ما علاج مرض القلب
علاج أمراض القلب المختلفة
يحتاج كلّ نوعٍ من مشاكل أو أمراض القلب (بالإنجليزية: Heart disease) علاجًا مختلفًا عن الآخر، لذلك فإنه من الضروريّ مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب على الفور، وبشكلٍ عام، يشمل علاج أمراض القلب ما يأتي:
- تغييرات في نمط الحياة: وذلك من خلال اتباع نظام غذائي قليل الدهون والصوديوم ، وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل في أغلب أيام الأسبوع، والإقلاع عن التدخين، والامتناع عن شرب الكحول .
- أخذ الأدوية كما يصفها الطبيب: فإذا كانت التغييرات في نمط الحياة غير كافية بمفردها، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية للسيطرة على المرض، ويعتمد نوع العلاج على نوع مرض القلب.
- اللجوء إلى بعض الإجراءات الطبية كالجراحة: قد يلجأ الطبيب إلى إجراءاتٍ طبيةٍ أخرى أو إلى الجراحة إذا لم تكن الأدوية كافية للسيطرة على المرض، ويعتمد نوع الإجراء على نوع المرض، وعلى مدى الضرر الواقع على القلب، وسنقف في هذا المقال على علاج أكثر أمراض القلب شيوعًا.
مرض الشريان التاجي
بظهر مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) عندما تتضرّر الأوعية الدموية الرئيسة التي تمدّ القلب بالدم والأكسجين والعناصر المغذّية، وعادةً ما تكون الترسبات المحتوية على الكولسترول هي السبب في المرض، ويكون علاج مرض الشريان التاجي عادةً بإجراء بعض التغييرات على نظام الحياة، واستخدام الأدوية واللجوء لبعض التقنيات الطبية عند الحاجة، وتشمل الإجراءات العلاجية ما يأتي:
- الأدوية: توجد العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج مرض الشريان التاجي، ومنها:
- الأدوية الخافضة للكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol-modifying medications): حيث تقلّل هذه الأدوية من المادة الأساسية التي تترسب على الشرايين التاجية، ونتيجةً لذلك تتناقص مستويات الكوليسترول ، خاصةً البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein) واختصاره (LDL) المعروف باسم الكوليسترول الضارّ، ومن أمثلة هذه الأدوية: الستاتينات (بالإنجليزية: Statins)، والنياسين (بالإنجليزية: Niacin)، والفايبرات (بالإنجليزية: Fibrates)، ومنحيات حامض الصفراء (بالإنجليزية: Bile acid sequestrants).
- الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin): قد يوصي الطبيب بأخذ الأسبرين أو غيره من مميّعات الدم لبعض المصابين، فقد يقلل ذلك من تجلط الدم ، الأمر الذي يساعد على منع انسداد الشرايين التاجية.
- حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers): تبطئ هذه الأدوية معدل سرعة القلب وتخفّض ضغط الدم، وبالتالي تقلّ حاجة القلب إلى الأكسجين.
- حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers): يمكن استخدام هذه الأدوية مع أدوية حاصرات بيتا إذا لم تُظهر حاصرات بيتا وحدها فعالية، أو بدلًا من أدوية حاصرات بيتا إذا كان المريض غير قادر على تناولها، حيث يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تحسين أعراض ألم الصدر .
- رانولازين (بالإنجليزية: Ranolazine): يساعد هذا الدواء في التخفيف من أعراض ألم الصدر الذي يشعر به المصابون بالذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina)، وقد يوصف مع أدوية حاصرات بيتا، أو بدلًا منها إذا كان المريض غير قادر على تناولها.
- النيتروغليسرين (بالإنجليزية: Nitroglycerin): يمكنُ لأقراص وبخاخات ولاصقات النيتروغليسرين السيطرة على ألم الصدر عن طريق توسيع الشرايين التاجية بشكل مؤقت والتقليل من حاجة القلب إلى الدم.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin-converting enzyme Inhibitors) ويرمز لها بـ (ACEI)، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين 2 (بالإنجليزية: Angiotensin II receptor blockers) ويرمز لها بـ (ARBs): إذ تساعد هذه الأدوية على خفض ضغط الدم، ويمكن أن تساعد في منع تطور مرض الشريان التاجي.
- الإجراءات الطبية: قد يلجأ الطبيب إلى اتخاذ إجراءات علاجية أكثر شدّةً إذا دعت الحاجة لذلك، وفيما يأتي بيان بعض منها:
- رأب الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Angioplasty) ووضع الدعامات (بالإنجليزية: Stent): إذ يُدخل الطبيب أنبوبًا طويلًا ورفيعًا يُسمى قسطار (بالإنجليزية: Catheter) في الجزء المتضيق من الشريان، بحيث يمرِّر من خلاله سلك مع بالون مفرغ من الهواء، ثم ينفخ البالون، وبذلك يتمّ الضغط على المادة المترسبة على جدار الشريان لفتحه، وغالبًا ما تُترك الدعامة في الشريان للمساعدة على الحفاظ عليه مفتوحًا، إذ تُطلق معظم أنواع الدعامات دواءً ببطء للمساعدة على إبقاء الشرايين مفتوحة.
- جراحة المجازة التاجية: (بالإنجليزية: Coronary artery bypass surgery)، وفيها يجهّز الجرّاح رقعة (بالإنجليزية: Graft) من وعاء دموي آخر في الجسم لتجاوز الشرايين التاجية المسدودة، فهذا بدوره يسمح للدم بالتدفق حول الشريان التاجي المسدود أو المتضيق، ونظرًا لأنّ هذا الإجراء يتطلب جراحة القلب المفتوح (بالإنجليزية: Open heart surgery)، فغالبًا ما يُلجأ إليه في حالات وجود أكثر من شريان تاجي متضيق.
اضطراب النظم القلبي
يُعرف اضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Arrhythmia) على أنه خلل في إيقاع القلب أو في معدل ضرباته، بحيث ينبض القلب بشكل غير منتظم، أو ببطء شديد ويطلق على هذه الحالة مصطلح بطء القلب (بالإنجليزية: Bradycardia)، أو بسرعة كبيرة جدًا وتسمى هذه الحالة تسرع القلب أو الحَبَض (بالإنجليزية: Tachycardia)، وتعتمد طريقة علاج اضطراب النظم القلبي على ما إذا كان عدم انتظام ضربات القلب سريعًا أم بطيئًا، بالإضافة إلى علاج الأسباب المؤدّية إلى الإصابة باضطراب نظم القلب، مثل قصور القلب (بالإنجليزية: Heart failure)، وتشمل العلاجات المستخدمة لاضطراب نظم القلب ما يأتي:
- الأدوية: حيث تُستخدم لمنع حدوث عدم انتظام ضربات القلب أو السيطرة عليه.
- تقويم نظم القلب: (بالإنجليزية: cardioversion)، ويعرف على أنه إجراء طبي يعيد نظم القلب الطبيعي، وذلك من خلال تخدير المريض وتعريض القلب لصدمات كهربائية.
- الاستئصال القسطري: (بالإنجليزية: Catheter ablation)، يكون المريض أثناء الاستئصال القسطري تحت التخدير العام أو الموضعي، ويستخدم هذا الإجراء لتدمير أنسجة القلب المريضة التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب.
- جهاز تنظيم ضربات القلب: (بالإنجليزية: Pacemaker)، وهو عبارة عن جهاز صغير يحتوي على بطارية، يتم زرعه في صدر المريض تحت تأثير التخدير الموضعي، وينتج هذا الجهاز إشاراتٍ كهربائية للقيام بعمل منظم ضربات القلب الطبيعي، مما يساعد على إعادة المعدل الطبيعيّ لضربات القلب.
- جهاز مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع: (بالإنجليزية: Implantable cardioverter defibrillator) واختصاره (ICD)، وهو جهاز مشابه لمنظم ضربات القلب، إذ يُراقب إيقاع القلب، وإذا لزم الأمر فإنه يُرسل صدماتٍ للقلب ليعيد النّظم الطبيعي.
عيوب القلب الخلقية
تُعرّف عيوب القلب الخَلقية (بالإنجليزية: Congenital heart defect) على أنّها مشكلةٌ في بنية القلب تنشأ منذ الولادة، وتُعدّ من أكثر أنواع العيوب الخَلقية شيوعًا، وتشمل علاجات عيوب القلب الخلقية الأدوية والجراحة وقسطرة القلب ، حيث يعتمد العلاج على نوع العيب الخَلقيّ الذي يعاني منه المريض، ويُشار إلى أنّ العديد من عيوب القلب الخَلقية لا تتطلب علاجًا، إلا أنّ الأطفال المصابين بعيوب القلب الخلقية ذوي الحالات الحرجة يحتاجون تدخّلًا جراحيًّا خلال عامهم الأول، وهناك بعض الحالات الأخرى التي قد تحتاج علاجًا مستمرًّا مدى الحياة بما في ذلك إجراء جراحةً للقلب بشكلٍ متكررٍ، ويُشار إلى أهمية متابعة المصابين بعيوب القلب الخَلقية حالتهم مع الطبيب بشكلٍ منتظم طول الحياة.
يعتمد العلاج الذي يتلقاه الطفل المصاب على نوع وشِدة عيب القلب لديه، بالإضافة إلى عواملَ أخرى مثل؛ عمر الطفل وحجمه وصحته العامة، وتشمل العلاجات المستخدمة لعيوب القلب الخَلقية ما يأتي:
- القسطرة: تعتبر القسطرة أحد الخيارات الطبية السهلة بالنسبة للمريض، إذ إنّها تتمّ عن طريق إدخال أنبوب رفيع ومرن يسمى القسطار في الوريد أو الشريان من خلال وخزة بسيطة بإبرة، ولا يتم فيها فتح الصدر، ممّا يعني أنّ الجرح الناجم عن القسطرة يكون بسيطًا جدًا، وبالتالي شفاؤه أسهل وأسرع مقارنة بالعمليات الجراحية.
- الجراحة: قد يحتاج الطفل إلى جراحة القلب المفتوح إذا تعذر إصلاح العيب الخلقي للقلب عن طريق القسطرة، وفي بعض الحالات يمكن لعملية جراحية واحدة إصلاح العيب الخَلقيّ للقلب بشكل كامل، بينما تتطلب حالات أخرى إجراء العديد من العمليات الجراحية على مدار شهور أو سنوات لإصلاح العيب الخلقي، وفيما يأتي توضيحٌ للحالات التي تتطلب إجراء جراحة القلب المفتوح:
- إغلاق الثقوب في القلب بالغرزة الطبية أو بوضع رقعة طبية على الثقب.
- إصلاح أو استبدال صمامات القلب .
- توسيع فتحات صمامات القلب الضيقة أو توسيع الشرايين.
- إصلاح العيوب الخلقية المعقدة، مثل المشاكل المتعلقة بالأوعية الدموية القريبة من القلب.
- زراعة القلب: توجد حالات نادرة يولد فيها الأطفال بعيوب قلبية متعددة ومعقدة يصعب إصلاحها، لذلك قد يحتاج هؤلاء الأطفال إلى عملية زراعة قلب، حيث يُستعاض فيها عن قلب الطفل بقلب سليم لطفل مُتوفَّى تبرعت به أسرته.
اعتلال عضلة القلب
يُعرف اعتلال عضلة القلب (بالإنجليزية: Cardiomyopathy) على أنه حالة مرضية تصيب عضلة القلب، تؤدي إلى تضخمها وزيادة سماكتها وتصلبها، وتتفاقم تدريجيًا مما يقلل من قدرة القلب على ضخ الدم إلى الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى الإصابة بقصور القلب وتراكم الدم في الرئة وباقي أجزاء الجسم، واضطراب نَظم القلب، وهناك بعض الحالات التي يمكن فيها علاج السبب المؤدي إلى اعتلال عضلة القلب، ويشار إلى أنه غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى أخذ بعض الأدوية، وتغيير نمط الحياة لعلاج أعراض قصور القلب والذبحة الصدرية واضطراب نظم القلب، ويمكن للطبيب أن يلجأ إلى الجراحة أو إلى بعض الإجراءات الطبية، بما في ذلك:
- جهاز إزالة الرجفان: يرسل هذا الجهاز نبضات كهربائية لوقف ضربات القلب غير الطبيعية التي قد تهدد الحياة.
- جهاز تنظيم ضربات القلب: حيث يعالجُ بطءَ معدل ضربات القلب، ويحافظ على الإيقاع الطبيعيّ لضربات القلب.
- جراحة المجازة التاجية أو رأب الأوعية الدموية: حيث تُحسّن عملية تدفق الدم إلى عضلة القلب الضعيفة.
- زراعة القلب : قد يلجأ إليها الطبيب عند فشل العلاجات الأخرى.
- مضخة القلب الميكانيكية، وهي خيار علاجي متقدّم، قد يلجأ إليه الطبيب في الحالات الحرجة جدًا.
عدوى القلب
تُعرف عدوى القلب (بالإنجليزية: Heart infection)، أو (بالإنجليزية: Cardiac infection)، أو عدوى صمامات القلب (بالإنجليزية: Heart valve infection) على أنها عدوى تسببها البكتيريا أو الفيروسات، ونادرًا ما تسببها الفطريات، وقد تحدث عدوى القلب في أيّ طبقةٍ من طبقات القلب الثلاث، وفيما يأتي توضيح لأنواع عدوى القلب:
- عدوى الشغاف: (بالإنجليزية: Endocarditis)، تصيب الطبقة الداخلية من القلب المعروفة باسم الشغاف (بالإنجليزية: Endocardium)، وتُعد عدوى الشغاف أكثر أنواعِ عدوى القلب شيوعًا.
- عدوى عضلة القلب: (بالإنجليزية: Myocarditis)، وهو عدوى نادرة الحدوث، تصيب الطبقة العضلية الوسطى للقلب المعروفة باسم عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardium)، وقد تحدث بسبب عدوى فيروسية.
- عدوى التامور: (بالإنجليزية: Pericarditis)، وهو عدوى تصيب الطبقة الخارجية أو الغشاء الذي يغطي القلب المعروف باسم التامور (بالإنجليزية: Pericardium)، وتُعدّ الفيروسات السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بهذا النوع من العدوى.
تُعدّ المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) العلاجَ الأساسيّ لعدوى الشغاف، إذ يعتمد اختيار المضاد الحيوي المناسب على نوع الكائن المسبب للعدوى حسب نتائج الفحوصات المخبرية، ونظرًا لأنّ العدوى داخل القلب، فإنّ هذه المضادات الحيوية تُعطى عن طريق الوريد لمدةٍ تصل إلى 8 أسابيع للتخلص من هذه العدوى، وفي بعض الحالات الحرجة قد يحتاج المريض إلى الجراحة لإزالة مصدر العدوى ومنع حدوث أيّ مضاعفاتٍ أخرى، كما يتمّ اللجوء إلى الجراحة على الأرجح لمعالجة التهاب الشغاف الناتج عن عدوى فطرية.
أمراض صمامات القلب
تُعرف أمراض صمامات القلب (بالإنجليزية: Valvular heart disease) بأنها الأمراض الناتجة عن تلف أو مرض أحد صمامات القلب، وتعتمد طرق العلاج التي يلجأ إليها الطبيب على نوع المرض الذي أصاب الصمام، وتشمل ما يأتي:
- الأدوية: ولا تعدّ علاجًا شافيًا، وإنما تخفّف من شدّة الأعراض، ونذكر منها الآتي:
- حاصرات مستقبلات بيتا، والديجوكسين، وحاصرات قنوات الكالسيوم: تخفّف هذه الأدوية من شدة الأعراض من خلال تحكمها بمعدل نبض القلب، ومنعها لاضطراب نَظمه.
- مدرات البول، أو الأدوية الموسّعة للأوعية الدموية.
- الجراحة: ويتمّ اللجوء إليها لإصلاح الصمام التالف أو استبداله، وتتضمّن ما يأتي:
- جراحة إصلاح صمام القلب: يمكن أن يساعد إصلاح الصمام في تخفيف الأعراض في بعض الحالات، وتشمل أمثلة الجراحة: إعادة تشكيل أنسجة الصمام غير الطبيعية ليعمل الصمام بشكلٍ صحيحٍ، أو إدخال حلقات صناعية في الصمام المتضيق ممّا يؤدي إلى توسعته، ويُشار إلى أنّ جراحة إصلاح الصمام هي الخيار المفضّل في كثير من الأحيان، لأنّه في حال دعت الحاجة إلى استخدام أنسجةٍ لإصلاح الصمام فإنّ ذلك يتمّ من خلال استخدام أنسجة المصاب نفسه.
- جراحة استبدال صمام القلب: ويتمّ اللجوء إليها في حال كانت صمامات القلب مشوّهة جدًا أو وصلت لمرحلة شديدة من العَطَب، بحيث تحتاج إلى الاستعاضة عنها بصمامٍ جديد، وتكون الصمامات البديلة إمّا صمامات بيولوجية تحتوي على أنسجة حيوانية أو أنسجة بشرية بحيث تكون صمامًا بشريًا تمّ التبرع به، وإمّا أن تكون صمامات ميكانيكية تتكون من معدن، أو بلاستيك، أو مادة صناعية أخرى.
- رأب الصمام بالبالون: (بالإنجليزية: Balloon valvuloplasty) وتُعدّ خيارًا علاجيًّا آخر غير جراحيّ، ويتمّ بتمرير أنبوب مجوّف يسمى القسطار، ويحتوي على بالون مفرّغ، يتمّ تمريره من خلال وعاء دمويّ بالفخذ، ثمّ توجيهه إلى القلب، وصولًا إلى الصّمام المتضيّق، ليتمّ بعد ذلك نفخ البالون ليؤدي إلى امتداد وتوسيع فتحة الصمام، ثمّ إزالته.
فشل القلب
يظهر فشل القلب أو قصور القلب (بالإنجليزية: Heart failure)، أو فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive heart failure)، عند فشل عضلة القلب عن ضخّ الدم كما ينبغي، حيث تؤثر بعض الحالات المرضية مثل تضيّق الشرايين التاجية أو ارتفاع ضغط الدم في سلامة القلب، بحيث تجعله تدريجيًّا ضعيفًا جدًا أو متيبّسًا، وبالتالي غير قادر على الامتلاء وضخّ الدم بفعالية، وعلى الرغم من عدم وجود علاجٍ شافٍ لفشل القلب في الوقت الحاليّ، إلا أنّ العلاجات المتاحة تساعد في السيطرة على أعراضه، وقد تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة أيضًا على تحسين جودة ونوعية الحياة، ونذكر من هذه التغييرات ما يأتي:
- ممارسة التمارين الرياضية.
- تخفيف كمية الصوديوم في النظام الغذائيّ.
- السيطرة على الضغط النفسي .
- تخفيف الوزن.
وفيما يأتي توضيح للعلاجات التي قد تستخدم في حالات فشل القلب:
- الأدوية: تتوفر العديد من الأدوية المختلفة لعلاج أعراض قصور القلب الاحتقاني، وتشمل هذه الأدوية الآتي:
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: حيث تُقلِّل هذه الأدوية عبء العمَل الواقِع على القلب، وتساعد في خفض ضغط الدم، وتعزز أداء القلب، ويمكن أن تحسن من جودة حياة المصاب.
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين 2: تخفف هذه الأدوية أعراض فشل القلب وتمنع ارتفاع ضغط الدم، ومن أمثلتها: كانديسارتان (بالإنجليزية: candesartan) ولوسارتان (بالإنجليزية: losartan) وفالسارتان (بالإنجليزية: valsartan).
- مثبطات النيبريليسين مستقبل الأنجيوتنسين: (بالإنجليزية: Angiotensin receptor-neprilysin inhibitors) واختصارًا (ARNIs)، تقلل هذه الأدوية الجهد الواقع على القلب للمساعدة على علاج فشل القلب.
- مثبطات ناقل الصوديوم والجلوكوز: (بالإنجليزية: Sodium-glucose cotransporter-2 inhibitor ) واختصارًا (SGLT2 inhibitors) تساعد هذه الأدوية على الوقاية من قصور القلب وعلاجه.
- مدرات البول: تُحفّز هذه الأدوية خروج الماء والملح من الكلى على شكل بول، وتساعد على التخفيف من احتباس السوائل وتورّم الكاحل، كما وتخفّف من ضيق التنفس الناتج عن قصور القلب، وهناك 3 أنواع رئيسة لمدرات البول وهي: مدرات البول العروية (بالإنجليزية: Loop diuretics)، ومدرات البول الثيازيدية (بالإنجليزية: Thiazide diuretics)، ومدرات البول الموفّرة للبوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium-sparing diuretics).
- مضادات التخثر: تزيد هذه الأدوية من سيولة الدم، ممّا يقلل من عملية تجلط الدم ويمنع حدوث السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، ويعتبر الوارفارين أكثر مضادات التخثر شيوعًا، ويُشار إلى أهمية مراقبة الطبيب للمصاب الذي يتناول الوارفارين.
- الديجوكسين: يستخدم لعلاج تسارع نبض القلب وعدم انتظامه، حيث يبطئُ ضربات القلب، ويزيد من قوة انقباض عضلة القلب.
- حاصرات مستقبلات بيتا: يستفيد جميع المرضى المصابين بقصور القلب من تناول هذه الأدوية.
- الأدوية المضادة للصّفيحات: (بالإنجليزية: Antiplatelet)، تمنع هذه الأدوية الصفائح الدموية من تكوين الجلطات، ويُعتبر الأسبرين مثالًا، ويُشار إلى أنّه يُعدّ مناسبًا للمصابين المعرضين بشدة لخطر الإصابة بنوبة قلبيّة أو سكتة دماغية ، والذين لديهم مخاطر منخفضة للإصابة بالنزيف ، أو لأولئك الذين تعرّضوا سابقًا لنوبة قلبيةٍ أو سكتةٍ دماغية.
- الجراحة: تُعد الجراحة خيارًا مناسبًا للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج بالأدوية، وفيما يأتي بيانٌ لأنواع الجراحة التي يمكن اللجوءُ إليها:
- جراحة المجازة التاجية: حيث يوصي الأطباء عادةً بهذا الإجراء عندما يكون مرض الشريان التاجي هو سبب قصور القلب.
- جراحة صمامات القلب: إذ يمكن إجراء هذه الجراحة لإصلاح الصمام التالف الذي أدّى إلى خفض قدرة القلب على ضخ الدم.
- زراعة جهاز مساعدة البطين الأيسر: (بالإنجليزية: Left ventricular assist device) واختصاره (LVAD)، ويُستخدم للمرضى المقيمين في المستشفى الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى، ويستخدمه الأطباء أيضًا للمرضى الذين سيخضعون لعملية زراعة قلب.
- زراعة القلب: وهي الخيار الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء عند فشل العلاج بالأدوية أو بالعمليات الجراحيّة الأخرى، ويُشار إلى أنّ عملية زراعة القلب لا تُجرى إلا للمصاب الذي يتمتع بصحة عامة جيدة باستثناء مشكلة فشل القلب.
نظرة عن أمراض القلب
تشمل أمراض القلب جميع الأمراض والمشاكل الصحية التي تصيب القلب والأوعية الدموية، ويحتاج المصابون بهذه الأمراض أو الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى الكشف المبكر عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتلقي العلاج المناسب، ومن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب: ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع نسبة الشحوم أو الدهون في الدم (بالإنجليزية: hyperlipidemia).