ما عاصمة كوريا الشمالية
كوريا الشماليّة
كوريا الشمالية (بالإنجليزيّة: North Korea)، رسمياً: جمهوريّة كوريا الديمقراطيّة الشعبية (بالإنجليزيّة: Democratic People's Republic of Korea)، هي دولةٌ تقع في شرق قارة آسيا ، تحتلّ الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكوريّة، وتطلّ على خليج كوريا وبحر اليابان، وتَحدّها الصين من الشمال وكوريا الجنوبيّة من الجنوب.
تبلُغ مساحة كوريا الشمالية الإجماليّة 120,538 كم حسب إحصاءات عام 2016م، ووصل عدد سكانها إلى 25,115,311 نسمة، وهم يتحدّثون اللغة الكورية كلغة رسميّة.
بيونغ يانغ
مَدينة بيونغ يانغ (بالإنجليزيّة: Pyongyang) هي عاصمة جمهوريّة كوريا الديموقراطيّة الشعبية، وهي المَركز الإداري التقليدي للإمبراطوريّة الكوريّة منذ قديم الزمن، وتُعدّ بيونغ يانغ من أكبر المَراكز الصناعيّة في الجمهوريّة.
بيونغ يانغ تعني الأراضي والسهول الواسعة والفسيحة، سُمّيت المدينة بذلك نسبةً للأراضي السهلة التي تحتوي عليها، كما كانت تُسمّى سابقاً بمدينة الصفصاف؛ لكثرة وجود شجر الصفصاف فيها، وعُرفت كذلك باسم أورشليم الشرق؛ للمكانة التي احتلتها في التاريخ، وكحامية لأتباع المسيحيّة خصوصاً أتباع المذهب البروتستانتي. تُعدّ بيونغ يانغ أكبر مدن كوريا الشمالية من حيث عدد السكان، حيث بلغ تعدادها السكاني 2,999,466 نسمة في عام 2014م، وتبلغ الكثافة السُكانيّة فيها 1,617 نسمة/كم، وهي ثاني أكبر مدن كوريا الشمالية من حيث المساحة، حيث تبلغ مَساحتها 1,907 كم.
جغرافيّة بيونغ يانغ
تقع بيونغ يانغ في الشمال الغربي من كوريا الشمالية ، في حوض تايدونغ، ويمُرّ بها نهر تايدونغ، وتتكوّن المدينة من سهول مُنبَسطة في الغرب وتلال مُنخفضة في الشرق، ويبلغ ارتفاع الأراضي فيها 84 متراً فوق مستوى سطح البحر. تتميّز أراضي مدينة بيونغ يانغ بكونها أراضٍ زراعيّة، تُستخدم في زراعة الأرز الذي يلعب دوراً مهمّاً في اقتصاد المدينة، إلى جانب وجود مزارع كبيرة لزراعة الخضروات والفواكه، أمّا مُناخياً فتتميّز مدينة بيونغ يانغ بمُناخٍ مُعتدل صيفاً وبارد شتاءً؛ حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 10.2 درجة مئوية، وتبلغ أدنى درجة حرارة -5.9 درجة مئوية مُسجلّة في شهر يناير، بينما تبلغ أعلى درجة حرارة 24.2 درجة مئوية مُسجلّة في أغسطس، ويبلغ معدّل التساقُط المطري السنوي 939.8 ملم.
تاريخ بيونغ يانغ
تمتلك مدينة بيونغ يانغ تاريخاً عريقاً وطويلاً؛ حيث كانت عاصمة ًلأسرة تانغون الأسطورية في عام 2333 قبل الميلاد، ووفقاً للأسطورة الكوريّة فإن مدينة بيونغ يانغ الحديثة تأسّست عام 1122 قبل الميلاد، ولكن لا توجد معلومات تاريخيّة دقيقة حول المدينة في تلك الفترة، حيث يعود التاريخ المُسجّل للمدينة إلى عام 108 قبل الميلاد حين أُنشِئت مُستعمرة تجاريّة صينيّة بالقرب من المدينة، وتم تحصينها في وقت لاحق، وفي عام 427م أصبحت بيونغ يانغ عاصمةً لمملكة كوغوريو، ولكن في عام 668م احتلّها الصينيون.
عند وصول ملوك سلالة كوريو مرّةً أُخرى بين عامي 918-1392م جعلوا مدينة بيونغ يانغ عاصمتهم الثانيّة، وفي عام 1592م سقطت المدينة على يد اليابانيين، وفي القرن الـ 16 الميلادي أصبحت المدينة قاعدةً رئيسيّةً لجذب المسيحيّة إلى كوريا ، ونتيجةً لذلك بُنيَت أكثر من 100 كنيسة فيها، وفي بداية القرن الـ 17 الميلادي دُمرّت المدينة على يد شعوب المانشو، ولكن في ثمانينيات القرن الـ 19 الميلادي اكتسبت المدينة مكانةً خاصّةً لإحتوائها على عددٍ كبير من المُبشّرين البروتستانت أكثر من أيّ مَدينةٍ آسيوية أُخرى.
في بداية القرن الـ 20 عانت المَدينة من دمار كبير نتيجة تعاقُب الحروب عليها؛ فخلال الحرب اليابانيّة الصينية الأولى التي وقعت بين عامي 1894–1895م، تم تدمير مُعظم مدينة بيونغ يانغ، وانتشر في المدينة الطاعون بعد انقضاء الحرب، وفي عام 1895م بقيت المدينة مهجورةً ومُدمّرةً، وخلال احتلال اليابان للمدينة بين عامي 1910–1945م بُنيت المدينة لاستخدامها كمركز صناعيّ، وخلال الحرب الكوريّة بين عامي 1950–1953م دُمرّت المدينة مرّةً أُخرى نتيجة إلقاء غارات جويّة عليها، ثم استولت عليها قوات الأمم المتحدة في عام 1950م، ولكنّها انسحبت منها عندما دخلت القوات الشيوعيّة الصينية الحرب، وبعد عام 1953م أُعيدَ بناء المدينة بمساعدة الاتحاد السوفيتي والصين.
معالم بيونغ يانغ
تضُم مدينة بيونغ يانغ مجموعةً من المَعالم التاريخيّة والسياحيّة العريقة التي تعكس التاريخ الطويل الذي قام على أرضها، ومن أبرز هذه المعالم:
- برج جوتشي: يمُثِّل هذا البرج فكر جوتشي، وتم افتتاحه في ذكرى ميلاد الرئيس الـ 70 في عام 1982م، وهو مصنوع من 25,550 حجر جرانيت والتي يُمثِّل كل منها يوم في حياة الرئيس كيم لحتى عامه الـ 70. يبلُغ طول البرج 170 متراً، ويُوفِّر إطلالةً على مدينة بيونغ يانغ كاملة.
- متحف حرب الانتصار: افتتح هذا المتحف في عام 2013م للاحتِفال بالذكرى الـ 60 لانتهاء الحرب الكورية، ويضمّ دبابات تضرّرت من الحرب، وأسلحة وطائرات استخدمت فيها، ويوجد داخل قبو المتحف تمثال للرئيس كم إل سونغ، وبجانب المتحف يوجد نصب تذكاريّ بُنيَ عام 1993م للاحتفال بالذكرى الأربعين لنهاية الحرب.
- قوس النصر: يقع هذا القوس في الموقع الذي وجّه فيه الرئيس كم إل سونغ أول خطاب له للكوريين عقب انتهاء الاحتلال الياباني في عام 1945م، ويبلُغ طول القوس 6 أمتار، وهو بذلك أطول قوس نصر في العالم.
- ساحة كم إل سونغ: هي الساحة الرئيسيّة في مدينة بيونغ يانغ، وفيها تجري المسيرات العسكريّة الضخمة، وتُحيط بالساحة مجموعة من المباني مثل مبنى الدراسات الشعبي وهو أيضاً مركز دراسات فكر جوتشي؛ وهو أكبر مكتبة في كوريا الشمالية ، كما يُوفَّر المبنى مُحاضراتٍ مجانيّة للكوريين فوق سن الـ 17، ويُحيط بالساحة أيضاً المُتحف الوطني الكوري، ومُتحف تاريخ كوريا الوسطى، وغَيرها من المباني.
- قوس التوحيد: بُنِيَ قوس التوحيد فى عام 2001م لإحياء ذكرى مُقترحات إعادة التوحيد الكوريّة التي طرحها الرئيس كيم إل سونغ، وهو عبارة عن مَرأتين تَرمزان إلى الكوريتين، وهما معاً تحملان خريطة لكوريا موحّدة.