ما اجر صيام عاشوراء
الأجر المترتب على صيام يوم عاشوراء
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المُحرَّم ، وهو يومٌ عظيم نجَّى الله -تعالى- فيه موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله -تعالى-، وصامه نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه، ورتَّب الله -سبحانه- على صيامه الأجر العظيم، فصيامه يُكفِّر ذنوب سَنة ماضية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ).
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يَحرص على صيام يوم عاشوراء؛ لِما له من مكانة عظيمة عند الله، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ)، وحريٌّ أن يحرص المسلم على صيام هذا اليوم المبارك؛ اقتداءً بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولينال مغفرة الله وفضله.
مراتب صيام يوم عاشوراء
صيام اليوم العاشر من شهر الله المُحرَّم عبادةٌ جليلة وقُربة وفضيلة، كما أنّ صيامه على ثلاث مراتب متفاوتة، وهي:
- المرتبة الأولى: صوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وهذا أكملها وأفضلها لما فيه من زيادة الخير والطاعة.
- المرتبة الثانية: صوم التاسع والعاشر ، وهذا عليه أكثر الأحاديث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأَصومَنَّ التاسِعَ).
- المرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده، ولا كراهة في إفراده في الصوم عند كثير من العلماء.
وقال أهل العلم: إنَّ الحكمة من صوم اليوم التاسع أو الحادي عشر مع عاشوراء هي: "الاحتياط له؛ لاحتمال الغلط في أوّل الشهر، ولمخالفة اليهود فإنَّهم يصومون العاشر، والاحتراز من إفراده بالصوم، كما في يوم الجمعة".
سبب صيام يوم عاشوراء
وقع في يوم عاشوراء خيرٌ وصلاح كبير، فقد نجَّى الله -تعالى- فيه بني إسرائيل من عدوِّهم فرعون، فأغرقه وجنوده في البحر، فصامه نبيُّ الله موسى شكرًا لله -تعالى-، فلمَّا هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكّة إلى المدينة، وجد يهود المدينة يصومون هذا اليوم، فسألهم عن سبب ذلك، فقالوا: إنّه يومٌ صالحٌ نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى -عليه السلام-.
فلمَّا علم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك أخبر بأنّه أحقّ بموسى منهم، فصامه وحثَّ أصحابه على صيامه، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).