ما فضل صلاة الوتر
خير من حمر النعم
ورد في فضل صلاة الوتر حديث خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ).
وفي الحَديث دَلالةٌ على فضل صلاة الوتر، وبيان من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ قيمة صلاة الوتر أفضل وأثمن من أموال العرب أجمع، والتي دلَّ عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحُمر النعم، فهي أفضل وأشرف الأموال وأغلى الأثمان عند العرب، فهي نوع من أنواع الإبل العُمانية ذات شكل وقوام جميل، ولونها يشوبه حمرة جميلة، وهي أغلى أنواع الإبل.
وهذا تمثيلٌ من النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابهِ، ليُقرّب لهم الصورة، ويُبيّن لهم أهميّة هذه الصلاة، وأنّها تضاهي أموال الدنيا، فهي بالآخرة عند الله عز وجل من أفضل وأطيب وأحسن العبادات بل وينال بها المؤمن الدرجة الأعلى عند الله عز وجل.
حب الله للوتر
إنّ ممّا يُؤكّد على فضل صلاة الوتر ويبين عظمها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (يا أهلَ القُرآنِ، أوْتِروا؛ فإنَّ اللهَ وِترٌ يُحِبُّ الوِترَ). ويراد به مخاطبة أهل القرآن أيّ المسلمين كافّة، ولكنّه خصّهم بهذا الوصف ليدلّ على أنّهم يسعون لمرضاة الله -تعالى- ويبحثون عن تكثير الطّاعات.
وأمرهم بالالتزام بصلاة الوتر؛ ف الوتر صفة من صفات الرحمن، أيّ إنّه واحد متفرّد، فهو واحد في أسمائه، وهو متفرّد في صفاته، وواحد في ذاته -جل وعلا-، وواحد في أفعاله، لا شريك معه، ولا ندّ له، فأمرهم بأداء صلاة الوتر فهي عبادة متفرّدة ونادرة، تتناسب وتتلاءم مع صفات الله -تعالى-.
محافظة النبي على صلاة الوتر
إنّ خير دليل على فضل تلك الصلاة واكونها من آكد السنن وأعظهما على الإطلاق، التزام النبي -صلى الله عليه وسلّم- بها، وحثّه الدائم عليها، وهو خير قدوة للمسلمين في أقواله وأفعاله، فقد كان لا يدعها، وقد ثبت في حديث عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ منها اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).
وصية النبي لأصحابه في صلاة الوتر
ممّا يدلّ على خيرية صلاة الوتر وفضلها العظيم وصية النبي عليه السلام- الدائمة لزوجته عائشة، وانّها أفضل صلوات اللّيل، كما جاء في حديث عائشة -رضيَ الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي وأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةً علَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يُوتِرَ أيْقَظَنِي، فأوْتَرْتُ).
كما أوصى أصحابه بذلك، فقال أبو هريرة -رضيَ الله عنه-: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).