معلومات عن النخيل
التعريف بشجر النخيل
ينتمي النخيل (بالإنجليزية: Palm tree) إلى فصيلة النباتات المزهرة من عائلة أحاديات الفلقة واسمها العلمي (Phoenix)، تتكون من جذع طويل نحيل أخضر اللون عندما تكون النخلة صغيرة بالعمر، ويتحوّل إلى رمادي مع تقدّمها في السن، ويطلق على أوراقها اسم السّعف، وتكون قاعدتها ناعمة خضراء، أمّا هيكلها الأساسي فيتكوّن من أوراق إبرية الشكل مقوّسة ذات طرف حاد صلب، وتحتوي شجرة النخيل الواحدة على 30 إلى 50 سعفة.
أمّا أزهارها فتكون إمّا بيضاء قشدية، أو صفراء، وتحتوي نفس النخلة على أزهار ذكرية وأخرى أنثوية، وتتميّز الأزهار الأنثوية عن الذكرية بأنّها أكبر بالحجم وتتكون من ثلاث بتلات، وثلاثة كؤوس وتتركّز عند قاعدة السّعف، أمّا الذكريّة، فتكون صغيرة الحجم وتمتد ناحية الأطراف، وتتكون من ثلاث بتلات، وكأس ينقسم إلى ثلاث فصوص، وعادةً ما يتراوح ارتفاع أشجار النخيل ما بين 10 إلى 15 مترًا، وبعضها قد يصل إلى ارتفاع 30 مترًا.
تكاثر النخيل
تتكاثر أشجار النخيل عادةً بطريقتين رئيسيتين هما:
التكاثر الخضري
يُعرّف التكاثر الخضري أو التكاثر اللاجنسي بأنه إنبات أشجار النخيل باستخدام الفروع بدلاً من البذور، وذلك من خلال الفسائل والفروع الخضراء التي تنمو بجانب قاعدة أشجار النخيل على شكل براعم، ويُمكن استغلال هذه الفسائل لإكثار النخيل كما يأتي:
- تعقيم سكين حاد أو مقص أشجار حاد، بغمره بالكحول المحمر أو اللايسول، ويجب تجنّب تعقيم هذه الأدوات بالكلور أو أي مادّة مبيّضة لأنها تسبب ضررًا للشجرة.
- ارتداء القفازات والنظارات الواقية تجنبًا للإصابة بأوراق النخيل الخشنة.
- الوقت المناسب لقص فسائل الشجرة هو فصل الربيع، ففي هذا الفصل تكون الفسائل قد مرّ عليها عام، ونمت لها جذور.
- قص الأوراق الخارجية للفروع، مع ترك بعضها، ثم ربط الفروع المرتفعة معًا، والبدء بحفر التربة حول هذه الفروع للوصول إلى القاعدة.
- قطع الفرع بحذر وفصله عن الشجرة الأم دون إلحاق الضرر بهما.
- ملء أصيص كبير بالتربة المخصصة لأشجار النخيل، وترطيبه بالماء وغرس الفرع فيه.
- وضع الأصيص في مكان مشمس، وببيئة ذات درجات حرارة مرتفعة نسبيًّا، تبلغ 30 درجة مئوية نهارًا، وحوالي 19 إلى 20 درجة مئوية ليلاً، ويفضل نقل الأصيص لمكان دافئ داخل المنزل في فصل الشتاء عندما تقل درجات الحرارة عن 18 درجة مئويّة.
- ري الفرع بالماء ثم الانتظار حتى تجف تربته لريّه مرة أخرى، ويجب أن يكون الأصيص جيد التصريف للماء.
- بعد مرور عامين يمكن نقل الفرع لزراعته في تربة الأرض.
التكاثر الجنسي
يُمكن إنبات أشجار النخيل باستخدام البذور باتّباع الخطوات التالية:
- شراء بذور النخيل من الأماكن المتخصصة لبيع البذور، أو من أشجار النخيل المزهرة، ويُفضل أن تكون حديثة حتى تنمو أسرع.
- وضع البذور في وعاء مليء بالماء، لاختبار أيّها القابل للحياة، فتلك البذور التي تطفو ليست جيدة، لأنها تفتقر للأجزاء الداخلية الضرورية للتكاثر، بينما البذور التي تستقر في قاع الوعاء تعتبر جيدة، ويوجد نسبة كبيرة لنجاح زراعتها.
- وضع البذور الجيّدة في أصيص صغير يحتوي على تربة بكمية بسيطة، ثم تغطيتها بطبقة رقيقة من التربة لتسهيل نموّها، فالبذور لا تكون قابلة للنمو إذا ما غُرست في تربة عميقة.
- الاحتفاظ بأصيص التربة في مكان دافئ ورطب، ويُمكن وضعه على نافذة الحمام بالقرب من البخار، كما يُمكن وضعه أعلى الثلاجة؛ أو على حافة نافذة مشمسة لتبقى دافئة.
- الانتظار لمدة 70 يومًا تقريبًا حتى تظهر النبتة الصغيرة من البذرة، وقد تطول هذه المدة لحوالي 6 أشهر في بعض الأحيان، بالاعتماد على جودة البذور والبيئة.
- نقل النبتة إلى مكان دافئ لا تقل درجة حرارته عن 18 أو 19 درجة مئوية، وتصله كمية وافرة من أشعة الشمس، ولفترات طويلة يوميًّا.
- نقل النبتة إلى التربة الخارجية في بداية الربيع، بعد أن ينمو لها 4 أوراق على الأقل لتكون قادرة على مقاومة الظروف الخارجية، والحرص على الحفاظ على التربة رطبة دائمًا.
- البدء بتسميد النخيل بكميات بسيطة، باستخدام سماد سائل مخصّص لأشجار النخيل بعد أن تنمو النبتة بنسبة جيدة.
- بعد نمو النخيل، ستحتاج أزهارها المؤنثة للتلقيح من الأزهار المذكرة، والتي تلعب الحشرات والرياح دورًا كبيرًا في ذلك، إذ تنقل حبوب اللقاح من الزهور المؤنثة إلى المذكرة لإكمال مرحلة التكاثر الجنسي ونمو الثمار، وتتكرر تلك العملية خلال دورة حياة النخيل باستمرار.
مراحل نمو النخيل
تمر شجرة النخيل بعدة مراحل من بداية نموها، مرورًا بإنتاج الثمار، وانتهاءً بموتها، والأسطر القليلة التالية تبيّن دورة حياة النخيل:
- مرحلة الإنبات: وهي مرحلة نمو الجذور من البذرة، وشق النبتة التربة من البذرة لفوق سطح التربة، ونمو أول ورقة عليها.
- مرحلة النمو العمودي: تتبع النبتة أشعة الشمس وتنمو للأعلى عموديًا، وتظهر أوراق جديدة من الأعلى، وتتساقط الأوراق القديمة أسفل الجذع.
- مرحلة النمو الأسطواني: فيها يبدأ جذع النخلة بالنمو بالعرض والتوسع من الأسفل باستمرار وتنتصب الشجرة من الأعلى، وينتج ساق أسطواني الشكل، يتميّز بانقسامه لعدّة أجزاء في المستوى الأفقي الواحد.
- مرحلة الإزهار: بعد أن تنمو شجرة النخيل وتكبر تبدأ بالإزهار في الفصول الدافئة، وتبدو أزهار النخيل صغيرة ومتجمعة على بعضها البعض، وقد تزهر هذه الأشجار سنويًا، أو مرة واحدة خلال دورة حياتها كاملةً.
- مرحلة الإثمار: تحتاج أزهار النخلة المؤنثة لتلقيحها بحبوب اللقاح من الأشجار المذكّرة، حتّى تنعقد هذه الأزهار وتتحوّل إلى ثمار، وعادةً ما يلعب النحل أو الخفافيش، دور مهم في عملية نقل حبوب اللقاح، وتنمو ثمار (التمر) على أشجار النخيل في قطوف أو مجموعات كبيرة، تُصبح جاهزة للحصاد بعد أن تنضج تمامًا، وتتكرّر هذه العملية على طول فترة دورة حياة النخلة التي تمتد لسنوات.
- مرحلة الفناء: تبدأ فيها ساق النخلة من الأسفل بالذبول أو الجفاف، ويتوقّف السعف، والحراشف الأسطوانية في ساقها عن النمو، ويُشير ذلك إلى بدء موت النخلة، وقد تموت أيضًا لأسباب طبيعية كالكوارث والرياح العاتية.
أنواع النخيل
يتوافر أنواع مختلفة من أشجار النخيل، في ما يأتي توضيح لأهمها:
- نخيل التمر: (بالإنجليزية: Date palm) وهو أشهر أنواع النخيل، يُنتج ثمارًا لذيذة ومغذية ومشهورة جدًا في الشرق الأوسط، تتحمل ظروفًا بيئية قاسية؛ كالجفاف، ونقص الماء؛ ودرجات الحرارة العالية، وتنمو هذه الأشجار لما يقارب 30 مترًا، ويتراوح طول أوراقها ما بين 3-5 أمتار.
- نخيل الزومبي: (بالإنجليزية: Zombie palm) وتشتهر هذه الأشجار في هيسبانيولا وتحديدًا قي مناطق التلال الجافة، إذ تنمو بارتفاعات قليلة نسبيًا تصل إلى 3 أمتار، ودائمًا ما تنمو فروع أصغر بجانبها، وتنتج ثمارًا بيضاء دائرية الشكل، وتتميّز بأنها قادرة على تحمل الجفاف.
- نخيل طواحين الهواء: (بالإنجليزية: Windmill Palm) أو نخيل طواحين الهواء الصينية، واسمها العلمي (Trachycarpus) وتعتبر كل من؛ اليابان، والصين، وميانمار، والهند موطنها الأصلي، وهي من الأنواع دائمة الخضرة، ويصل ارتفاعها لحوالي 30 متر، وعرضها يتراوح ما بين 2 إلى 4 أمتار، وأكثر ما يميز هذا النوع من أشجار النخيل أنّها تتحمّل البرودة الشديدة، وتحتوي على جينات مقاومة للأمراض، والآفات الزراعية، ولا تحتاج لجهد كبير لرعايتها.
- نخيل الملوك: (بالإنجليزية: King Palm) وسميت بهذا الاسم لمظهرها الأنيق، وأوراقها الخضراء الزاهية الملفتة للنظر، وأزهارها الجذابة في الربيع، وبجذعها النحيل متعدد الألوان، وأوراقها الملفوفة حول بعضها البعض، وينمو هذا النوع من النخيل في كاليفورنيا، وتتميّز بأنها لا تتطلب رعاية حثيثة لنموّها.
- النخيل المثلث: (بالإنجليزية: Triangle Palm) تنمو تلك الأشجار في غابات البحر الأبيض المتوسط المطيرة، لأنّها تحتاج إلى بيئة دافئة ورطبة لتنمو، وتصل إلى ارتفاع حوالي 15 مترًا، ويمكن زراعتها في كل من كاليفورنيا وهاواي.
كيفية زراعة النخيل
فيما يلي خطوات زراعة النخيل :
- وضع نبتة النخيل الصغيرة في التربة الغنية بالمعادن والمغذيات.
- بعد مرور 3-4 أشهر على وضع نبتة النخيل في التربة، يُمكن تسميدها بالعناصر الغذائية المناسبة التي تحتاجها أشجار النخيل.
- ريّ نبتة النخيل الصغيرة بالماء مرتين أسبوعيًا لمدة 5-6 أشهر، ويُمكن زيادة عدد مرات الريّ إلى 3 مرات أسبوعيًا إن كانت التربة رملية.
- بعد مرور 6 أشهر على نمو النبتة يجب ريّها مرتين شهريًا في الفصول الدافئة، ومرة واحدة شهريًا في أشهر الشتاء.
- تقليم أشجار النخيل والتخلص من الفروع البنية والصفراء، لأن هذه الأوراق تستهلك العناصر الغذائية من التربة وتمنع وصولها إلى الشجرة لتُكمل نموها.
- تجنب قص الفروع بالقرب من جذع النخلة الأصلي، ويُفضل ترك جزء بسيط من هذه الفروع تجنبًا لجرح جذع النخلة.
بعد كم سنة تُثمر شجرة النخيل؟
تحتاج شجرة النخيل إلى ما يصل 12 عامًا من عمرها حتى تبدأ بإنتاج التمور، وذلك بعد أن يصل طول هذه الأشجار إلى 36 مترًا، وتستمر بإنتاج التمور حتى موتها، وبالرغم من قدرة الأشجار على تحمل الحرارة والجفاف، إلا أنها تحتاج للماء بكميات وفيرة في موسم الإزهار والإثمار، كما تحتاج الأزهار لعناية ضد الآفات لتبقى سليمة، وكذلك تحتاج للسماد الذي يمدّها بالعناصر الغذائية.
كم سنة تعيش شجرة النخيل؟
تصنّف أشجار النخيل بأنها من الأشجار المعمّرة، فقد تعيش لمدة تتراوح ما بين70-100 سنة وقد تزيد هذه المدة إذا كان صاحب المزرعة يهتم بالنخيل ويغذيها بالأسمدة المناسبة، وبعض الأنواع من النخيل كنخيل جوز الهند يعيش بالمتوسط لفترة تتراوح بين 80-90 سنة، ولكن النوع الأفضل هو النخيل ذو التمور الذي ينتج التمور لمدة 100 عام أي طوال عمره، وهناك نوع يعيش فقط 40 سنة وهو نخيل الأريكا القصير نسبيًّا الذي يوجد في المنازل.
تنتشر أشجار النخيل بكثرة في جميع أنحاء العالم، وتوجد أنواع كثيرة ومختلفة لكلّ منها مواصفات تميزها عن غيرها، وتعيش أشجار النخيل لأعوام مديدة تمد الإنسان خلالها بثمارها اللذيذة ذات القيمة الغذائية المرتفعة، وتحديدًا أشجار نخيل التمور، وتتطلب زراعة أشجار النخيل معرفة تامة في كيفية إكثارها وزراعتها؛ ومتطلبات ريّها؛ والظروف التي يجب أن تتوفّر في البيئة التي تُزرع فيها لتعيش فترات أطول.