أعراض التهاب البنكرياس
أعراض التهاب البنكرياس
تختلف أعراض التهاب البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatitis) بناءً على نوع التهاب البنكرياس الذي يُعاني منه المريض، ما إذا كان حادًّا (بالإنجليزيّة: Acute) أم مزمنًا (بالإنجليزيّة: Chronic)، وعادةً ما يحدث التهاب البنكرياس الحادّ بشكلٍ مفاجئ ويستمر لفترةٍ قصيرة، ويُمكن أن تتفاوت أعراضه ما بين الشعور بانزعاجٍ خفيف إلى مضاعفاتٍ شديدة قد تُهدّد حياة المريض، ويجدر بالذكر أنّ معظم المصابين بالتهاب البنكرياس الحاد قد يتعافون بشكلٍ كامل بعد الحصول على العلاج المناسب، وخِلافاً لالتهاب البنكرياس الحادّ فإنّ النوع المُزمن يُمثل التهاب يستمر لفترةٍ زمنيةٍ طويلة، وغالباً ما ينشأ بعد حدوث نوبات التهاب البنكرياس الحاد.
التهاب البنكرياس الحاد
عادةً ما تزول أعراض التهاب البنكرياس الحادّ بشكلٍ سريع في غضون أسبوع تقريبًا، لكن من المهم الكشف عن الأعراض مُبكراً واللجوء للرعاية الطبيّة اللازمة من أجل تفادي خطر حدوث مضاعفات، ويُشار إلى احتماليّة تطوّر التهاب البنكرياس الحادّ دون المُعاناة من أيّ الألم، و يُعدّ التهاب البنكرياس غير المصحوب بالألم أكثر شيوعًا في حالات الإصابة بمرض السكري أو مشاكل الكلى، ووجدر التنويه إلى أنّ هذا الألم قد يُلاحظ مع حالات مرضية أو صحية أخرى، وحول الحديث عن الأعراض التي قد ترتبط بالتهاب البنكرياس الحادّ فيُشار إلى أنّ المُصابين بهذه الحالة يُعانون في الغالب من أعراضٍ تتمثل في الشعور بألمٍ مفاجئ ومستمر في الجزء العلوي من البطن ، وقد يتّجه الألم حول الجزء العلوي من الجسم وينتقل إلى الظهر، وعادةً ما يستمر الألم لعدة أيام، وقد يُلاحظ المريض أنّ شدّة الألم تقلّ عند الانحناء إلى الأمام.
أمّا الأشخاص الذين يُعانون من التهاب البنكرياس نتيجة تكون حصوات المرارة فقد يُعانون من ألمٍ في المرارة قبل الشعور بألم البنكرياس، وحول ألم المرارة الذي يُعرف أيضاً بالمغص المراري (بالإنجليزيّة: Biliary colic) فيكون مستمر وتزداد شدّته بشكلٍ تدريجي، وعادةً ما يكون في الجزء العلوي الأيمن من البطن، ويمتد إلى الظهر والكتف الأيمن، وقد يُصاحبه شعور بالغثيان أو التقيؤ، وغالباً ما يشعر الشخص بألم المرارة بعد تناول وجبات الطّعام، أمّا الأشخاص الذين يُعانون من التهاب البنكرياس نتيجة شرب الكحول، فغالباً ما تظهر لديهم الأعراض بعد يوم إلى ثلاثة أيام من تناول الكحول، أو قد تظهر بعد التوقف عن شرب الكحول، وقد يُرافق الألم لدى معظمهم شعورًا بالغثيان والتقيؤ، وفي الحالات الشديدة قد تتمثل الأعراض الأولية بالإصابة بصدمةٍ أو غيبوبة. يُشار إلى احتمالية مُعاناة المُصابين بالتهاب البنكرياس الحادّ من أعراضٍ أخرى غير الموضّحة سابقًا، وقد يستلزم بعضُها الحصول على العناية الطبية بشكلٍ فوري، وفيما يلي ذكر لأبرز هذه الأعراض:
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- الشعور بألم عند لمس منطقة البطن.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لتصِل إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.
- اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، المُتمثل باصفرار الجلد وبياض العينين، وهو من الأعراض الأقل شيوعًا.
- المُعاناة من كثرة التعرق، أو شحوب البشرة، أو فقدان النشاط في بعض الحالات.
- زيادة معدل ضربات القلب، وانتفاخ منطقة البطن، وضيق في التنفس.
- الجفاف، أو انخفاض ضغط الدم، ويحدث ذلك في الحالات الشديدة من التهاب البنكرياس الحاد.
التهاب البنكرياس المزمن
في الحقيقة، قد تتفاوت أعراض التهاب البنكرياس المزمن في شدّتها وطبيعتها، حيثُ يُعاني بعض المرضى من أعراضٍ خفيفة أو عرضية يُمكن السّيطرة عليها بسهولة عن طريق تناول الأدوية المُناسبة لحالة المريض، وقد يُعاني آخرون من الضعف، وألمٍ مستمر، وقد يستلزم الأمر إدخالهم إلى المستشفى بشكلٍ مُتكرر، وتعدّ نوبات الألم الشديدة والمُتكررة في منطقة البطن من أكثر أعراض التهاب البنكرياس المزمن شيوعًا، ويحدث الألم عادةً في الجانب الأوسط أو الأيسر من البطن، ويُمكن أن يمتد على طول الظهر، وقد يصِف المريض الألم بأنّه حارق ومُتقطّع، وبالرغم من الشعور بألم بعد تناول وجبات الطعام في بعض الحالات، إلا أنّه في الغالب لا يُحفّز تناول الطعام الشعور بالألم، وعليه يمكن القول إنّ تناول الطعام لا يُعدّ مُحفّزًّا لألم التهاب البنكرياس المزمن، وفي بعض الحالات قد يُعاني المريض من التقيؤ والغثيان بعد تناول الطعام، وبشكلٍ عامّ قد يستمر الألم الناجم عن التهاب البنكرياس المزمن لعدّة ساعات أو أيام، ومع تقدّم الحالة قد تُصبح نوبات الألم أكثر تكراراً وشدّة، وفي عدّة حالات يُمكن أن يُعاني الشخص من ألم بطن خفيف ومستمر خلال الفترة الفاصلة بين نوبات الألم الشديد، خاصّة في حال استمر المريض في شرب الكحول بعد تشخيصه بالتهاب البنكرياس المزمن.
وفقاً لإحدى الدراسات التي نشرتها المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي (بالإنجليزية: World Journal of Gastroenterology) عام 2013م فإن ما تصِل نسبته إلى حوالي 90% من المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن يعانون من الألم المُرتبط بهذه الحالة، كما أنّ هناك عدد قليل من المرضى تقل شدّة وفرصة حدوث الألم لديهم مع تقدم الحالة المرضية، فقد يُصاحب تقدّم حالة التهاب البنكرياس المزمن تدمير الخلايا التي تُفرز الإنزيمات الهضمية، وعليه تنخفض كمية الإنزيمات الهضمية في عصارة البنكرياس فيما يُعرف بقصور البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatic insufficiency) والذي يُمثل أحد الأعراض الرئيسيّة لالتهاب البنكرياس المزمن، ومع انخفاض كمية الإنزيمات يُصبح من الصعب على الجسم تحطيم جزيئات الطعام على النّحو الكافي، وهذا يحول دون امتصاص جزيئات الطّعام بنحوٍ كافٍ، وقد يكون براز المصاب أكثر من الوضع الطبيعيّ وذا رائحة كريهة ودُهنيّ القوام، وقد يتغير لون البُراز ليُصبح بلونٍ فاتح، وقد يحتوي على قطراتٍ زيتية، ويُمكن أيضًا ملاحظة وجود ألياف العضلات غير المهضومة في البراز، وبشكلٍ عامّ قد يؤدي سوء الامتصاص إلى فقدان الوزن وسوء التغذية.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
ينبغي على المرضى المُصابين بالتهاب البنكرياس الحاد مراجعة الطبيب فوراً بهدف الحصول على الرعاية الطبية المُناسبة وتجنّب المضاعفات الخطيرة التي قد تترتب على الإصابة بهذه الحالة، ومن أهم الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب ما يأتي:
- استمرار فقدان الوزن حتى بعد علاج التهاب البنكرياس.
- تسارع ضربات القلب ، أو شحوب لون الجلد، أو برودته، أو تعرقه، أو المعاناة من زيادة في سرعة التنفس، وفي حال ظهور هذه الأعراض فقد يدلّ ذلك على أنّ المريض في حالة صدمة ويحتاج إلى الرعاية الطبية الطارئة.
- المعاناة من ألمٍ مزمن أو إسهال بعد العلاج، فقد يدل ذلك على التهاب البنكرياس المزمن أو مضاعفات التهاب البنكرياس الحاد؛ مثل الكيس الكاذب (بالإنجليزيّة: Pseudocyst) (*).
- المُعاناة من أعراض التهاب البنكرياس الشديد والتي قد تُشكّل مؤشرًا على الإصابة بعدوى خطيرة، أو التهاب، أو انسداد في البنكرياس أو المرارة، أو القناة الصفراوية أو البنكرياسيّة، ومنها ما يأتي:
- ضيق التنفس.
- اليرقان.
- الشعور بالغثيان، والتقيؤ .
- الإصابة بالقشعريرة، أو الحمّى.
- الشعور بألم أو ألم عند لمس منطقة البطن، بحيث يكون هذا الألم شديدًا أو تزداد شدّته سوءًا مع مرور الوقت.
الهوامش:
(*) الكيس الكاذب البنكرياسي: تشكّل كيس كيس مملوء بالسوائل في البطن، بحيث يحتوي هذا الكيس على إنزيمات البنكرياس، والدم، وأنسجة ميتة.
ولمعرفة المزيد عن التهاب البنكرياس يمكن قراءة المقال الآتي: ( التهاب البنكرياس ).