ما سبب فتح الشهية
ما هي أسباب فتح الشهية
قد يعاني البعض من زيادة الشهيّ؛ حيث يشعرون بالرغبة في تناول الكثير من الطعام، أو بكمياتٍ أكبر من المُعتاد، وفي حال تناول الطعام بكميّةٍ أكبر من ما يتطلّبه الجسم، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، ويجدر بالذكر أنّه من الطبيعي أن تزداد الشهية بعد المجهود البدني، وبعض الأنشطة الأُخرى، ولكن إذا زادت الشهية بشكلٍ ملحوظٍ على مدى فترةٍ طويلةٍ فقد يكون ذلك أحد أعراض بعض الحالات الصحية، ويُمكن للشهية الزائدة أن تظهر وتختفي بشكلٍ متقطع عند الشخص نفسه، وقد تستمر لفتراتٍ طويلة، ويعتمد ذلك على سبب زيادة الشهية، وليس بالضرورة أن تؤدي زيادة الشهية إلى زيادة الوزن في جميع الحالات، ولذلك لا بُدّ من استشارة الطبيب لتحديد سبب زيادة الشهية.
أسباب طبيعية تسبب فتح الشهية
كما ذكرنا سابقاً؛ فإنّ من الطبيعيّ أن تزداد الشهية في بعض الحالات، ونذكر منها ما يأتي:
- المرور بفترات النموّ عند الأطفال والمراهقين.
- بعد ممارسة نشاطٍ بدنيٍّ شاقّ.
- زيادة متطلّبات الجسم من السعرات الحرارية .
أسباب صحية محتملة لفتح الشهية
هناك بعض الأسباب الأُخرى التي تسبب زيادة الشهيّة؛ ونذكر منها ما يأتي:
الإصابة بالسكري
يقوم الجسم بتحويل السكر الموجود في الطعام إلى طاقةٍ على شكل جلوكوز، وفي حال الإصابة بالسكري فإنّ الجلوكوز لا يصل إلى الخلايا بشكلٍ جيّد؛ حيث يتخلّص الجسم منه عن طريق البول، وبالتالي قد يشعر المصاب بالسكري بالرغبة في تناول المزيد من الطعام.
انخفاض سكر الدم
يحدث نقص السكر في الدم عند انخفاض مستويات الجلوكوز في الجسم بشكلٍ كبيرٍ جداً، وتعدّ هذه الحالة مصدر قلقٍ شائعٍ بالنسبة للمُصابين بالسكري، وقد يحدث ذلك نتيجةً لمشاكلٍ صحيةٍ أُخرى.
تناول بعض الأدوية
يُمكن أن تزيد بعض الأدوية من الرغبة في تناول الطعام بشكلٍ أكبر من المُعتاد؛ ومن هذه الأدوية:
- مُضادات الهستامين المُستخدمة لعلاج أعراض الحساسية.
- مُضادات الاكتئاب من نوع مُثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزيّة: SSRIs).
- الأدوية الستيرويدية.
- بعض أدوية السكري.
- الأدوية المُضادة للذهان (بالإنجلزيّة: Antipsychotic drugs).
فرط نشاط الغدة الدرقية
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق فوق منطقة التقاء عظام الترقوة، وتقوم هذه الغدة بإنتاج الهرمونات التي تتحكّم بمعدّل الأيض، أو سرعة استخدام الخلايا للطاقة، ولذلك فإنّ التغييرات التي تحدث على وظائف الغدة الدرقية تؤثر بشكلٍ كبيرٍ في المزاج، والوزن، ومستويات الطاقة.
الإصابة بالديدان
تُعدّ العدوى بالدودة الدبوسية (بالإنجليزيّة: Pinworm) من أكثر أنواع عدوى الديدان شيوعاً، وعلى الرغم من أنّها تؤثر بشكلٍ أساسيٍّ في الأطفال بسنّ المدرسة، إلا أنّه من السهل جداً الإصابة بها، وقد يُصاب البالغون بهذه العدوى في نطاق الأسرة، ويجدر بالذكر أنّ مُعظم المُصابين لا تظهر عليهم أعراض واضحة، وقد يشعر بعض المُصابين بالتعب، أو الشعور بالجوع في المعدة، أو حكّة في المؤخرة.
الحمل
تزداد شهية مُعظم النساء خلال الثلث الثاني من الحمل ، أي ما يُقارب الأسبوع السابع عشر من الحمل (أي خلال الشهر الرابع)؛ حيث يزداد نموّ الجنين، وتزداد حاجته للغذاء، ويجدر التنويه إلى ضرورة الانتباه لحجم الحُصص المُتناولة من الطعام، فعلى الرغم من أنّ الحامل تحتاج إلى زيادة كميّة السعرات التي تتناولها، إلّا أنّ الجنين صغيرٌ جداً، وحاجته من الطعام لا تساوي احتياجات الشخص البالغ، كما أنّ زيادة الوزن عن الحدّ الطبيعي أثناء الحمل يُمكن أن تُسبّب العديد من المشاكل الصحية.
المتلازمة السابقة للحيض
تُعاني حوالي ثلاث من كلّ أربعة نساءٍ من المتلازمة السابقة للحيض (بالإنجليزيّة: Premenstrual syndrome) خلال سنوات الإنجاب، وقد تكون الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وزيادة الشهية علامةٌ على هذه متلازمة، بالإضافة إلى الشعور بالانتفاخ، وآلام الغازات، والتعب، وألم في الثدي، وحدّة المزاج.
مقاومة اللبتين
اللبتين هو الهرمون المسؤول عن إرسال إشاراتٍ للدماغ بأنّ المعدة مُمتلئة؛ حيث ترتفع مستويات اللبتين عادةً بعد تناول الطعام، أمّا مقاومة اللبتين (بالإنجليزيّة: Leptin resistance)؛ فهي حالةٌ لا يستجيب فيها الجسم لهرمون اللبتين بشكلٍ سليم، وقد يؤدي ذلك إلى عدم الشعور بالشبع بعد تناول الطعام، ويُلاحَظ أنّ العديد من الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن أو السُمنة مُصابون بمقاومة اللبتين.
اضطراب النوم
يُمكن أن يؤدي عدم الحصول على القسط الكافي من النوم إلى اختلال التوازن الطبيعي للهرمونات في الجسم، الأمر الذي قد يزيد من الشعور بالجوع لدى بعض الأشخاص.
اتباع بعض الحميات الغذائية
قد يشعر الأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائياً مُقيّداً للسعرات الحرارية بالجوع طوال اليوم أو مُعظمه، حيث يُمكن أن يؤدي استهلاك سعرات حرارية أقلّ ممّا يحرقه الجسم إلى إنتاج الجسم لهرمون الجريلين (بالإنجليزيّة: Ghrelin)؛ وهو هرمونٌ تفرزه المعدة عندما يحتاج الجسم إلى المزيد من الطعام، ولذلك يُمكن أن يؤدي اتّباع نظامٍ غذائيٍّ مُقيّدٍ للسعرات الحرارية إلى زيادة إنتاج هرمون الجريلين، والشعور بالجوع حتى بعد تناول الطعام مباشرة.
الضغط والإرهاق
يُمكن أن يُسبّب الإجهاد المُفرط زيادةً في الشهية؛ ويرجع ذلك غالباً إلى تأثيراته في زيادة مستويات هرمون الكورتيزول الذي يُحفّز شعور الجوع، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، ولذلك قد يشعر الشخص بالجوع طوال اليوم نتيجةً لتعرُّضه للإجهاد المتواصل.
عدم شرب الكمية الكافية من الماء
يُمكن أن يُسبّب عدم شُرب الماء بكمياتٍ كافيةٍ إلى الشعور المستمر بالجوع، حيث إنّ الماء يمتلك خصائص خافضةً للشهية، كما أنّ العديد من الأشخاص يخلطون بين الشعور بالعطش والشعور بالجوع.
طبيعة النظام الغذائي
يُمكن أن تؤدي طبيعة النظام الغذائي إلى زيادة الشهية والشعور بالجوع؛ مثل:
- عدم تناول الكمية الكافية من البروتين الذي يلعب دوراً مهماً في التحكم بالشهية من خلال تنظيم هرمونات الجوع، ولذلك قد يشعر الشخص بالجوع بشكلٍ متكررٍ في حال عدم استهلاك ما يكفي من البروتين.
- تناول كميةٍ كبيرةٍ من الكربوهيدرات المكرّرة التي تفتقر إلى الألياف الغذائية، وتُسبّب تقلّباتٍ في مستويات سكر الدم، الأمر الذي يزيد من الشعور بالجوع.
- اتّباع نظامٍ غذائيٍّ منخفضٍ بالدهون، حيث يُمكن أن يزيد الشعور بالجوع نتيجةً لعدم تناول الكمية الكافية من الدهون، وذلك لأنّها تلعب دوراً مهمّاً في إبطاء عملية الهضم، وزيادة إنتاج الهرمونات المُعزّزة للشبع.
أغذية للحد من فتح الشهية
تتميّز بعض أنواع الأطعمة عن غيرها بقدرتها على الحدّ من الشهية، ومن هذه الأطعمة نذكر ما يأتي:
- الأطعمة الغنيّة بالبروتين والدهون الصحية؛ مثل:
- اللحوم الخالية من الدهون.
- الأفوكادو .
- الأجبان.
- البقوليات؛ كالفاصولياء، والعدس، والحمص، والتي يُمكن أن تزيد من الشعور بالامتلاء بشكلٍ مباشر، كما أنّها قد تُقلّل من تناول الطعام خلال اليوم.
- البيض؛ حيث يُمكن أن يساعد تناوله على تعزيز الشعور بالامتلاء، وتقليل الشعور بالجوع طوال اليوم.
- الأطعمة الغنيّة بالألياف الغذائية التي تساعد على الشعور بالشبع لفترةٍ أطول؛ ومن الأمثلة على هذه الأطعمة: الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضراوات.
- الحليب وغيره من منتجات الألبان قليلة الدسم، حيث تحتوي منتجات الألبان على مصل اللبن (بالإنجليزيّة: Whey) والكازيين (بالإنجليزيّة: Casein)، وهي بروتيناتٌ ترتبط بتثبيط الشهية.
- المكسرات؛ فهي تساعد على الشعور بالامتلاء؛ وذلك نتيجةً لمحتواها الجيّد من البروتين والألياف الغذائية، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن، ويجدر التنويه إلى ضرورة استهلاك المكسرات باعتدال؛ أي بما يعُادل حفنةً صغيرة؛ وذلك لأنّها غنيّةٌ بالدهون الصحية التي قد يُسبّب تناولها بإفراطٍ إلى زيادة الوزن.
- فول الصويا ؛ فهو يُعدّ غنيّاً بالبروتين والدهون، إلى جانب الكربوهيدرات، ولذلك فإنّ تناوله يساعد على الشعور بالامتلاء، كما أنّه قد يساعد على التحكّم بالشهية بشكلٍ أفضل مُقارنةً بمُعظم الأطعمة النباتية الأُخرى.
نصائح للحد من فتح الشهية
يُمكن اتّباع بعض النصائح القائمة على الأدلّة العلمية للحدّ من فتح الشهية، وتجنُّب الإفراط في تناول الطعام:
- تناول المزيد من البروتين والدهون الصحية: لا تؤدي جميع أنواع الأطعمة إلى الشعور بالشبع بشكلٍ متساوٍ؛ فمُقارنة مع الكربوهيدرات؛ فإنّ البروتينات وبعض أنواع الدهون تعزز الشعور بالشبع وتقلل الشعور بالجوع بشكلٍ أكبر، وقد تساهم البروتينات والدهون الصحية في الحفاظ على الشعور بالشبع لفترةٍ أطول.
- تناول المزيد من الأطعمة الغنيّة بالألياف الغذائية: فكما ذُكر سابقاً؛ فإنّ الألياف الغذائيّة تُعزّز من الشعور بالشبع.
- تهدئة الشهية عن طريق تناول الحساء: يُمكن تناول وعاءٍ من المَرَق أو الحساء النباتيّ الساخن أو البارد عند البدء بتناول الطعام، الأمر الذي قد يساعد على تناول كميةٍ أقلّ من السعرات الحرارية خلال الوجبة.
- تناول الطعام ببطء: يستغرق وصول إشاراتٍ للدماغ بأنّ المعدة ممتلئةً للتوقُّف عن تناول الطعام حوالي 20 دقيقةً على الأقلّ، وفي حال تناول الطعام ببطء ستقلّ احتمالية الإفراط في تناول الطعام.
- عدم تخطّي الوجبات: يجب تناول ثلاث وجباتٍ رئيسية، بالإضافة إلى وجبةٍ خفيفةٍ خلال اليوم، كما يجب توزيع الوجبات على مدار اليوم بحيث لا تمرّ على الشخص أكثر من أربع ساعاتٍ دون تناول الطعام، الأمر الذي يساهم في المحافظة على استقرار مستويات السكر، وهرمونات الجوع.
- شرب الماء: يُمكن شُرب كوبٍ كبيرٍ من الماء عند الشعور بالجوع، الأمر الذي قد يساعد على تهدئة الرغبة في تناول الطعام، ويُمكن إضافة بعض المكونات للماء لزيادة تقبّلُه؛ كشرائح الليمون أو النعناع الطازج.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يساهم هرمونا اللبتين والجريلين في تنظيم الشهية، ويتأثر كلاهما بشكلٍ مباشرٍ في عدد ساعات النوم، ولذلك فإنّ الحصول على سبع ساعاتٍ من النوم كلّ ليلةٍ يساعد هذه الهرمونات على العمل بشكلٍ سليم، الأمر الذي يكون مفيداً للتحكم في الشهية.
- صرف الانتباه عن تناول الطعام: يُمكن أن يكون الطعام وسيلةً مهدّئةً عند الشعور بالملل، أو التوتر، أو العاطفة، وفي حال لم يكن الجوع نتيجةً لنقص تناول الطعام فإنّه يجب البحث عن أنشطةٍ بسيطةٍ لصرف الانتباه عن تناول الطعام؛ كمحداثة صديق، أو قراءة كتاب، أو الخروج وممارسة بعض الأنشطة.
- التمييز بين الجوع واشتهاء الطعام: يجب التوقُّف للحظاتٍ عند الشعور برغبةٍ في تناول الطعام، والتأكُّد من أنّ ذلك الشعور ناجمٌ عن الجوع الجسدي أم أنّه ناجمٌ عن الرغبة في تناول الطعام فقط، ويتميّز الجوع الجسدي بمجموعةٍ من المؤشرات؛ بما في ذلك: التعب، والدوار ، والشعور بفراغٍ في المعدة، بينما يرتبط اشتهاء الطعام مع شعورٍ بعدم الراحة، وتحفّز للطعام، كما أنّ الجوع يختفي عند تناول أيّ نوعٍ من الطعام، بينما لا يشعر الشخص بالشبع عند اشتهاء الطعام إلّا بنوعٍ مُحددٍ من الطعام.