ما جزاء الزوج الظالم
ما جزاء الزوج الظالم
أمر الله تعالى الأزواج أن يُعاشروا زوجاتهم بالمعروف، وحذّر من ظلمهم؛ لأنّه يعد من الذُنوب التي لا يغفرها الله -تعالى- إلا بمسامحة زوجته له، ويعد هذا النوع من الظُلم من الكبائر، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).
وقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (الظلمُ ثلاثةٌ، فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يتركُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، قال اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسُهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضُهمْ بعضًا حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ) .
من صور ظلم الزوج لزوجته
تعدّدت صور ظلم الرجل لزوجته، نذكر بعضها فيما يأتي:
- أخذ حقوقها وإيذائها بالقول والفعل، قال تعالى: (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).
- منعها من المهر وعدم الإنفاق عليها، قال تعالى: (وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
- ضرب الزوج لزوجته بشكل مستمر من غير سبب.
حكم ظلم الزوج لزوجته
يُحرم على الزوج أن يظلم زوجته ويُضيّق عليها العيش، ويحق للزوجة حينئذٍ أن تذهب للقاضي وتشكو له فعل زوجها، ودور القاضي هنا أن يدعو الزوج ويأمره أن يُحسن إلى زوجته ويعاملها بالمعروف، قال تعالى: (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).
حقوق الزوجة على زوجها
أعطى الإسلام مجموعة من الحقوق والواجبات لكلا الزوجين، ومن حقوق الزوجة على زوجها ما يأتي:
- الإنفاق عليها
يجب على الزوج أن يُنفق على زوجته؛ من مسكن، وعلاج، ولباس، وطعام، قال تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
- حقها في المهر
هذا حق خاص للمرأة، ويحق لها أن تفعل به ما تشاء، قال تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا).
- الصبر عليها
الصبر على الزوجة يُعتبر من حسن الخُلق، قال عليه الصلاة والسلام: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا).
- الوفاء للزوجة
يجب على الزوج أن يخلص لزوجته ويحفظ العهد الذي بينهما، قال تعالى: (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) .