ما الفرق بين الصنم والوثن
الفرق بين الأصنام والأوثان
كلّ ما يُعبد من دون الله -تعالى- يُطلق عليه لفظ صنم ووثن، حيث لا فرق بينهما من الناحية الشرعية ودلالتهما واحدة، أمّا من الناحية اللغوية فلم يفرّق بعض العلماء كالجوهري والفيومي بين مفهوم وصورة الصنم والوثن، وذكر بعض العلماء تفريقاً بينهما كما يأتي:
مفهوم الأصنام
أطلق بعض العلماء لفظ الأصنام : على كلّ ما كان منحوتاً أو منجوراً أو مبنياً من خشب أو ذهب أو فضة أو نحاس وكان مجسداً على شكل إنسانٍ أو حيوان يُنصب ويُعبد من دون الله -تعالى-.
مفهوم الأوثان
ذكر بعض العلماء أنّ الأوثان لفظٌ أعمّ، ويُطلق على كل ما يُعبد من غير الله -تعالى-، سواءً كان هذا الشي إنساناً، أو حيواناً، أو نباتاً، أو جماداً، أو قبراً، فكلمة الأوثان هي عامة وشاملة لكافة الآلهة التي كان يعبدها البشر قديماً، حيث إنّ كل صنم يعتبر وثن، وليس كل وثن صنم.
وقد ثبت عن عطاء بن يسار أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)؛ وفي الحديث إشارة على أنّ الأوثان تُطلق على كل ما يُعبد من دون الله من غير تجسيد صورته.
ونُشير إلى أن بعض العلماء الذين ذهبوا إلى عدم التفريق بين الأصنام والأوثان من الناحية اللغوية استندوا على ما جاء في القرآن الكريم من آيات وصف قصة قوم سيدنا إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث إنّهم أطلقوا على ما يعبدون من دون الله -تعالى- لفظ الأصنام تارةً، ولفظ الأوثان تارةً أخرى، وفي هذا إشارة لعدم التفريق بينهما.
تاريخ عبادة الأصنام والأوثان
ميز الله -تعالى- الإنسان وكرّمه بالعقل و الفطرة السليمة التي تقوده لعبادة الله -تعالى- وحده، إلا أنّ بعض الناس اتبعوا طريق الشيطان فعبدوا الأصنام والأوثان وابتعدوا عن طريق الصواب والصلاح، وقد عبدت طائفة من العرب الأصنام التي انتقلت إليهم من الأقوام السابقة: مثل قوم ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر وهم قوم سيدنا نوح -عليه السلام-.
وقد ثبت عن ابن عباس أنّه قال: (صَارَتِ الأوْثَانُ الَّتي كَانَتْ في قَوْمِ نُوحٍ في العَرَبِ بَعْدُ؛ أمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بدَوْمَةِ الجَنْدَلِ، وأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بالجَوْفِ عِنْدَ سَبَأٍ، وأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلَاعِ، أسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِن قَوْمِ نُوحٍ).
وكانت العرب أيضاً قديماً تعبد الأصنام كاللات والعزى ومناة وهبل، وبالرغم من انتشار عبادة الأصنام عند العرب إلا أنّه بقي بعض الناس يعبدون الله -تعالى- وحده، واستمر وجود الأصنام في بلاد العرب إلى حين قدوم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي طهر الله -تعالى- بدعوته البلاد والعباد من عبادة الأوثان والتماثيل إلى عبادة رب العباد المستحق للعبادة وحده.