ما الفرق بين المشرك والكافر
الكفر والإيمان
بعث الله سبحانه وتعالى جميع أنبيائه بعقيدة التوحيد التي تؤكّد وجود خالق لهذا الكون، وتنقي قطعياً أن يكون لله سبحانه وتعالى شريكاً في خلق الكون وتدبير شؤونه، وعليه فهو المستحقّ الوحيد للعبادة والطاعة المطلقة، وهو المستحق الوحيد للتنزيه عن كلّ نقص، أو عيب، أو عجز، فهو الحيّ القيّوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو العالم بما تخفي الأنفس وما في الصدور، فلا يجوز إشراك أحد معه بهذه الصفات، ولا يجوز الشك فيها مطلقاً.
قال تعالى في كتابه الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء:21]، والتَّوحيد يعني القول والايمان بأنْ لا إله إلا الله، وهو الشطر الأول من لفظ الشهادتين التي ينطق بها مَن أراد الدخول بالاسلام، وسنذكر في هذا المقال الفرق بين المشرك والكافر.
الفرق بين المشرك والكافر
الكافر
الكافر لغة اسم فاعل مشتق من الفعل كفر أي حجد، وأمّا اصطلاحاً فهو الشخص الذي ينكر أركان مهمّة في الإسلام بما فيها الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج إلى بيت الله الحرام، هذا بالإضافة إلى إنكار حرمة ما حرّم الله من لعب قمار، وربا، وزنا، وعقوق والدين، أو إنكار الجنة، أو النار، أو يوم الآخرة، وهنا يجب التنويه إلى ضرورة عدم إطلاق الأحكام على الناس حسب الأهواء، فتكفير الأشخاص ليست مسألة سهلة.
المشرك
المشرك اسم فاعل مشتق من الفعل الرباعي أشرك أي الجمع بين اثنين فأكثر، أمّا المشرك اصطلاحاً فهو الشخص الذي يعتقد بوجود شريك لله في الخلق، وعليه يتجه لعبادة آخرين غير الله كالأصنام، أو الأوثان، أو الكواكب، أو النجوم، أو الشياطين، أو النار، أو السحرة أو غير ذلك، مستغيثاً إياهم في صرف أمر عنه، أو تحقيق مطلب ما له، فيقدّم لهم القرابين وينذر لهم النذور إيماناً منه بقدرتهم التي تماثل قدرة الله عزّ وجل، وكلّ هذا هو شرك أكبر يخرج الإنسان من ملة الاسلام ويحبط كلّ أعماله.
أمّا الشرك الأصغر فيشمل التطيّر أي التفاؤل بشيء ما أو التشاؤم من أمر ما، ووضع التمائم التي تحمي من العين، والرياء، والحلف بغير الله وما شابه ذلك.