ما سبب كثرة اللعاب
سبب كثرة اللعاب
كثرة اللعاب أو فَرْطُ الإِلْعاب (Hypersalivation)، أو ثر اللعاب (Sialorrhea)، أو فرط سيلان أو إفراز اللعاب (Ptyalism) جميعها مصطلحات تُستخدم للتعبير عن فرط إنتاج اللعاب في الفم، ومن الجدير بالذكر أنّه تبعًا للمسبّب فقد يكون فرط اللعاب مستمرًا أو متقطعًا، وقد يكون مزمنًا أو مؤقتًا، وقد ينجم عن كثرة اللعاب في بعض الحالات خروجه من الفم دون قصد وهو ما يُعرَف بالترويل (Drooling).
وفي سياق الحديث نبين أنّه من الطبيعيّ حدوث زيادة في إنتاج اللعاب في بعض الحالات نتيجة تناول بعض الأطعمة والمشروبات ولا يستدعي ذلك الشعور بالقلق؛ إذ يقوم الجسم بالتخلّص من اللعاب الزائد بابتلاعه، ومن الجدير بالذكر أنّ براعم التذوّق في اللسان تلعب دورًا مهمًّا في تحديد كميّة اللعاب المناسبة فعند تناول الطعام الحار أو الحامض ترسل براعم التذوق إشارات إلى الغدد اللعابيّة لإنتاج المزيد من اللعاب، ويمكن في حال الانزعاج من فرط إنتاج اللعاب محاولة تغيير النظام الغذائيّ، بالإضافة إلى ذلك فقد يكون سبب كثرة اللعاب في الفم المعاناة من صعوبة في البلع، أو فرط نشاط إحدى الغدد اللعابيّة، ويجدر التنويه أنَه في حال استمرار المشكلة لفترة طويلة فيستدعي ذلك مراجعة الطبيب، ونبين فيما يأتي أبرز أسباب كثرة اللعاب المؤقت والدائم بشيءٍ من التفصيل:
أسباب كثرة اللعاب المؤقت
توجد مجموعة من الأسباب الشائعة للإصابة بكثرة اللعاب المؤقت، وفيما يأتي بيان بعضها:
- أمراض الفم: من الشائع أن تسبّب أمراض التجويف الفموي المختلفة فرط إنتاج اللعاب وقد يكون ذلك ناجمًا عن الانسداد، والألم، والالتهاب في أحد أجزاء الفم.
- عدوى الفم: إذ يقوم الجسم بإنتاج المزيد من اللعاب بهدف مكافحة العدوى.
- الارتجاع المعديّ المريئيّ: (Gastroesophageal reflux)؛ إذ قد يعاني بعض المصابين بالارتجاع المعدي المريئي من وصول حمض المعدة إلى الحلق، وبما أنّ حمض المعدة قد يؤدي إلى تهيج المريء، تبدأ الغدد العابية بإنتاج المزيد من اللعاب بهدف تقليل التهيج.
- الحمل: إنّ زيادة إنتاج اللعاب خلال فترة الحمل يُعدّ أمرًا طبيعيًا، ولا يستدعي الشعور بالقلق، ولا يؤثر في صحة الجنين، وقد يكون ناجمًا عن حرقة المعدة، أو التهيّج الحاصل أثناء الحمل، أو التقلبات الهرمونيّة، أو غثيان الحمل، علمًا أنّ فرط إنتاج اللعاب يختفي في العادة بعد الولادة.
- استخدام بعض الأدوية: يصاحب استخدام جميع الأدوية ظهور بعض الآثار الجانبيّة، إذ قد تسبب بعض الأدوية كثرة إنتاج اللعاب في الفم، وفي هذه الحالة تجدر استشارة الطبيب حول الطرق المناسبة للتخفيف من هذه الآثار الجانبيّة مع ضرورة تجنّب إيقاف أيّ دواء دون استشارة الطبيب، وفيما يأتي بيان بعض الأمثلة على الأدوية التي قد تسبّب فرط في إنتاج اللعاب في الفم كأحد آثارها الجانبيّة:
- بعض أدوية علاج النوبات العصبيّة مثل دواء كلونازيبام (Clonazepam).
- دواء كلوزابين (Clozapine) المستخدم في علاج الشيزوفرينيا أو ما يُعرف بالفُصام (Schizophrenia).
- دواء بيلوكاربين (Pilocarpine) المستخدم في علاج جفاف الفم لدى الأشخاص الخاضعين للعلاج الإشعاعيّ (Radiation therapy).
- التعرّض لبعض السموم: من الأسباب الخطيرة والنادرة للإصابة بكثرة اللعاب التعرّض لبعض السموم، ومنها ما يأتي:
- تناول الفطر السامّ.
- التسمّم بعنصر الزئبق أو النحاس.
- التعرّض لسمّ الزواحف.
- التعرّض لسمّ العنكبوت.
أسباب كثرة اللعاب الدائم
تحدث كثرة اللعاب الدائمة في العادة نتيجة الإصابة ببعض الاضطرابات المزمنة التي تؤثر في السيطرة على العضلات، وهو ما قد يؤثر في قدرة الشخص على البلع ممّا يؤدي إلى تراكم اللعاب في فمه، وفيما يأتي بيان أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى فرط اللعاب الدائم:
- سوء إطباق الأسنان: إذ يُعدّ سوء إطباق الأسنان (Malocclusion) من أسباب فرط إنتاج اللعاب المزمن، ويكون ناجمًا عن سوء تناسق الأسنان في الفم، ممّا يؤدي إلى صعوبة الاحتفاظ باللعاب داخل الفم.
- الاضطرابات الخلقيّة: وفيما يأتي بعض الأمثلة على الاضطرابات الخلقية التي تسبب كثرة اللعاب بشكلٍ مستمر:
- تضخّم اللسان.
- الشلل الدماغيّ (Cerebral palsy).
- الإعاقة الذهنيّة.
- مرض التوحّد (Autism).
- ذوي داون (Down syndrome).
- شلل عصب الوجه: (Facial nerve palsy)؛ وهو اضطراب يتمثل بعدم القدرة على تحريك بعض عضلات الوجه، ويقتصر حدوثه على جانب واحد من الوجه، ويترتب على حدوثه عدم القدرة على الضحك، ورمش العينين، وتحريك باقي أجزاء الوجه في الجانب المتأثر بالإصابة، وقد يفقد الشخص المصاب قدرته على التعبير عن مشاعره باستخدام تعابير الوجه، ونتيجة اضطراب العضلات الناجم عن شلل عصب الوجه قد يعاني الشخص المصاب ممّا يأتي:
- سيلان اللعاب دون قصد من جهة الفم المتأثرة بالشلل.
- فرط إنتاج اللعاب، أو انخفاض في معدّل إنتاج اللعاب ممّا قد يؤدي إلى جفاف الفم.
- مرض باركنسون: يُعدّ مرض باركنسون (Parkinson's disease) أحد الاضطرابات التي تؤثر في الدماغ، والتي يترتب عليها وجود صعوبة في المشي، وفقدان القدرة على التوازن وتناسق الحركات، بالإضافة إلى المعاناة من الارتعاش، والتصلّب، وقد تؤدي الإصابة بمرض باركنسون إلى فرط إنتاج اللعاب نتيجة تصلّب فكّ الفمّ وصعوبة السيطرة على عمليتي المضغ والبلع، كما قد يؤدي ذلك إلى زيادة لزوجة وسماكة اللعاب لدى الشخص المصاب.
- التصلّب الجانبيّ الضموريّ: (Amyotrophic lateral sclerosis) واختصارًا ALS؛ وهو أحد أمراض الجهاز العصبيّ التنكسيّة التي يفقد فيها الشخص المصاب السيطرة على العضلات نتيجة تضرّر الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ والحبل الشوكيّ، ممّا يؤدي إلى تراكم اللعاب في الفم نتيجة اضطراب القدرة على البلع، ولا يكون فرط اللعاب في هذه الحالة ناجمًا عن فرط الإنتاج.
- السكتة الدماغيّة: تحدث السكتة الدماغيّة نتيجة انقطاع أو انخفاض في تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ ، مما يؤدي إلى عدم حصول الجزء المتضرّر من الدماغ على الأكسجين والعناصر الغذائيّة نتيجة وجود ما يُعيق وصول الدم إلى هذه المنطقة من الدماغ بشكلٍ جزئيّ أو كامل، وهي من المشاكل الصحيّة الخطيرة التي تتطلّب التدخل الطبيّ الفوريّ، وغالبًا ما يكون سبب كثرة اللعاب بعد التعرّض للسكتة الدماغيّة ناجمًا عن وجود صعوبة في البلع، بالإضافة إلى أنّ كثرة اللعاب قد تحدث أيضًا نتيجة فرط إنتاج اللعاب أو عدم استخدامه مما يؤدي إلى تراكمه داخل الفم.
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من كثرة اللعاب؛ فقد يكون فرط اللعاب ناجمًا عن وجود بعض الاضطرابات الصحية التي تستدعي التدخّل الطبيّ، كما يجدر عدم التأخر في مراجعة الطبيب في حال تسبّب كثرة اللعاب في بعض المشاكل الأخرى التي تؤثر في حياة الشخص مثل صعوبة الكلام، ورائحة النفس الكريهة، والجفاف، وتشقّق الشفتين.
ملخص المقال
إنّ كثرة اللعاب من الاضطرابات الشائعة التي قد تحدث نتيجة تناول بعض الأطعمة أو المشروبات التي تحفّز إنتاج اللعاب، كما قد تكون ناجمة عن بعض الحالات الصحيّة المؤقتة والتي يزول فرط اللعاب بزوالها كالحمل، وفي حالاتٍ أخرى قد يكون فرط اللعاب ناجمًا عن مشاكل صحيّة أشدّ خطورة مثل بعض الأمراض العصبيّة والاضطرابات الخلقيّة، ويجدر الحرص على مراجعة الطبيب في حال المعاناة من فرط اللعاب للحصول على العلاج المناسب والكشف عن سبّب المشكلة.