشكل نسبة 40% من موارد المياه في السعودية، وتخزن المياه داخل الأرض في الفراغات بين الرمال والأتربة وفُتات الصخور، تم تطوير العديد من الأنظمة والتقنيات والتي من شأنها تحديد ظروف المياه الجوفية لضخها واستخراجها لاستخدامها في العديد من القطاعات كالشرب والزراعة والصناعة.
تحلية مياه المجاري
تتزايد حاجة العالم إلى المياه النظيفة وذلك بسبب النمو السكاني الكبير وتغير المناخ وازدياد الصناعات وتدهور الوضع المائي في المملكة العربية السعودية فقد تضطر لتحلية مياه المجاري واستخدامها في العديد من القطاعات كالصناعة والزراعة، يوجد في المملكة العربية السعودية أكبر موقع لمعالجة مياه الصرف الصحي والذي يقع في الجزء الجنوبي من مدينة جدة في المنطقة الصناعية في حي الخمرة، وتتكون عملية المعالجة من أربع مراحل وتبلغ سعتها نحو 250000 متر مكعب / يوم تقريبًا.
تتكون عملية المعالجة من عدة مراحل تبدأ بغربلة المياه من المواد الصلبة والكبيرة، ومن ثم وضعها في غرف لإزالة الحبيبات الهوائية ومن ثم تهوية المياه، يليها عملية الترسيب حيث تترسب الجسيمات الصلبة للأسفل، ويتم إضافة الكلور بعدها لقتل البكتيريا والجراثيم، ومن ثم نزع ماء الحمأة عن طريق مكابس الترشيح بالحزام.
السدود
تشكل السدود أحد أهم مصادر المياه، تم بناء السدود لتجميع المياه السطحية الجارية على سطح الأرض بعد سقوط الأمطار وحدوث الفياضانات، هناك حوالي 200 سد في المملكة العربية السعودية ويتم جمع أكثر من 16 مليار قدم مكعب من المياه السطحية الجارية سنويًا في الخزانات، ومن الأمثلة على السدود: سد وادي بيشة ونجران ووادي جيزان ووادي فاطمة، يتم استخدام هذه المياه في العديد من الأغراض وتأتي الزراعة في المقام الأول، حيث يتم توزيع المياه عبر قنوات لمسافات طويلة واستخدامها في ري المزروعات.
هل تعاني المملكة العربية السعودية من مشاكل في وفرة المياه؟
تعاني شبه الجزيرة العربية منذ مئات السنين من شح وندرة مصادر المياه خاصّةً المياه الصالحة لاستهلاك الإنسان، والمزروعات، والحيوانات، وقد تم الإعلان في عام 2019 أن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول في العالم جفافًا وثالث أكبر مستهلك للمياه، هذا ما يعكس الوضع المائي في المملكة العربية السعودية وهو وضع صعب ويدفع المسؤولون للبحث عن حلول.
وقد أعلن وزير ا لبيئة والمياه والزراعة السعودي عن إطلاق برنامج القطرة ( droplet) والذي يهدف إلى ترشيد وتقليل استهلاك المياه لتحقيق الاستدامة، كما ويهدف إلى توطين الخبرات الدولية، وتخفيض الاستهلاك اليومي للفرد من 263 لترًا إلى 200 لترًا بحلول عام 2020 وإلى 150 لترًا بحلول عام 2030.
اتخذت الحكومة السعودية بعض الإجراءات الشديدة للحفاظ على المياه، حيث سمحت باستخدام مياه الصرف الصحي في أغراض زراعية، كما ومنعت زراعة محصول القمح، وقد تم توزيع صنابير ورؤوس دش مجانية لسكان المناطق الريفية ليتوقفوا عن استخدام المياه الجوفية.
ملخص
تعاني المملكة العربية السعودية مثلها مثل باقي الدول من شح وندرة المياه الصالحة للشرب، هناك العديد من المصادر التي يمكن الحصول على الماء منها وأهمها المياه السطحية والمياه الجوفية والتي تشكل أهم مصدر من مصادر المياه العذبة، كما ويوجد العديد من المصادر المستحدثة والتي تهدف إلى تجميع مياه الأمطار في السدود وإعادة تدويرها وتحلية المياه السطحية مثل مياه البحار والأنهار المالحة والغير صالحة للشرب واستخدامها في العديد من القطاعات الأخرى.