ما اسم ناقة الرسول
ما اسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم
كان للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ناقةٌ اسمُها القَصواء، وأقصى الشيء في اللغة آخره، وأصل هذا الاسم في اللغة العربية يعني ما كان مقطوع الطّرف من الأُذُن، ولم تكن ناقة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك، وإنَّما سُمّيت بهذا الاسم لسُرعتها في الجري، وقد اشتراها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من صاحبه أبي بكرِ الصّديق -رضي الله عنه- وهما في مكة المكرَّمة ، كما يُطلق عليها اسم العضباء؛ أي التي في أُذنها شقّ، أو في قرنها كسر، لكنّها لم تكن كذلك على الصحيح، ويُقال: العضب بمعنى القطع، أو السيف القاطع، لِذا سمّيت بالعضباء لذات السبب الذي تسمَّت به بالقصواء، وهو أنَّها شديدة السُرعة، وقيل إنها سمّيت بالعضباء أيضاً لذكائها ونباهتها، وسمّاها بعض العلماء في كتبهم بالجدعاء كذلك؛ كابن إسحاق، وابن جرير، وابن سعد، وغيرهم، وهي بذات معنى القصواء والعضباء.
وقد هاجر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عليها عندما أذِن الله -تعالى- له بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المُنورة مع رفيقه أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه-، وقد ركِبها زيد ن حارثة في يوم بدر ، وجاء إلى المدينة المنورة يُخبر أهلها بخبر الحرب، وأعلمهم حينها بمن مات ومن أُسِر، وركِبتها امرأة أبي ذرٍّ كذلك، وقالت للنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنَّها قد نذرت إن نجّاها الله عليها أن تقوم بذبحها والأكل من كبدها وسنامها، فتعجّب النبّي -صلَى الله عليه وسلّم- وقال لها: (بئسَ ما جزيتِها، ليسَ هذا نذرًا، إنَّما النَّذرُ ما ابتُغِيَ بِهِ وجهُ اللَّهِ)، وقد عاد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى مكة المكرمة في يوم الفتح راكباً عليها، وكانت تبرُك وتقعُد إذا نزل الوحي عليه وهو راكباً عليها؛ وذلك لشدّة الوحي، وقال عبد الوهاب الثقفي عنها: "وهي ناقة مُدّربة"، وعندما توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لم تأكل ولم تشرب حتى ماتت.
رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالحيوان
لقد نال الإسلام شرف السَّبق في إرساء قواعد الرِّفق في التّعامل مع الحيوان، يقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قتلتُم فأحسِنوا القِتلةَ، وإذا ذبحتُم فأحسِنوا الذِّبحةَ، وليُحدَّ أحدُكم شفرتَهُ، وليُرِح ذبيحتَه) فمن الرِّفق بالحيوانات عند ذبحها أن لا تُذبح أمام بعضها، فتموت بدل المرَّة مرّتين، والإحسان في التعامل مع الحيوانات من أسباب دخول الجنة ، فقد أخبر النبي أن امرأةً دخلت الجنّة بسبب رأفتها ورحمتها بكلبٍ ظمآن قامت بسقيه الماء، وأُخرى قامت بسجن قطّةٍ، وحرمتها من الطعام والسّير في الأرض للبحث عنه، فكان ذلك سبباً في دخولها النار ، يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ)، ومن رحمة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه سمع إحدى الطيور التي اقتربت منه تشكو له أنَّ أحدهم أخذ فراخها، فأمر النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن تُردّ عليها فراخها، فانطلقت تطير فرحاً بإرجاعهم إليها.
دواب الرسول صلى الله عليه وسلم
كان للنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الدّواب أكثر من بغلة؛ أُطلق على إحداهما اسم دلال، وقد أهداها له المُقوقس، وامتدَّ عُمرها إلى زمن معاوية بن أبي سُفيان ، وبغلةٌ أخرى تسمّى فضّة، أهداها له فروة الجذامي، وقد كان له حمارٌ اسمه عفير، وناقة، ومئة شاة كلما ازدادت بالولادة ذبح مكانها واحدة، وكان له من العنز سبعةٌ تقوم أُمّ أيمن برعايتها، وقد وفَّق الله -تعالى- الصحابة ومن بعدهم من التابعين والسّلف الصالح بالاهتمام بحياة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من دقائقها إلى الأُمور العظيمة منها؛ فلم يغفلوا عن ذكر ما كان عنده من الموالي، والدّواب، والسلاح، إلى جانب ما نقلوه من بهاء وجهه، وجمال خلقه، وحُسن تعامله مع جميع النّاس.