ما كفارة نقض العهد مع الله
ما كفارة نقض اليمين بصيغة (العهد مع الله)
لا شكّ إنّ الذين ينقضون عهدهم مع الله ومع الناس فهم ظلموا أنفسهم وحملوها ما لا تطيق، قال تعالى: (فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)، وقد يقوم أحد الناس بنقض العهد مع الله بالقول، أو بالفعل، ففهي هذه الحالة عليه بالمسارعة بالتوبة والرجوع إلى الله والتكفير عن نقضه للعهد مع الله، فتلزمه كفارة الحنث باليمين إذا نقض اليمين بعد توكيد اليمين بالعهد مع الله قال تعالى: (وَلا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها).
وكفارة نقض العهد مع الله تعالى تشمل الإتيان بواحده من هذه:
- إطعام عشر مساكين من أوسط طعامك، أو كسوتهم
- تحرير رقبة
- إن عجز عن إطعام عشر مساكين، ولم يجد رقبة يعتقها فعليهِ صيام ثلاثة أيّام.
العهد مع الله
يقصد بالعهد مع الله هو: تلك العهود والعقود والمواثيق التي قطعها العبد مع ربه، ووجب عليه الالتزام والوفاء بها، وعدم نقضها، وتشمل كافة العهود والعقود، وقد أضيفت إلى كلمة العهود العهد مع الله؛ للتعظيم ورفع من شأن العهد بشكل عام، وللدلالة على وجوب الحفاظ على العهود جميعها دون استثناء؛ ولأنّ المسلم عاهد فإنّما يعاهد بصفته مسلماً منتمياً لدين الله سبحانه وتعالى؛ ومن هنا جاءت نسبة العهد إلى الله.
المقصود بنقض العهد مع الله
يقصد بنقض العهد مع الله: عدم امتثال أوامر الله، والوقوع في نواهي الله، والاشراك بالله في عبادته، ونقض الميثاق الذي أخذه الله تعالى على جميع الأمم، بأن لا يشركوا معه أحد، فهم ينقضون العهود التي قطعوها مع رب العالمين، وهذه هي صفة من صفات المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون، فحين يعد شخص بمعاهدة الله تعالى على فعل أمر معيّن مثل الإلتزام بالصلاة يجب عليهِ الإلتزامُ بهذا العهد، وعدم الوفاء بذلك هو نقض للعهد مع الله.
وقد وردت عدة آيات قرآنية كريمة تحث على الوفاء بالعهود التي يعقدها العبد مع ربه، ولا يجوز له نقضها قال: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، وقوله تعالى في بيان وجوب الوفاء بالعهد مع الله، والمتمثل في عبادة وحده وترك عبادة الشيطان: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).
الوسائل المعنية على ترك نقض العهد مع الله
ويمكن إجمال الوسائل المعينة على ترك نقض العهد مع الله تعالى بما يأتي:
- إخلاص الإيمان بالله تعالى وتقويته بالعبادة.
- التفكّر والتدبّر في العواقب والآثار السلبية لنقض العهد مع الله على الفرد والمجتمع.
- تحلّي جميع أفراد المجتمع بصفة الوفاء بالعهد مع الله تعالى.
- التأمل والتدبر في الآيات القرآنية الكريمة، التي حذرت من نقض العهد والميثاق مع الله وعقوبة ذلك.
- البعد عن الطمع، والانسياق وراء الشهوات وزخارف الدنيا وحطامها الزائلة.
- مجاهدة النفس على الطاعة، وترتبيتها على صفة التحلي بالوفاء بالعهد مع الله تعالى.