صعوبات البحث العلمي
صعوبات البحث العلمي
يواجه الباحثون صعوباتٍ تُثبّط من عزيمتهم في استكمال البحث العلمي من أهمّها ما يأتي:
- قلّة التمويل: يواجه الباحثون غالباً صعوبةً في تأمين التمويل اللازم للأبحاث العلمية وضمان استدامتها، خاصةً وأنّ بعض الأبحاث تتطلّب ميزانيات ضخمة، ويزداد تفاقم هذه المشكلة مع ازدياد عدد المشاركين في البحث العلمي وانخفاض ميزانيات الدول المُخصَّصة للإنفاق على البحث العلمي.
- انتشار الأبحاث العلمية غير الدقيقة: أصبحت الدراسات ذات العيوب والمشاكل الإحصائية مصدر قلق كبير في الأوساط الأكاديمية، وهو ما يجعل بعض الباحثين يلجأون إلى التلاعب في تصميم دراساتهم، أو يعتمدون على أنماط ركيكة من البيانات بهدف إظهار نتائج أكثر جاذبيةً للمجلات بغض النظر عن دقّتها وجودتها، وهو ما يؤدّي لاحقاً إلى وجود عدد كبير من النتائج والأبحاث المنشورة ليس لها أهمية أو إضافة علمية حقيقية، الأمر الذي يُشكّل إهداراً للمال والموارد.
- إهمال الأبحاث المكررة: يواجه الباحثون صعوبةً في دراسة النتائج التجريبية المنشورة في أبحاث سابقة، بهدف اختبارها وتطويرها و التحقق من صحتها؛ وذلك نتيجة سياسات النشر المتبعة في معظم المجلات العلمية، والتي تُركّز على نشر الأبحاث ذات النتائج الأصلية والرائدة؛ حيث تُحبط هذه المجلات جهود الباحثين للبحث في مواضيع مشابهة؛ لاعتقادهم أنّ هذا النوع من الدراسات يفتقر للجدية والأصالة العلمية، وهو ما كان سبباً لعزوف بعض المجلات والباحثين والهيئات المموّلة عن استثمار مواردهم في الدراسات المكرّرة.
- سوء نظام التحكيم: يُعتبر التحكيم العلمي أساس النشر العلمي، إلّا أنّ عملية التحكيم قد تتخلّلها بعض المشكلات التي تؤثّر سلباً على سير البحث العلمي، مثل: تأخّر المُحكّمين في عملهم المُتمثّل بمراجعة البحوث العلمية، أو تقديم بعضهم تقييم غير مفيد أو غير محايد، أو إجبار الباحثين على إجراء تجارب إضافية أو تغييرات غير ضرورية.
- صعوبة الوصول إلى الأبحاث السابقة: فالعديد من الناشرين المهمّين لا زالوا يُديرون مجلاتهم بالاعتماد على نظام الاشتراك؛ أيّ الحصول على البحث مقابل دفع مبلغ مالي، وهو أمر يُشكّل تحدّياً للباحثين والمؤسسات بسبب رسوم الاشتراك المتزايدة باستمرار.
- غياب التواصل مع الجمهور: فمن المعروف أنّ هناك فجوة اتصال واسعة بين المجتمع العلمي وغير العلمي نتيجة غياب أساليب التواصل والتنسيق بينهما، وقد أدّى ذلك إلى إساءة فهم الحقائق العلمية وانقسام الآراء حولها.
صعوبات البحث العلمي في الدول النامية
يواجه الباحثون في الدول النامية صعوبات إضافية إلى جانب الصعوبات التي يواجهها الباحثون في باقي دول العالم بشكل عام، وهي كالآتي:
- ضعف الجانب المنهجي لدى الباحثين في الدول النامية، وافتقارهم لأساليب ومناهج البحث والتدريب على استخدامها.
- عدم توافر البيانات الكافية حول بعض الأبحاث العلمية.
- سوء التنظيم الإداري في المكتبات الذي يُسبّب إهدار الكثير من الوقت والجهد في تتبّع الكتب والمجلات والتقارير المناسبة، كما أنّ العديد من المكتبات غير قادرة على مواكبة التطوّر في البحث العلمي والحصول على نسخ من المنشورات الجديدة حال صدورها.
- صعوبة التواصل مع المشرفين على بحوث الطلبة خلال المرحلة الجامعية، الأمر الذي يخلق نوعاً من الاضطراب والفوضى لدى الطالب، كونه لن يحصل على إرشادات المُشرف بشأن مشروعه البحثي، كما أنّه لا يستطيع معرفة ما يتوقّعه المشرف منه.
- عدم تحديد موعد نهائي للأبحاث العلمية في الكثير من الجامعات، وهو ما يُربك الباحثين ويخلق لديهم مشكلة في إدارة الوقت خاصةً خلال مراحل دراسة الماجستير أو الدكتوراة.
تحديات تواجه الباحثين خلال إعداد البحث العلمي
هناك مجموعة من التحديات التي يواجهها الباحثون خلال إعدادهم لبحوثهم العلمية، ومن أهم هذه التحديات ما يأتي:
- اختيار الموضوع المناسب: فموضوع البحث هو الأساس الذي يقوم عليه لذلك من الضروري اختياره بعناية، حيث يُفضّل أن يكون موضوع البحث من ضمن اهتمامات الباحث، وأن يكون قابلاً للتنفيذ، ومُدعّماً بأساس نظري، مع مراعاة إمكانية تحقيق نتائج تُشكّل إضافةً حقيقيةً للمعرفة الإنسانية.
- اختيار المنهجية الصحيحة: تُستنبط المنهجية المناسبة من سؤال البحث وليس من التفضيلات الشخصية للباحث، فالمنهجية المناسبة هي تلك التي تُجيب على أسئلة البحث بشكل أفضل، فإذا كانت الأسئلة البحثية تتضمّن كلمات مثل "استكشاف" أو "فهم" أو "إنشاء" فهذا مؤشّر على أنّ الدراسة نوعية، أمّا إذا كانت الأسئلة البحثية تتناول مفاهيم مثل "المقارنة" أو "الارتباط" فهذا يُشير إلى أنّ الدراسة كمية.
- تكوين الفريق البحثي: يجب على الباحث اتخاذ قرار بإمكانية عمله وحده أو حاجته لفريق يدعمه ويساعده على التفكير بشكل نقدي؛ وذلك لتنظيم عملية جمع البيانات وكيفية تحليلها.
- إشراك المؤسسات في البحث: حيث يتطلّب الوصول إلى مجتمع ما أحياناً المرور بمؤسسات ممّا قد يضع المزيد من التحديات، خاصةً إذا كان البحث بطبيعته مثيراً للجدل أو يُغطّي موضوعاً حساساً.
- محافظة الباحث على دافعه وحماسه: فقد تثبط عزيمة الباحث بسبب تعرّضه للعقبات والضغوطات خلال العمل في بحثه، ممّا يُصعّب عليه استمراره في العمل وفق الخطة التي وضعها.
- صياغة النتائج: يواجه الباحثون تحدياً في كيفية تقديم نتائج البحث بطريقة توضّح ما يُضيفه البحث إلى المعرفة الإنسانية.
لمحة عامة عن البحث العلمي
يُعرّف البحث العلمي بأنّه تطوير مشروع بحثي في أحد مجالات اهتمامات الباحث ضمن حقول المعرفة الإنسانية، عن طريق إجراء تجربة معينة خلال فترة زمنية محددّة بغرض التحقّق من النظرية التي يقوم عليها مشروعه البحثي، والحصول على إجابة أو حل لمشكلته البحثية، وينقسم البحث العلمي إلى نوعين رئيسيين، وهما: الأبحاث العلمية الأكاديمية، والأبحاث العملية التطبيقية أو المهنية.
تقوم الأبحاث العلمية الأكاديمية والأبحاث العملية التطبيقية على نفس الخطوات والسياسات العلمية لكنّهما يختلفان في أهدافهما؛ فالأبحاث العلمية الأكاديمية تُركّز بالغالب على فهم المبادئ الأساسية للوجود ومحاولة فهم كيفية عمل الكون، أيّ أنّ هذا النوع من الأبحاث يسعى لاكتشاف ما هو موجود بالفعل، أمّا الأبحاث العملية التطبيقية أو المهنية فهدفها تقديم إجابات وحلول عملية وشاملة لمشكلات محددة تواجه المجتمع البشري، وذلك باختبار نظريات العلوم البحتة والسعي لتطبيقها على أرض الواقع.