ما الفرق بين العام والسنة
الفرق بين العام والسنة
يتمثّل الفرق بين العام والسنة في النقاط الآتية:
من حيث الاستخدام والمعنى
- ورد عن العلماء أنّ لفظة السنة لا تأتي إلّا في الشدّة والحرب، وأوردوا دليل وهو قول العرب عندما يريدون وصف الشدّة في بلد فيقولون "أصابت البلدة سنة" أيّ: جدب وشدّة، يُضاف على ذلك استدلال العلماء بقوله عز وجل (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ) أيّ الشدة والجدب أيضاً.
- أمّا لفظة عام فهي تأتي في الخير والرغد والرخاء، وهذا ما أورده العلماء بعد استدلالهم بقول الله عز وجل في سورة يوسف (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)، فاستخدم لفظة عام عوضاً عن سنة لأنّ سياق الآيات تتحدث عن فترة الخصب والرفاهية التي سيتمتع بها الناس في تلك الفترة.
من حيث الزمن
لفظة السنة تبدأ من اليوم الذي يبدأ منه العدّ وصولاً إلى مثله، فمثلاً قولنا اليوم هو الأول من كانون الثاني عام 2022م، فإنّ السنة تتحقق عند حلول الأول من كانون الثاني عام 2023م، أمّا العام لا يكون إلّا صيفاً وشتاءً، فاجتماع فصليّ الصيف والشتاء معاً يُطلق عليه عام، كما يمرّ على السنة نصف الصيف ونصف الشتاء.
ورد عند البعض أنّ العام والسنة هما بنفس عدد الأيام والشهور، فلا تختلف عدد أيام السنة عن عدد أيّام العام، وهذا القول قد يرد عند عامّة الناس حيث أنّهم لا يفرّقون بين العام والسنة في حياتهم اليوميّة بشكل عام، فيطلقون على العام سنة وعلى السنة عام.
من حيث العموم والخصوص
في الكلام السابق أورد العلماء أنّ العام هو اجتماع الصيف والشتاء معاً ، وبالتالي فإنّ لفظة العام أخصّ من السنة، كما أنّ العام يدخل في السنة، وبالتالي يُمكن القول أنّ كل عام سنة وليس كل سنة عام.
العام والسنة في القرآن الكريم
يوجد العديد من الآيات الكريمة التي وردت فيها لفظتي العام والسنة في القرآن الكريم ، ونورد عدداً منها تأكيداً للفروقات السابقة التي استدلّ عليها العلماء:
قصة سيدنا نوح عليه السلام
جاء قوله تعالى في قصة سيدنا نوح عليه السلام (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)، حيث جاء استعمال لفظة السنة للدلالة على صعوبة السنوات التي قضاها سيدنا نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى توحيد الله عز وجل وعبادته، حيث قابله قومه بالإعراض والأذى، أمّا لفظة عام في الآيات فتشير إلى السنوات القليلة التي كان فيها أيّام رخاء ونعيم.
قصة قوم فرعون
ورد في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)، يقول العرب أسنت القوم أيّ جدبوا، لذلك وردت لفظة السنين للدلالة على فترة الجدب التي عملت على ذهاب ثمار آل فرعون لتذكيرهم وعظتهم ليفزعوا إلى ربهم بالتوبة.
قصة سيدنا يوسف عليه السلام
ورد قول الله عز وجل في سورة يوسف (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)، حيث وردت لفظة العام مع اقتران الإغاثة بالمطر وتنزّل الرحمات وانتشار الخيرات على أهل الديار في ذلك الزمان.