ما علاج الصداع المستمر
الصداع المستمر
يُطلق على الصداع المستمر مصطلح الصداع اليوميّ المزمن (بالإنجليزية: Chronic Daily Headache) وهو الصداع الذي تتجاوز فيه أيام الإصابة أيام عدم الإصابة، أو الصداع الذي يُعاني منه الشخص لمدة تزيد عن خمسة عشر يوماً في الشهر الواحد، ويندرج تحت هذا المصطلح مجموعة من أنواع الصداع المختلفة والتي تُصيب الشخص بشكل يوميّ أو شبه يوميّ، وبسبب استمراريّة هذه الأنواع من الصداع تُعتبر من أكثر أنواع الصداع التي قد تُشكّل عبئاً على حياة الشخص اليوميّة، ويُمكن من خلال البدء بالعلاج المكثّف والمُنتظم والرعاية المُستمرة تخفيف الألم وعدد مرات الإصابة بالصداع.
علاج الصداع المستمر
العلاجات الدوائيّة
يعتمد علاج الصداع المستمر على علاج المُسبب الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، وفي حال عدم القدرة على تحديد المسبب فإنّ التركيز يكون على الوقاية من حدوث الألم، وتعتمد استراتيجيّة الوقاية من الألم على نوع الصداع الذي يُعاني منه الشخص وما إذا كان الصداع ناتجاً عن الإفراط في تناول الأدوية، ويوجد عدد من الأدوية المختلفة التي يصِفُها الطبيب في العلاج الوقائي، نذكر منها ما يلي:
- مُضادات الاكتئاب: (بالإنجليزية: Antidepressants) حيثُ يمكن استخدام مضادات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants) مثل دواء نورتبرتالين (بالإنجليزية: Nortriptyline) في علاج الصداع المستمر، كما يمكن استخدام هذه الأدوية في علاج الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النّوم المُصاحبة للصداع المستمر، أمّا بالنسبة لمضادات الاكتئاب الأخرى مثل دواء الفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine) المُصنّف ضمن مجموعة مثبطات استرداد السيروتونين الاختياريّة (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitor) فيُمكن استخدامها في علاج القلق والاكتئاب المُصاحب للصداع، ولكن لم تُظهر هذه الأدوية فاعليّتها في علاج الصداع .
- حاصرات المستقبل بيتا: تُستخدم أدوية حاصرات المستقبل بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) عادةً في علاج ضغط الدم المرتفع، وتُعتبر أيضاً من الأدوية الأساسيّة المستخدمة في الوقاية من الصداع النصفيّ العرضيّ، مثل دواء الأتينولول (بالإنجليزية: Atenolol)، ودواء ميتوبرولول (بالإنجليزية: Metoprolol)، ودواء بروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol).
- مُضادات الصرع: أظهرت بعض الأدوية المضادة للصرع (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs) فعاليّتها في الوقاية من الصداع المستمر وصُداع الشقيقة، ومن الأدوية التي يمكن استخدامها لهذا الغرض دواء توبيرامات (بالإنجليزية: Topiramate)، ودواء غابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin).
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: يُمكن استخدام أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي تحتاج إلى وصفة طبيّة مثل دواء النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen) في حالات الصداع الشديد للتخفيف من ألم الرأس أو في الحالات التي يحاول فيها الشخص التوقف عن استخدام مسكنات الألم الأُخرى.
- سم البوتولينيوم أ: يُعتبر حقن سمّ البوتولينوم أ (بالإنجليزية: Botulinum toxin) أو كما يُعرف بالبوتوكس ، أحد الحلول المُستخدمة لعلاج الصداع اليومي، خاصة في الحالات التي لا يستطيع الشخص فيها تحمّل تناول الدواء بشكل يوميّ، أو في حالات الصداع المشابهة للصداع النصفيّ المزمن.
العلاجات البديلة
يوجد العديد من طرق العلاج البديلة التي يُمكن استخدامها للتخفيف من آلام الرأس المصاحبة للصداع، نذكر منها ما يلي:
- الوخز بالإبر: (بالإنجليزية: Acupuncture) وهو أحد أنواع الطّب البديل المُستخدمة منذُ القِدم، حيثُ يتم حقن الجسم في أماكن عديدة مختلفة ومحدّدة باستخدام إبر رفيعة جداً، وقد أظهرت بعض الدراسات فاعليّة هذه الطريقة في التخفيف من شدّة الصداع وعدد مرات الإصابة بالصداع المُزمن.
- الارتجاع البيولوجي: يُمكن استخدام تقنيّة الارتجاع البيولوجي (بالإنجليزية: Biofeedback) للتّحكم في بعض الاستجابات الجسديّة، مثل الشدّ العضليّ، ومعدل ضربات القلب ، ودرجة حرارة الجلد، مما يسمح بالتّحكم في الصداع.
- المكمّلات الغذائيّة والأعشاب: يُمكن استخدام أقحوان زهرة الذّهب (بالإنجليزية: Feverfew) ونبتة البوتيربور (بالإنجليزية: Butterbur) في الوقاية من الصُداع النصفيّ والتّخفيف من شدّته، كما يُمكن استخدام جرعات عالية من فيتامين ب2 أو كما يُطلق عليه الرايبوفلافين (بالإنجليزية: Riboflavin) في التّخفيف من شدّة الصُداع النّصفيّ، وقد بيّنت بعض الدراسات فعاليّة المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على مساعد الإنزيم Q-10 (بالإنجليزية: Coenzyme Q10) أو على كبريتات المغنسيوم في التّخفيف من عدد مرات الإصابة بالصُداع؛ في حين يوجد العديد من الدراسات الأخرى التي تنفي ذلك، وتجدُر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام هذه الأعشاب أو المكمّلات الغذائيّة من قِبَل المرأة الحامل .
أنواع الصداع المستمر
يوجد عدد من أنواع الصداع المختلفة التي قد تصيب الشخص بشكل يوميّ او شبه يوميّ ومنها ما يلي:
- الصداع العنقوديّ (بالإنجليزية: Cluster headache).
- الشقيقة المستمرة (بالإنجليزية: Hemicrania continua).
- انخفاض ضغط الدم داخل القحف مجهول السّبب (بالإنجليزية: Idiopathic intracranial hypotension).
- صُداع التوتر (بالإنجليزية: Tension headache).
- الصداع النصفيّ المُزمن (بالإنجليزية: Chronic migraine).
- الصداع الناتج عن الاستعمال المُفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache).
عوامل خطر الإصابة بالصداع المستمر
يوجد عدد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالصداع المستمر ومنها ما يلي:
- الإفراط في تناول الأدوية: يُعدّ تناول الأدوية المُستخدمة في علاج الصُداع بشكل مُفرِط أحد الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالصُداع المُستمر؛ بخاصة دواء إرغوتامين (بالإنجليزية: Ergotamine)، والمسكّنات الأفيونيّة (بالإنجليزية: Opiates)، ومُسكّنات الألم التي تحتوي على مادة الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine).
- التّوتر: إنّ التعرض المُزمن للتوتّر يزيد من خطر الإصابة بالصُداع المُستمر، وقد يُسبّب الإصابة بالقلق والاكتئاب أيضاً.
- اضطراب النوم: يُساهم النّوم لساعات غير كافية أي لمُدّة تقل عن ست ساعات يومياً في زيادة خطر الإصابة بالصُداع المستمر، كما وقد يؤدي الشخير (بالإنجليزية: Snoring) إلى زيادة خطر الإصابة بالصُداع المستمر، إضافة إلى تأثيره على جودة النّوم وقدرة الشخص على التّنفس بشكل سليم أثناء النوم.
- زيادة الوزن: يرتفع خطر الإصابة بالصُداع المستمر عند الأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) لديهم عن ثلاثين.
فيديو أسباب الصداع المتكرر
للتعرف على أسباب الصداع المتكرر شاهد الفيديو.