كيف تحب الحياة
حب الحياة
تتطلب الحياة السعيدة شعور المرء بالتفاؤل، والحب، والاستقرار، والتناغم من الداخل وفي علاقاته الخارجيّة أيضاً، فهذه الحياة جميلةٌ ومليئة بالمواقف والأشخاص الجيدين، واللحظات المرحة، والأحداث العظيمة التي تبث فيه الأمل بالغد والاشتياق والتطلّع لقدومه كل يومٍ، لكن يجب عليه أن يُدرك ما يُريده في هذه الحياة ، ولا يعيشها بفراغٍ ودون هدفٍ أو غاية تجعل من يومه مميّزاً، ولا ننسى وجود الأحبة فيها، والذين يُضفون عليها نكهة وطعماً مميزاً لأوقاته، ويُساعده على صُنع الذكريات وخلق اللحظات السعيدة معهم، والتي بدورها تزيد من تمسّكه في حياته وشعوره بالرضا والراحة اتجاهها وحبّها أكثر.
طرق تُساعد المرء على حبّ الحياة
هُنالك العديد من الطرق التي تُساعد المرء على تقبّل حياته وحبّها أكثر، ومنها ما يأتي:
إيجاد معنى وهدف للحياة
يتعرّض البشر بطبيعة حياتهم الديناميكيّة التي تتغير كل يوم للعديد من الأحداث والمُستجدّات التي تزيد من انشغالهم ومسؤولياتهم وواجباتهم، لكن ذلك لا يعني عدم وجود دافعٍ وهدف شخصي مميز وخاص بالمرء يحثّه على العمل الدؤوب والاجتهاد لتحقيقه، والذي يختلف عن المسؤوليات المُترتبة عليه، حيث إنّ الأهداف والطموحات تجعل للحياة معنىً مُختلفاً وتصنع الحافز الذي يُغيّر طريقة عيش الشخص ويجعل له قيمة ومغزىً آخر، ويزيد من عزيمته ويبث فيه الأمل والطاقة، ويدفعه لملاحقة حلمه والسعيّ ورائه بجدٍ أكبر؛ ليُصل إلى السعادة عندما يُنجزه ويفخر بنفسه أكثر حينها.
المحافظة على الابتسامة والبحث عن السعادة
تُعتبر الابتسامة بوابة السعادة، ومؤثراً إيجابيّاً عظيماً يؤثر في المرء، وفي الأشخاص المُحيطين به أيضاً، وتزيد من حبّه لحياته، وشعوره بالقناعة والرضا والأمل، وبالتالي يجب عليه أن يُقاوم الظروف ويُعاند الصعوبات ويتجاوزها بقوّةٍ، ولا يسمح لها أن تسرق ابتسامته التي تُنير وجهه وتزيد من جاذبيّته، وأن يتذكر أيضاً أن لديه الكثير من الميزات التي تكفي لجعله يبتسم، وأن يستحضر النعم التي ينعم بها ويكون شاكراً لها، ويجعلها سبباً لابتسامته مهما شعر بالانزعاج، وحتى وإن طاردته الصعاب والمشاكل، فلا بد أن تنتهي ويزول كل مؤثرٍ سلبيّ، وأن يتحللى بالأمل ويتسلّح بالقوة التي تُساعده على الابتسام في أصعب الظروف أيضاً، ولا ننسى تأثير الأشخاص المُحيطين به من أحبة وأصدقاء كفيلين بإدخال البهجة لقلبه ورسم الابتسامة على وجهه دائماً.
التخلي عن الأنانية المُفرطة
لا تكتمل سعادة المرء وراحته النفسيّة دون شعوره بحب من هم حوله ومُبادلتهم له المودّة والاحترام، وبالتالي يتوجب عليه أن يُبادر للوقوف بجانبهم، ومدّ يد العون لهم عند الحاجة، دون التفكير بنفسه بشكلٍ مُبالغ به يصل للشعور بالأنانيّة وتفضيل سعادته ورفاهيّته على راحة الغير، كما عليه أن يُدرك أن مُساعدة الآخرين والتعامل الحسن الخلوق معهم يُكسبه محبتهم، ويجعله راضيّاً عن نفسه أكثر، ويشعره بسعادةٍ وقوّة داخليّة كبيرة تغمر قلبه وتجعله يرغب بتقديم المزيد، حيث إنّ الإيثار وتفضيل خدمة وسعادة الآخرين يُعتبر مبدأً وثقافةً عظيمة تقود صاحبها لفعل الخير والشعور بالإنسانيّة والصحة الداخليّة التي تزيد من احترامه لنفسه ورضاه عنها، وبالتالي العيش بسعادةٍ وهناء برفقة أحبته وأصدقائه.
التفكير بطريقةٍ إيجابية وضبط النفس
يتعرّض المرء في حياته لسلسةٍ من الضغوطات والمواقف الصعبة التي تتطلب منه الكثير من الصبر والحزم، والتأني والتفكير بشكلٍ سليم وحكيم، والذي يتمثل بضبط النفس والسيطرة على الانفعالات، والتفكير بشكلٍ إيجابيّ ومنطقي، والابتعاد عن الأفكار السلبيّة المُحبطة والخاطئة التي لا تحل المشاكل وإنما تزيد الأمر سوءاً مع مرور الوقت، حيث يساعد التفكير الإيجابي صاحبه على تغيير مشاعره وتقويم سلوكه، واتخاذ القرار الصائب الذي تعود نتائجه عليه بالفائدة وتُجنّبه الآثار الأخرى السلبيّة، وبالتالي يجعل حياته أكثر متعةً وتفاؤلاً، ويُساعده على الحفاظ على هدوءه والنجاح وتحقيق أهدافه في المستقبل، إضافةً لدعم علاقاته وإظهاره بصورة ٍقياديّة، وإبرازه كشخصيّةٍ مميّزة يُقتدى بها وتستحق إعجاب واحترام من حوله.
بناء العلاقات الوديّة والاستقرار العاطفي
يرتبط حب الحياة واستقرارها والتمتع بالسعادة والراحة في نظر الكثيرين بالاستقرار العاطفي والشعور الداخليّ بالحب والعطاء، وتلقي مشاعر المودّة من الآخرين أيضاً، وصُنع صداقات هادفة وعلاقات طيّبة معهم، كما إن وجود شريك مميّز يُبادل المرء الاهتمام ويُحاول إسعاده بأيّ شكلٍ، ويحترم مشاعره ويتجنّب إيذائها يُلوّن حياته ويمنحها طعماً ولذّة مُختلفة، كما أنه من ناحيّةٍ أخرى يُشكل دعماً وجداراً صُلباً يستند عليه في لحظات حزنه وغضبه ويُساعده على تجاوزها بأقل خسارةٍ، ويُعيد له ابتسامته وبهجته وأمله بالغد من جديد.
الحفاظ على الصحة الجسديّة والترفيه عن النفس
تؤثّر الصحة بشكلٍ كبير على سعادة وراحة المرء وطريقة إنجازه مهامه وأهدافه بالطريقة التي يتمناها، وبالتالي لا بد من الاعتناء بنفسه والحفاظ على صحته وسلامته الجسديّة والنفسيّة، والتي بدورها تجعله ينطلق للحياة بقوةٍ دون الشعور بالخوف والألم، ويُبادر لتحقيق أهدافه والانخراط في علاقاته بكامل طاقته ونشاطه، فيُصبح أكثر سعادةً وحُباً وتقبّلاً لحياته، ويكون الاعتناء بالصحة باتباع النصائح الآتية:
- ممارسة التمارين الرياضيّة المُفيدة بشكلٍ مُنتظم ودون إرهاق المرء لنفسه.
- شُرب كمياتٍ كافيّة من الماء لا تقل عن 8 أكواب في اليوم.
- الحفاظ على الغذاء الصحي السليم الذي بدوره يُعزز صحة ورشاقة وجاذبيّة المرء ويزيد من تقبّله وحبه لنفسه.
- النوم مدّة كافيّة تتراوح بين 8-9 ساعات لمنح الشخص الراحة والاسترخاء والحد من الغرهاق والتوتر، الأمر الذي يُساعده على بدء يومه التالي بنشاطٍ وبهجة.
ممارسة الأنشطة والاهتمامات الجديدة والمُفيدة
هُنالك العديد من الأنشطة التي تمنح المرء طاقة ومعنوياتٍ عاليّة وتُساعده على حب الحياة وممارستها بشكلٍ أفضل وأكثر راحةً واتزاناً، ومنها ما يأتي:
- السفر في أوقات الإجازات وزيارة أماكن جديدة والاطلاع على الثقافات والحضارات والمعالم الطبيعيّة الساحرة في البلدان الأخرى.
- تقبّل المُفاجئات التي تُقدمها الحياة للمرء والتعامل معها بشكلٍ صحيح، وذلك بعدم الاستياء من مواقف وتواريخ محددة والتشاؤم منها، بل ترك الحياة تُقدم للمرء ما في جعبتها من أحداثٍ سواء أكانت سارّة أو مُزعجة والتعامل معها بوعيٍّ ومنطقيّة وتجاوزها بقوّةٍ وحكمةٍ وصبر.
- تجاهل الماضي، ولا يعني ذلك عدم الاعتراف بالأخطاء والتعلّم منها، وإنما أخذ العبرة وتركها تذهب، وعدم الشعور بالذنب بشكلٍ مُبالغ به بل التجاوز عن الأخطاء والعقبات والبقاء في الحاضر والاجتهاد لجعل المُستقبل أفضل والتفاؤل اتجاهه بدلاً من الاستياء والبقاء عالقاً وأسيراً للماضي الذي ذهب ولن يعود.
- تقبّل التغيير للأفضل، واختيار المسار الصحيح وعدم الإصرار على الموقف قبل التحقق من صحّته أو مقاومة التغيير فقط من باب العناد والعصبيّة، وإنما استخدام العقل الذي يُنير بصيرة المرء ويقوده لحياةٍ مُتزنة وسعيدة وناجحة.