ما سبب الانتفاخ تحت العين
أسباب وعوامل الانتفاخ تحت العين
توجد العديد من الأسباب والعوامل المؤديّة إلى حدوث مشكلة الانتفاخ تحت العين أو الأكياس تحت العينين أو تورم تحت العينين (بالإنجليزيّة: Under-eye bags or Puffy eyes)، وفيما يأتي بيان ذلك.
التقدّم في السن
من الطبيعي حدوث تغيُّرات في المنطقة المحيطة بالعين مع التقدّم في السن أو الشيخوخة؛ حيث تضعف بنية الأنسجة والعضلات التي تدعم الجفون، وقد يبدأ الجلد بالتدلي والارتخاء، بالإضافة إلى إمكانيّة تراكم السوائل في الفراغ الموجود أسفل العين، كما يمكن أن تنتقل الدهون الموجودة عادةً في المنطقة المحيطة بالعين أو محجر العين إلى المنطقة التي تقع أسفل العين، وهذا بدوره يجعل العين تبدو منتفخة.
العوامل الوراثيّة
يُعدّ الفرد أكثر عرضة للإصابة بمشكلة الانتفاخ تحت العين في حال كان أحد أفراد العائلة المقرّبين مهيّأ أيضًا لهذه المشكلة؛ حيث تميل مشكلة الانتفاخ تحت العين إلى التوارث والانتقال في العائلة الواحدة.
أسلوب الحياة
قد تساهم بعض العادات الحياتيّة التي يمارسها الفرد في زيادة خطر الإصابة بالانتفاخ تحت العين، وفيما يأتي أبرز هذه العادات:
- الإفراط في تناول الملح: يؤثر تناول الملح أو الصوديوم بكميّات كبيرة بشكل سلبي في صحّة الجسم الداخليّة والمظهر الخارجي للفرد؛ حيث إنّ الكميّات الزائدة من الصوديوم تجعل الجسم يحتفظ بالماء بالداخل، وهذا يؤدي إلى انتفاخ الوجه والجسم، وفي الحقيقة تكون طبقات الجلد الرقيقة حول العينين الأكثر عرضةً للانتفاخ، فيظهر أكياس وانتفاخات تحت العين، ويعتبر هذا الأمر شائعًا في الصباح التالي لتناول وجبة غنيّة بالملح، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجسم سيتخلّص من هذه الانتفاخات تلقائيًّا في غضون بضعة ساعات أو أكثر.
- قلّة النوم: قد تسبّب قلّة النوم خسارة النسيج المرن الموجود تحت العين والمعروف بالكولاجين، كما قد يؤدي إلى إضعاف العضلات الموجودة حول العينين، وهذا بدوره يسبّب تجمّع السوائل فيها وبالتالي ظهور انتفاخات تحت العين.
- البكاء: يؤدي البكاء إلى تجمّع السوائل حول العينين مما ينتج عنه انتفاخ مؤقت تحت العين لفترة قصيرة، وعادةً يتلاشى هذا الانتفاخ من تلقاء نفسه.
- التدخين: يعدّ التدخين بكافة أشكاله أحد أسباب تهيّج العينين؛ سواءً كان بالتدخين المباشر للسجائر أو الشيشة أو السيجار، أو حتى التعرّض للتدخين الثانوي السلبي، أو الدخان التراكمي وهو بقايا الدخان العالقة على الأشياء، كما قد يسبب تفاعلات تحسّسيّة تؤدي إلى تدميع العينين وبالتالي ظهور الانتفاخات.
- فرك العين المفرط: يشير مستشفى سياتل للأطفال (بالإنجليزية: Seattle Children’s Hospital) إلى أنّ فرك العين المفرط قد يؤدي إلى تورّم تحت العين، وقد يكون السبب في فرك العين هو إجهاد العين، أو الشعور بحكّة في العين ، أو وجود جسم غريب في العين، وفي الواقع يساعد تجنّب لمس العينين على تلاشي هذه المشكلة وعودة العين للوضع الطبيعي.
الحساسيّة
تُعدّ الحساسيّة من الأسباب الشائعة لحدوث الانتفاخ والتورّم تحت العين؛ حيث تسبّب الحساسيّة تراكم السوائل في المنطقة المحيطة بالعينين وفي الجيوب الأنفيّة، كما يمكن أن تسبّب التفاعلات التحسسيّة احمرار وحكّة وتدميع العينين ، ويعود السبب في حدوث الحساسيّة إلى وجود خلايا مسؤولة عن حماية العين تُدعى الخلايا الصارية أو البدينة (بالإنجليزيّة: Mast cells)؛ والتي تطلق بروتينات مناعيّة تُدعى الهيستامين (بالإنجليزيّة: Histamine) بهدف محاربة مسبّبات الحساسيّة، وهذا ما يجعل العين حساسة ودامعة، كما أنّ العين تفرز بصورة طبيعيّة الدموع لتنظيف نفسها وإخراج أي من مسبّبات الحساسيّة الموجودة فيها، ومن الأمثلة الشائعة على مسببات الحساسيّة :
- حبوب اللقاح.
- الوبغ أو الوبر وفرو الحيوانات.
- العطور.
- الغبار.
- العفن.
- المواد الكيميائيّة.
- الدخان.
- التلوّث.
عدوى العين
قد يصاب الفرد بعدوى في العين أو الجفن، ويمكن أن تسبّب هذه العدوى الانتفاخ تحت إحدى العينين او كلتيهما، وعادةً ما تبدأ العدوى والانتفاخ في عين واحدة ثمّ تنتقل بسرعة إلى العين الثانية، وفيما يأتي بيان أنواع العدوى التي قد تسبّب الانتفاخ تحت العين:
- التهاب الملتحمة: يُطلق على التهاب الملتحمة (بالإنجليزيّة: Conjunctivitis) العين الورديّة أيضًا، وعادةً ما ينتج هذا الالتهاب عن فيروس، أو بكتيريا، أو أحد مسبّبات الحساسيّة، أو غيرها من مسبّبات التهيّج، وتُعدّ هذه العدوى شائعة خلال الفصل الذي تنتشر فيه نزلات البرد والإنفلونزا.
- دمّل العين: يمثّل شحاذ العين أو شعيرة العين أو دمّل العين (بالإنجليزيّة: Stye or Hordeolum) عدوى موضعيّة تظهر على شكل نتوء أحمر اللون ومؤلم بالقرب من حافّة الجفن، وتُعدّ العدوى البكتيريّة المسبب الرئيسي لمعظم أنواع دمامل العين.
- البردة: تظهر البردة أو الكالزيون أو الأكياس الدهنيّة في العين (بالإنجليزيّة: Chalazion) على شكل نتوء منتفخ في الجفن، وينتج عن انسداد الغدّة الدهنيّة في الجفن، كما أنّها قد تبدأ على شكل دمّل داخل العين، وفي البداية يكون الألم قليلًا أو معدومًا فيها لذا قد لا يُلاحظ الفرد وجود البردة، بينما يُصبح من السهل ملاحظتها عندما تنمو ويزداد حجمها؛ حيث يتورم الجفن ويتغيّر لون الجفن إلى الأحمر وقد يكون مؤلمًا عند اللمس أيضًأ، وقد تسبب تشويشًا في الرؤية عند ضغط البردة ذات الحجم الكبير على العين.
- التهاب الهلل المحيط بالمحجر: يتمثّل التهاب الهلل أو النسيج الخلوي المحيط بالمحجر (بالإنجليزيّة: Periorbital cellulitis) بالعدوى التي تصيب الجفن أو الجلد المحيط بالعين؛ حيث تدخل البكتيريا إلى الجلد عن طريق الجروح او الخدوش الجلديّة، أو من خلال التهاب الجيوب الأنفيّة، وتهاجم الأنسجة اللينة المحيطة بالعين بما في ذلك الجفن.
انسداد قناة الدمع
تصرّف القناة الدمعيّة السليمة الدموع والمياه الطبيعيّة الموجودة في العين، بينما تتجمّع السوائل حول العين مما يؤدي إلى تورّم تحت العين في حال انسداد القناة الدمعيّة، ويمكن أن يحدث انسداد قناة الدمع عند الأطفال والبالغين أيضًا، كما يعد مشكلةً شائعة لدى الرضّع، وقد يعود السبب في حدوث انسداد قناة الدمع إلى الإصابة بالعدوى، أو التعرّض لإصابة في العين، أو بقايا مساحيق التجميل، وغالبًَا ما تتعافى القناة من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام، وتجدر الإشارة إلى أنّ انسداد القناة لدى البالغين قد يحدث نتيجة وجود ورم في العين في بعض الحالات، وتشمل أعراض انسداد قناة الدمع ما يأتي:
- تدميع العين بشكل فائض.
- احمرار العين.
- عدم وضوح الرؤية .
- الألم.
- التورّم.
- إصابة العين بالعدوى أو الالتهاب.
- خروج مادة مخاطية أو قيح منها.
- ظهور قشور خارجيّة عليها.
التعرّض للإصابات
قد يؤدي تعرّض العين للإصابة إلى انتفاخ تحت العين، وذلك نتيجة العمليّات الطبيعيّة التي يقوم بها الجسم بهدف التئام الجلد الليّن والرقيق في منطقة العين ، وفي الحقيقة تتنوّع الإصابات التي يمكن أن تتعرّض لها منطقة العين، فقد تسبب الجروح والكدمات الشعور بالألم وتغيّر لون الجلد في المنطقة إضافةً إلى الانتفاخ، وفي الواقع قد تلتئم وتتعافى الإصابات الصغيرة والبسيطة من تلقاء نفسها، وذلك لا سيّما إذا حافظ الفرد على بقاء المنطقة نظيفة وجافّة، بينما قد يحتاج الفرد إلى العلاج الطبي في حال ظهور علامات للعدوى مثل؛ خروج الإفرازات أو القيح، أو في حال زاد الانتفاخ أو الألم ، ومن الأمثلة على الإصابات المعرّضة لها العين:
- التعرّض للضرب في العين أو المنطقة المحيطة بها سواء كان ذلك بتلقّي لكمة أو الارتطام بشيء ثقيل؛ حيث تتحرّك العين للأسفل قليلًا ثمّ تعود إلى مكانها الطبيعي، فينتج عن ذلك تدفّق الدم والسوائل إلى المنطقة المحيطة بالعين، مما يحفز ظهور كدمات وانتفاخ تحت العين.
- خدش أو شق صغير في الجلد من ظفر الإصبع أو الفرشاة المُستخدمة لوضع مساحيق التجميل.
- لدغة أو لسعة الحشرات مثل؛ لسعة البعوضة في منطقة قريبة من العين؛ إذ تؤدي إلى انتفاخ العين.
أسباب أخرى
فيما يأتي مجموعة أخرى من الأسباب التي قد تؤدي إلى الانتفاخ تحت العين:
- داء غريفز: يعد داء غريفز أو الدراق الجحوظي (بالإنجليزيّة: Graves' disease) أو داء عين غريفز أو اعتلال عين غريفز (بالإنجليزيّة: Graves' ophthalmopathy) مشكلة صحيّة لدى الأفراد الذين يُعانون من فرط نشاط الغدّة الدرقيّة، وقد تظهر لديهم بعض أعراض العيون لكنها غالبًا ما تكون بسيطة ويسهل علاجها، مثل:
- ظهور أكياس تحت العين.
- زيادة نتوء وانتفاخ العين.
- تورّم الأنسجة التي تغلّف العينين.
- زيادة التورّم في العين نتيجةً لأي عامل يؤدي إلى زيادة السوائل في الجسم.
- داء كثرة الوحيدات: يرتبط داء كثرة الوحيدات العدائيّة (بالإنجليزيّة: Mononucleosis infection) مع حدوث تغييرات في العين والرؤية، بما في ذلك الانتفاخ تحت العين، وتشمل أعراض العين: الاحمرار، والألم، والتورّم، ورؤية العوائم أو الذباب الطائر، وفي الواقع ينتقل هذا المرض عن طريق العطاس، والسعال، والتقبيل لذلك يُطلق عليه أحيانًا داء التقبيل (بالإنجليزيّة: Kissing disease).
- داء موربيهان: يعتبر الأطباء داء موربيهان (بالإنجليزيّة: Morbihan diseases) أحد أشكال العد الوردي (بالإنجليزيّة: Rosacea)، والذي يجعل بشرة الوجه أكثر حمرةً أو أغمق لونًا، وفي الحقيقة قد تسبّب هذه المشكلة الطبيّة النادرة تورّمًا شديدًا تحت العينين وفي الجزء العلوي من العظم الوجني، وذلك بناءً على مراجعة علميّة في الجراحة التجميليّة والترميميّة للعيون.
- ورم الغدد اللمفاويّة: يشكّل ورم الغدد اللمفاويّة (بالإنجليزيّة: Lymphoma) أحد أنواع السرطان والذي قد يصيب منطقة العين في حالات نادرة، ولكن قد يعاني الفرد المصاب بورم الغدد اللمفاويّة من تورّم وكتلة أو ورم ظاهر.
- فشل الأعضاء: يؤثر فشل بعض الأعضاء في عمليّات ضبط توازن السوائل في الجسم ؛ كفشل القلب، أو الكبد، أو الكلى، مما قد يسبب تورّمًا في كلتا العينين بالإضافة لتورم مناطق أخرى في الجسم مثل القدمين.
دواعي مراجعة الطبيب
تكون الأكياس والانتفاخات تحت العين غير مؤذية ولا تستدعي مراجعة الطبيب غالبًا، وذلك بالرغم من منظرها الخارجي المزعج، وفي الحقيقة يُنصح الفرد بمراجعة الطبيب في حال كان التورّم شديدًا، أو دائمًا، أو مؤلمًا، أو مثيرًا للحكّة، أو أحمر اللون؛ حيث يقوم الطبيب بالإجراءات الطبيّة المناسبة لاستبعاد بعض الأسباب المحتملة للتورّم، مثل؛ مرض الغدّة الدرقيّة، والعدوى، والحساسيّة، كما قد يحوّل المريض إلى طبيب أخصائي عيون، أو أخصائي جراحة تجميليّة، أو أخصائي جراحة تجميليّة للعيون، بينما يجب على الفرد طلب الرعاية الطبيّة الفوريّة في حال وجود أي من الأعراض الآتية:
- تورّم العينين الذي يسبّب إغلاق العين بشكل كلّي أو جزئي.
- فقدان الرؤية أو المعاناة من الرؤية المزدوجة.
- تورّم العينين مع الحمّى.
- تورّم العينين مع تورّم الكاحلين أو القدمين.
- تورّم الممرات الهوائيّة أو المعاناة من صعوبة بالتنفس.
فيديو علاج الانتفاخ تحت العين
الأكياس تحت العين من المشاكل الشائعة بين الناس! فكيف يمكن علاجها؟ :