سوء الظن بالناس في الإسلام
سوء الظن بالناس في الإسلام
معنى سوء الظن
قال ابن القيم: "هو امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس حتى يطفح على اللسان والجوارح"، وابن كثير يصفه بأنّه تهمةٌ للأقارب والأصحاب بما ليس فيهم، وسوء الظنّ يختلف عن الاحتراز والفراسة.
حكم سوء الظن بالنّاس
إنّ من المحرّم في ديننا الإسلامي أن تُعامل النّاس بالظنون السيئة، وأن تظنّ أنّ ما في قلوبهم يحمل الشّر دائماً، وإنّما يجب معاملة الخلق بما يُظهرونه، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يُعامل الناس بالظاهر وكان يُعلّم أصحابه -رضوان الله عليهم- ذلك، ولأهميّة هذا الشأن؛ فقد نصّت الأدلة الشرعيّة على تحريم سوء الظن، ومن هذه الأدلة:
- قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجموعةٍ من الوصايا التي تحثُّ المسلمين على أن يكونوا إخوةً فيما بينهم: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا).
أقسام سوء الظن بالناس
يقسم سوء الظن بالناس إلى قسمين؛ الأول: سوء الظن بالناس الذي يؤاخذ به صاحبه؛ وهو كلّ ظنٍّ استقر في نفس صاحبه وصدّقه واستمر عليه، وتكلّم به، وليس عليه دليلٌ واضحٌ وصحيحٌ ومعتبرٌ شرعاً، والقسم الثاني: سوء الظنّ الذي لا يؤاخذ به صاحبه؛ وهي الخواطر وحديث النفس الطارئ والعابر الذي يُجاهد صاحبه لدفعه ولا يسعى للتحقّق منه.
ويُقسم سوء الظن الذي يُؤاخذ به صاحبه إلى عدّة أقسام، وهي كما يأتي:
- سوء الظن المُحرّم:
ويشمل هذا النوع سوء الظن بالله تعالى وسوء الظن بالمؤمنين.
- سوء الظن الجائز:
وهو سوء الظن بمن اشتهر عنه بين الناس بالمجاهرة بالمعاصي.
- سوء الظن المُستحبّ :
هو ما كان بين الإنسان وبين عدوّه.
- سوء الظن الواجب
وهو في كلّ أمرٍ يحتاج فيه الإنسان للتحقّق من شخصية الذي أمامه، مثل التحقّق من أمانة و صدق رواة الأحاديث النبويّة .
آثار سوء الظن بالناس
يجب على المسلم أن يحفظ قلبه من سوء الظن بالناس؛ وذلك لأنّ سوء الظن صفةٌ قريبةٌ من الحسد؛ ولا بدّ من المرء أن يبتعد عنه؛ حتى لا يقع في أعراض المسلمين وفي أن يقول فيهم ما ليس فيهم، ولسوء الظنّ بالناس الكثير من الآثار السيئة التي تعود على الفرد والمجتمع، من هذه الآثار:
- انقطاع الأخوة والعلاقات الطيّبة بين الناس.
- انتشار الحسد والظلم في المعاملات.
- وقوع العدوان والفتنة بين الناس؛ فيتهم الناس بما فيه من الصفات السيئة، فقد قال أحد السلف عن صاحب سوء الظن: "إنّما يُسيء الظن بالله خبيث النفس ، قالوا: كيف ذلك؟ قال: إنه تترشح صفاته فتخرج في غيره".