ما تأثير نقص أحد أنواع المواد الغذائية الستة
سوء التغذية
يُشير سوء التغذية إلى النقص أو الزيادة في استهلاك الطاقة أو العناصر الغذائية، ويُسبب إمَّا الهزال ونقص الوزن والتقزُم في حال نقص العناصر الغذائية والطاقة، أو السمنة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في حال زيادتهما، ويُؤثر سوء التغذية على أعدادٍ كبيرةٍ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولا تستطيع العديد من العائلات الحصول على ما يكفي من الأطعمة المغذيّة؛ كالفواكه ، والخضراوات، والبقوليات ، واللحوم، والألبان، في حينِ أنَّ الأغذية والمشروبات الغنية بالدّهون، والسكر، والملح هي أرخص ثمناً وأكثر توفّراً، ممّا يُؤدي إلى السمنة، والنقص في العناصر الغذائية الستة.
تأثير نقص أحد أنواع المواد الغذائية الستة
يحدث نقص العناصر الغذائية في الجسم بشكل بطيء، وذلك على مدى شهورٍ أو سنواتٍ نتيجةً لاستنزاف مخازن العناصر الغذائية في الجسم، وتبدأ التغييرات في الحدوث على المستوى الخلوي، ممّا يُؤثر على العمليات الكيميائية الحيوية، ويُقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض النقص تختلف باختلاف العنصر الناقص، ولكنّ هنالك أعراضاً عامّة تبدأ بالظهور مع مرور الوقت نتيجةً لنقص العناصر الغذائية، ونذكر منها الآتي:
- فقر الدم .
- فقدان الوزن، وانخفاض الكتلة العضلية.
- الضعف.
- جفاف وتشقق البشرة.
- احتباس السوائل.
- ضعف الشعر والأظافر.
- الإسهال المزمن.
- بطء التئام الجروح.
- ألم في العظام والمفاصل.
- تغييرات في الإدراك العقلي، كالارتباك والتهيج.
- تضخم الغدة الدرقية .
كما أنّ هنالك أعراضاً لنقص العناصر الغذائية تصيب الأطفال خصوصاُ، ومنها:
- تأخر وبطء النمو.
- ضعف جهاز المناعة .
- تغير في حواس الشمّ، والتذوق، والنظر.
- الإصابة باضطرابات نفسية، مثل: القلق واضطراباتٍ في المزاج.
المواد الغذائية الستة
تُعرف العناصر الغذائية بأنَّها المركبات التي لا يستطيع جسم الإنسان تصنيعها بشكلٍ كامل، أو يُصنّعها بكمياتٍ غير كافية، وذلك للحصول على الطاقة التي يحتاجها الجسم للعمليات الحيوية، والنمو، والمحافظة على الصحة الجيدة، والوقاية من الأمراض، وتنقسم العناصر الغذائية إلى تلك التي تُؤكل بكمياتٍ كبيرةٍ، وهي: الماء، والبروتين، والكربوهيدرات، والدهون، وتلك التي تُستهلك بكمياتٍ صغيرةٍ، وهي الفيتامينات، والمعادن، وفيما يلي توضيحٌ للمواد الغذائية الستة:
- البروتين: تُعدّ البروتينات ضرورية لبناء الأنسجة والأعضاء في الجسم، ولأداء وظائفها، وتنظيمها، بالإضافة إلى دورها في نقل الجزيئات في جميع أنحاء الجسم، والمساعدة على ترميم الخلايا، وتكوين خلايا جديدة، وتقليل خطر إصابة الجسم بالفيروسات والبكتيريا، وتكوين الأنزيمات الضرورية لتفاعلات الجسم، وتعزيز النمو السليم والتطور عند الأطفال والمراهقين والحوامل، ومن الجدير بالذكر أن عدم الحصول على ما يكفي من البروتين من النظام الغذائي، يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على أداء هذه الوظائف، والإصابة بالعديد من المشاكل، مثل: فقدان الكتلة العضلية، وفشل النمو، وضعف أداء عضلة القلب، والرئتين، وحتى الموت المبكر.
- الكربوهيدرات: وهي المادة الغذائية التي يحتاجها الجسم للحصول على الطاقة؛ حيث يُعتبر سكر الجلوكوز مصدر الطاقة الأساسي للدماغ والعضلات، الذي يتمّ الحصول عليه من هضم الكربوهيدرات، بالإضافة إلى أهميتها في الوقاية من الأمراض كالسكري من النوع 2 وأمراض القلب، وضبط الوزن.
- الدّهون: تُعدُّ الدهون من المغذيات الرئيسية التي يحتاجها الجسم للحصول على الطاقة، وامتصاص الفيتامينات، والمحافظة على صحة القلب، والدماغ، وموازنة نسبة السكر في الدم، وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع 2، لذلك أوصت الإرشادات الغذائية للأمريكيين (بالإنجليزية: Dietary Guidelines for Americans) بتناوله بنسبة 20-35 % من السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الجسم .
- الفيتامينات: وهي عناصر ضروريةٌ للنمو، والتطور، وتنظيم عمل الخلايا، والوقاية من العديد من الأمراض، حيث يلعب كلّ فيتامينٍ أدواراً هامّة في الجسم، وهي جزيئات لا يمكن صنعها من قِبل الجسم، لذا يجب الحصول عليها من النظام الغذائي.
- المعادن: يحتاج الجسم المعادن بكمياتٍ صغيرةٍ جداً، وذلك للقيام بمجموعةٍ واسعةٍ من العمليات الحيوية، كصنع الإنزيمات والهرمونات، الحفاظ على عمل العظام والعضلات والقلب والدماغ بشكل صحيح.
- الماء: da;g الماء ما نسبته 50% إلى 75% من جسم الإنسان، يدخل في تكوين الدم، والعصارات الهضمية، والبول، والعرق، بالإضافة إلى وجوده في العضلات، والدهون، والعظام، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجسم لا يُمكن أن يخزن الماء، لذا يجب الحصول عليه يومياً؛ وذلك من أجل تعويض ما فُقِدَ منه من خلال الرئتين، والجلد، والبول، والبراز، وتعتمد كمية الماء التي يحتاجها الجسم على حجم الجسم، وعمليات الأيض، والطقس، والطعام المتناول خلال اليوم، بالإضافة إلى مستوى النشاط البدني.
أنواع النقص الأكثر شيوعاً
يُؤثر نقص العناصر الغذائية على وظائف الجسم وعملياته، وتتضمّن هذه العمليات توازن الماء، ووظائف الإنزيمات، والإشارات العصبية، والهضم، والتمثيل الغذائي، وفيما يأتي توضيحٌ لأكثر أنواع النقص شيوعاً وتأثيرها على الجسم:
- نقص البوتاسيوم: إذ يمكن التعرض لانخفاض البوتاسيوم على المدى القصير نتيجة الإصابة بالإسهال ، والقيء، والتعرق الشديد، وتناول المضادات الحيوية أو مدرات البول، كما قد تُسبب اضطرابات الأكل، وأمراض الكلى النّقص بهذا العنصر، وتشمل أعراض النقص: ضعف العضلات، والإمساك، والشعور بالوخز، وفي الحالات الشديدة عدم انتظام دقات القلب.
- نقص حمض الفوليك: حيث يُعدّ فيتاميناً مهماً بشكلٍ خاصٍ للنساء في سنّ الإنجاب؛ ويُمكن أن يُسبب نقصه عيوباً في الأنبوب العصبي للجنين، وتشمل أعراض نقصه التعب، وتقرحات الفم، وضعف النمو، وتغير لون الشعر، والجلد، والأظافر.
- نقص اليود: إذ يُعد معدناً ضرورياً لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية ، ويُعتبر نقصه من أكثر أنواع النقص شيوعاً في العالم، حيث يُؤثر على ما يُقارب ثلث سكان العالم، ومن أهم أعراضه تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter)، كما يُمكن أن يُسبب زيادةً في معدل ضربات القلب، وضيق التنفس، وزيادة الوزن، وقد يُسبب نقصه الحادّ تأثيراتٍ خطيرةً خاصة لدى الأطفال، كالتخلف العقلي، وقد استجابت بعض البلدان لنقص اليود بإضافته إلى الملح، ممّا أدّى إلى تقليل المشكلة.
- نقص فيتامين أ: حيث يُعتبر نقص هذا الفيتامين شائعاً جداً في العديد من البلدان النامية، وقد يُسبب ضرراً دائماً أو مؤقتاً في العين، وقد يُؤدّي إلى الإصابة بالعمى، كما قد يُسبب انخفاض الوظائف المناعية، وزيادة معدل الوفيات خاصّةً بين الأطفال، والنساء الحوامل والمرضعات، بينما يُعتبر هذا النقص نادر الحدوث في البلدان المتقدمة.
- نقص الحديد: حيث يُعدّ عنصراً ضرورياً لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ونقل الأكسجين، إذ يُسبب انخفاضه نقص إنتاج خلايا الدّم الحمراء أو ما يسمى بفقر الدم الذي يَنتج عنه التعب، وشحوب الجلد، وضعف قوة الشعر، ويُعتبر من أكثر أنواع النقص شيوعاً؛ حيث يُؤثر على 25% من سكان العالم، و42% من النساء الحوامل، و47% من الأطفال قبل سن المدرسة.
- نقص الكالسيوم: حيث يُعدّ عنصراً ضرورياً للحفاظ على قوة العظام، ووظائف العضلات والأعصاب، وتشمل علامات نقصه الشديد: التشنجات العضلية، وعدم انتظام ضربات القلب،ويُعتبر أمراً شائعاً جداً خاصةً لدى الإناث في مرحلة الشباب، وكبار السن، كما تُعتبر هشاشة العظام في مرحلة الشيخوخة ، والكُساح عند الأطفال من أكثر التأثيرات الخطيرة لنقص الكالسيوم.
- نقص فيتامين د: حيث يُعدّ فيتاميناً مهماً جداً لصحة الجسم والعظام، وتُعتبر أعراض نقصه غامضةً وغير واضحة، كالتعب، وألم وضعف العضلات، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالكسور، وتأخّر النمو والكساح عند الأطفال، ويُعتبر هذا النقص شائعاً جداً ويتطور على مدى سنوات طويلة.
- فيتامين ب12: حيث يُعتبر نقص هذا الفيتامين شائعاً جداً، لا سيما لدى الأشخاص النباتيين والمسنّين، حيث يُمكن أن يرتفع خطر الإصابة بالنقص إلى 80-90% عند النباتيين، وأكثر من 20% عند كبار السنّ، ويُعتبر امتصاص فيتامين ب12 أكثر تعقيداً من امتصاص الفيتامينات الأخرى؛ لأنَّه يحتاج إلى المساعدة من بروتينٍ يُسمى بالعامل الداخلي (بالإنجليزية: Intrinsic factor)، ويفتقر بعض الأشخاص لهذا البروتين، وبالتالي فإنَّهم يحتاجون إلى حقن أو جرعات عالية من مكملات فيتامين ب12، ويُمكن أن يُسبب نقصه مجموعةً من الأعراض، كالضعف، والتعب، والدوار، واضطراب ضربات القلب، وضيق التنفس، وفقدان الشهية، وفقدان البصر، والمشاكل العقلية.
- نقص المغنيسيوم: حيث يُعتبر نقص هذا العنصرغير شائعٍ إلى حدّ ما بالنسبة للأشخاص الأصحاء، إلا أنَّه قد يحدث لدى الأشخاص الذين يتناولون أدويةً معينة، أو المصابين بظروفٍ صحية معينة، أو عند استهلاك كمياتٍ كبيرةً من الكحول، وقد ارتبط انخفاض استهلاك المغنيسيوم مع العديد من الأمراض، كالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وهشاشة العظام، وتشمل الأعراض الرئيسية لنقص المغنيسيوم الشديد عدم انتظام دقات القلب، وتشنج العضلات، والنوبات.