ما عدد سور القران الكريم
عدد سور القرآن الكريم
بَلَغَ عدد سور القرآن الكريم التي جمعها عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- ونسخها وقام بتوزيعها على الأمصار مئةً وأربع عشرة سورةً، وذلك بإجماع علماء الأمَّةِ، ولا خلاف في ذلك، وأوّلُ هذه السور سورة الفاتحة، وآخرها سورة النَّاس، وقد دَفَعَ عدم وجود البسملة في بداية سورة التَّوبة بعض العلماء للقول بأنَّ سورتي الأنفال والتَّوبة سورةٌ واحدةٌ، وعليه فإنَّ سور القرآن الكريم مئةً وثلاثةَ عشرَ سورةً، وهو قول مجاهدٍ، ولكن هذا القول ضعيف، لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام بتسمية كلٍّ منهما، ولو كانتا سورةً واحدةً لسمّاهما بنفس الاسمِ، وإنّما كان عدمُ وجودِ البسملة لأنّ فيها معاني الرحمة، وسورة التَّوبة تُفشي أمر المشركين والمنافقين وأهل الكتاب، وتفضح خططهم وكيدهم، وتتوعّدهم بالعذاب الأليم في نار جهنم، لذلك لم تبدأ بالبسملة.
عدد السور المكيَّة والمدنيَّة في القرآن الكريم
يبلُغ عدد السور المكيّة اثنين وثمانين سورةً، وعدد السور المدنيّة عشرون سورةً، ويتبقّى اثنا عشرَ سورةً تعدّدت آراء العلماء فيها، ونقل ذلك السيوطي عن أبي الحسن، ويعود الخِلاف في الاثنتي عشرة سورةً إلى أنّ هذه السور أُنزلت بين مكّة والمدينة، أو أنّ جزءاً من هذه السور مكيٌّ والآخر مدنيٌّ. وأوّل ما نزل في مكة؛ سورة العَلَق، ثم المدثّر، ثمّ المزمّل، ثمّ المسد، ثمّ تتابعت السور بعد ذلك.
معلومات عن سور القرآن الكريم
تُعتبر أسماء السور في القرآن الكريم توقيفية، وقد نُقلت من خلال الأحاديث النبويّة الشريفة والآثار المرويَّة، ولكل سورةٍ اسمٌ أو اسمانِ أو أكثر، فمثلاً سورة الإسراء تُسمّى أيضاً ببني إسرئيل، وسورة التَّوبة تُسمّى براءة، والفاتحة لها الكثير من الأسماء، وكلّ منها جاءت تسميتها بناءً على ما تتضمّنه من الموضوعات، وقد قُسِّمت سور القرآن الكريم إلى السَّبع الطِّوال؛ وهي البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، ثمّ يأتي بعدها المئون؛ وهي السور التي تزيد آياتها عن مئة آية، ثمّ المثاني؛ وهي ما بعد المئون، وآخرها المفصل؛ وهي قصار السور، وسمّيت بذلك لكثرة الفصل بين السورة والتي تليها بالبسملة.
وجاء تقسيم القرآن الكريم إلى سورٍ للعديد من الفوائد والحكم، منها ما يأتي:
- الترتيب والتنظيم، والتشويق إلى قراءة المزيد، فالكتاب حين يتمّ تقسيمه يكون منظمّاً مرتباً، وقد اعتُمدت هذه الطّريقة في تقسيم جميع الكتب منذ القدم إلى يومنا الحاضر.
- تشجيعُ الحافِظ على حِفظ المزيد من القرآن الكريم، فعندما يُنهي سورةً من السور يتشجّع وتعلو همّته للانتقال إلى سورةٍ أخرى، حتى يُنهي حِفظ جميع السور.
- تعظيم مكانة الإنسان أمام نفسه، لأنّه حفظ سورة من سور القرآن، وعلوّ مكانته أمام الخلق.
- استقلال كل سورةٍ من سور القرآن بموضوع ٍ ونمطٍ معيّنٍ يجمع بين آياتها ويميّزها عن غيرها من السور؛ فمثلاً سورة يوسُف تضمُّ قصة نبيِّ الله يوسف -عليه السلام-، وسورة إبراهيم تقصّ قصّته -عليه السلام-، وسورة النِّساء تتحدث عن حقوق النِّساء وواجباتهنّ، وهكذا باقي السور.