ما السورة التي سميت بسورة النساء الصغرى؟
ما السورة التي سميت بسورة النساء الصغرى؟
تُسمّى سورة الطلاق بسورة النِّساء الصغرى؛ وسبب تسميتها بذلك لأنّها بيّنت بعض أحكام النساء وشؤونهنّ، ولتمييزها عن سورة النّساء الكبرى، وسورة النساء الكبرى هي السورة التي تلي سورة آل عمران، ويدور موضوع غالب آيات سورة الطلاق حول أحكام الطلاق ، وما يترتب عليه من أحكام من عدّة، ورضاعٍ، ونفقةٍ، وسكنٍ، ورجعة، وغيرها من الأحكام.
التعريف بسورة الطلاق
نزلت سورة الطلاق بعد الهجرة، فهي سورة مدنيّة، وعدد آياتها اثنتا عشرة آية، وموضوعها الأساسي هو: بيان الأحكام التشريعية التي تُنظّم الأسرة أثناء قيامها، وكذلك بعد انفصال الزوجين، كما بيّنت أحكام العدّة ، وأهمية التزام تقوى الله في إحصائها وانقضاء مدّتها.
وقد أرشدت كلا الزوجين بالإحسان لبعضهما، فإما إمساك بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان، فلا يبغي أحدهما على الآخر، وقد ركزت السورة على التذكير بمعاني تقوى الله والتوكل عليه في العلاقات الزوجيّة وفي كُلِّ مجال في الحياة.
وقد بيّنت السورة عدّة المرأة اليائس؛ وهي المرأة الكبيرة أو المريضة التي انقطع عنها الحيض، وعدة الصغيرة؛ أي التي لم تبلغ سن الحيض بعد، كما وضّحت أحكام النفقة والسّكنى وما يجب على الزوج حتى لو كان في حال العُسر، واختتمت الآيات بالتحذير من مخالفة أمر الله، وبيّنت أنّ المخالفة سيترتّب عليها عقوبة تشبه عقوبة الأُمم السابقة، وعلى المرء أن يتقي الله في كل وقت وحين.
مقاصد سورة الطلاق
إنّ لسورة الطلاق مقاصد كثيرة ومهمّة كغيرها من سور القرآن الكريم، ويُذكر أهمّها فيما يأتي:
- تحديد أحكام الطلاق، وما يترتب عليه من الآثار، وفي هذه السورة تتمة لما ورد في آيات الطلاق في سورة البقرة.
- حفظ حقوق المُطلقات، وعدم السماح لأزواجهن بالتضييق عليهن أو الإضرار بهنّ أو ظُلمهنّ.
- التذكير بالحكمة من مشروعية العدة للمرأة، فقد جعل الله لكل شيء حكمه، ولا يعجز -سبحانه- عن تنفيذ أحكامه.
- ترتيب الأجر للمطلقة إن أرضعت طفلها.
- التشاور بين الزوجين فيما يخصّ الأبناء.
- التذكير بحال الأمم السابقة التي طغت وتجبّرت في الأرض.
- التأكيد على صدق وحي الله، فمصدره علم الله -جل جلاله-.
مناسبة سورة الطلاق لما قبلها
جاء في أواخر سورة التغابن قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ واللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)، فإنّ عداوة الأزواج تنتهي غالباً بالطلاق، والعداوة مع الأولاد تنتهي غالباً بالقسوة عليهم وظلمهم وعدم الإنفاق عليهم، فجاءت سورة الطلاق لتُبيّن أحكام النفقة على الأولاد وعلى المُطلقات.
وقد أشار الله -عز وجل- في آخر آية من سورة التغابن إلى أنّ علمه قد شمل الغيب، فكأنه يُبيّن لنا أنه قد علم كل جزئيات وأحكام الطلاق هذه، حيث قال الله -تعالى-: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .