ثورة الملك والشعب
ثورة الملك والشعب
في تاريخ 20 آب من كل عام، يحتفل المغرب بعيد ثورة الملك والشعب، أو باختصار يوم الثورة، الذي يصادف ذكرى عودة محمد الخامس من المنفى في مدغشقر، حيث أطلق سلسلة من الأحداث التي أدت إلى نهاية الحكم الاستعماري الفرنسي في المغرب.
تاريخ ثورة الملك والشعب
في 20 آب عام 1953م، أجبرت القوة الاستعمارية الفرنسية الملك محمد الخامس على مغادرة المغرب، وتم نفيه إلى جزيرة كورسيكا التابعة لدولة فرنسا، ثم قامت السلطات الفرنسية بنفيه إلى مدغشقر في كانون الثاني عام 1955م، ولم يكن الاستعمار على علم بالتعلق والاحترام الذي يكنه الشعب المغربي لسلطانهم.
بعد لحظات من إعلان فرنسا قرارها بإرسال السلطان المغربي إلى المنفى، احتشد عشرات الآلاف من المواطنين المغربيين في جميع مناطق المغرب للاحتجاج على هذه الخطوة، وبحسب مصادر تاريخية، نفت السلطات الفرنسية الحاكم بسبب مقاومته، حيث كان قد رفض التوقيع على ميثاق استسلام الذي يسمح بالهيمنة الفرنسية على المغرب من خلال القانون.
أحداث ثورة الشعب في المغرب
عندما نفي السلطان محمد الخامس، ثار الشعب، وأصبحت المقاومة الشعبية أكثر عدوانية وصعب السيطرة عليها، وفي 11 أيلول 1953م، حاول أحد رجال المقاومة المغربية علال بن عبد الله اغتيال محمد بن عرفة، حيث كان الأخير ملكاً للمغرب فرضته فرنسا على الشعب المغربي، وفي 24 كانون الأول 1953م، التي تصادف ليلة عيد الميلاد المجيد، قام المناضل المغربي محمد الزرقطوني بقصف السوق المركزي الذي يرتاده المستعمرون الفرنسيون.
انتهاء فترة نفي محمد الخامس
انتهى نفي محمد الخامس بعد 27 شهرًا في المنفى في تاريخ 16 تشرين الثاني عام 1955م، عندما عاد السلطان إلى المغرب ليحكم ملكًا، وبدأت المفاوضات مع فرنسا من أجل الحصول على الاستقلال، وبعد عام كامل من عودته، نال المغرب استقلاله في 2 آذار عام 1956م، بعد التوقيع على إعلان مشترك في باريس ليحل محل معاهدة فاس السابقة التي وضعت المغرب تحت الحماية الفرنسية عام 1912م.
تأثير ثورة الملك والشعب على الدول الأخرى
ألهمت ثورة الملك والشعب المغربية البلدان الأفريقية الأخرى للثورة على مستعمريها، كما سعى المغرب بعدها للحصول على دعم دول شرق وجنوب إفريقيا، وأقنعت الجهود الدبلوماسية نيجيريا وإثيوبيا بالحفاظ على الحياد الإيجابي في نزاع الصحراء الغربية.
المغرب بعد ثورة الملك والشعب
رغم أن المغرب حصل على استقلاله عام 1956، وبعد أكثر من 40 عامًا من الهيمنة الفرنسية، كانت إسبانيا لا تزال تسيطر على الثلث الشمالي من البلاد، بالإضافة إلى منطقة الصحراء الغربية.
واستمر الملك محمد الخامس في الحكم حتى وفاته في عام 1961م، إلى أن جاء ابنه الحسن الثاني واستلم الحكم وراثياً عن أبيه، الذي كان سابقاً قائداً للجيش وولياً للعهد، وتميز عهد الملك حسن بالشدة، وباتباعه سياسة فرّق تسد، وقد تكررت عمليات محاولة اغتياله.