من هم الإخوان رايت؟
من هم الأخوان رايت؟
الأخوان رايت، هما الأخوان الأمريكيان ويلبر رايت المولود في 16 أبريل 1867 في أوهايو، وشقيقه أورفيل رايت المولود في 19 أغسطس 1871 في دايتون، اشتهرا بكونهما مخترعين أمريكيين ورائدا الطيران اللذين حققا أول رحلة طيران تعمل بالطاقة والمستدامة والتحكم عام 1903، وقاما ببناء أول طائرة عملية بالكامل استطاعت التحليق عام (1905).
حياة الأخوين رايت الأسرية وطفولتهما
ولد الأخوان ويلبر وأورفيل لقس مرسوم لكنيسة الأخوة المتحدين في المسيح ميلتون رايت، وزوجته وسوزان كاثرين كورنر رايت، اللذين كانا يعيشان في ميلفيل ثم انتقلت العائلة إلى دايتون أوهايو بسبب عمل الأب كمحرر لإحدى الصحف الكنيسية، وهناك ولد الأخوان رايت وتلقيا مع إخوتهم تعليمهم في المدارس العامة ونشؤوا في منزل كان فيه الكثير من التشجيع للأطفال لمتابعة الاهتمامات الفكرية.
لماذا لم يكمل ويلبر دراسته؟
كان ويلبر طفلاً ذكيًا ومجتهدًا ومتفوقًا في المدرسة، إلى جانب شخصيته القوية، وكان يخطط للالتحاق بجامعة ييل بعد المدرسة الثانوية، ولكنه تعرض لحادث في شتاء 1885-1886 وأصيب بجروح بالغة في لعبة هوكي الجليد بسبب ضرب وجهه بعصا لاعب، وبالرغم من تعافيه الكامل إلا أن الحادث أصاب ويلبر بمرض الاكتئاب أدى إلى عدم حصوله على شهادة الثانوية العامة وإلغائه لخطط الالتحاق بالكلية وعودته إلى منزل عائلته، وهناك كان يقضي معظم وقته في المنزل يقرأ الكتب في مكتبة عائلته ويرعى والدته التي أصيبت بمرض السل وتوفيت على أثره عام 1889.
بداية شغف الأخوين رايت بالطيران
كان والدهما ميلتون رايت يجلب دوماً ألعابًا صغيرة لأطفاله، وفي عام 1878 أحضر طائرة هليكوبتر نموذجية صغيرة لأولاده وكانت مصنوعة من الفلين، والخيزران، والورق، ومدعمة بشريط مطاطي لتدوير شفراته، وهذه كانت بداية شغف الأخوين بالطيران، فقد استند نموذج هذه الهليكوبتر الصغيرة إلى تصميم رائد الطيران الفرنسي ألفونس بينود، وبسبب حبهما لهذه اللعبة بدأ ويلبر وأورفيل بتطوير الطائرات طول حياتهما للملاحة الجوية والطيران.
تطوير الأخوين رايت للطائرة
بدأ الأخوان برحلتهما مع الطيران وقف التسلسل الآتي:
- بدأ الأخوان رايت في صنع طائرات ورقية كبيرة تسمى "الطائرات الشراعية" (gliders)، والتي حلقت بالاعتماد على التيارات الهوائية وكان حجمها كبيراً بما يكفي لحمل شخص في الهواء لمدة 10 ثوانٍ قبل العودة إلى الأرض، وكانت النموذج الأولي الذي استمروا في إجراء تحسينات على تصميمه.
- كان للطائرة الشراعية التالية دفة تسمح للراكب بالتوجيه، وفي انزلاق واحد حافظت الطائرة الشراعية على وقوفها لأكثر من 600 قدم.
- قام الأخوان بتحسين الطائرة بشكل كبير من خلال فكرتها في التحكم بالطيار نفسها ويس بالجاذبية للتحكم وتحديد الوقت المناسب للعودة إلى الأرض.
- قام الأخون باخراع محرك خفيف جدًا وقوي بما يكفي لتشغيل الطائرة الشراعية ويتميز بأنه ليس ثقيلًا للحد الذي يمنع الطائرة من التحليق من الأرض.
- في أول تجربة للطائرة الشراعية بعد التحسينات قام الأخوان بتحديد من منهما سيكون أول من يختبر هذا الاختراع الجديد عبر قلب عملة معدنية، وكان ذلك في في 14 ديسمبر 1903 وكان ويلبر رايت هو الذي حظي بشرف الاختبار.
- صعد ويلبر إلى طائرتهم في كيتي هوك بولاية نورث كارولينا، واختار الأخوان "Kitty Hawk" كموقع اختبار بسبب وجود الكثير من الرياح والكثبان الرملية فيه، حتى يستطيعوا اللحاق بالطائرة إذا حدث خطأ ما، وقد انتهت رحلة ويلبر الأولى القصيرة بحادث.
- قام أورفيل بأداء الاختبار الثاني ووقف وراء ضوابط التحكم في الطائرة، وقام بالتحليق في رحلة استغرقت 12 ثانية فقط.
- في يوم التجربة الثانية طار الأخوان بطائرتهم ثلاث مرات كانت كل رحلة أطول مدةً قليلاً من الرحلة السابقة لها، وكان ويلبر هو صاحب الرحلة الأطول والأخيرة في ذلك اليوم حيث طار 852 قدمًا خلال 59 ثانية.
شهرة الأخوين رايت
بدأت شهرة الأخوين في فرنسا حيث قاما بالعديد من الرحلات الجوية العامة فيها بمشاركة كبار المسؤولين والصحفيين ورجال الدولة، ثم انضم إليه شقيقه أورفيل في عام 1909 ولحقتهما أختهما الصغرى كاثرين وذاع صيتهم الذي وصل للعائلة المالكة ورؤساء الدول، وظهروا باستمرار في الصحافة ، وقبل عودتهم للولايات المتحدة عام 1909 بدأ الأخوان رايت في بيع طائراتهم في أوروبا، وأصبحا من رجال الأعمال الأثرياء، وحصد ويلبر وأورفيل الفضل بسبب ابتكاراتهما المشتركة وعلاقتهما الوثيقة التي حافظا عليها طوال حياتهما من خلال تقسيمهما للعمل، مع العلم أن ويلبر كان هو العقل التجاري والمدير التنفيذي للعملية وشغل منصب رئيس شركة رايت.
موت الأخوين رايت وإرثهما
أصيب ويلبر أثناء رحلة إلى بوسطن في أبريل 1912 بحمى التيفوئيد التي توفي على أثرها في 30 مايو من العام نفسه في منزل عائلته في دايتون أوهايو، وترك إرثه في عالم الطيران لأخيه أورفيل الذي تولى زمام المبادرة في المسائل التجارية منذ عام 1905 وتولى قيادة شركة رايت التي استمر معها حتى عام 1915 الذي باع فيه حصته في الشركة لمجموعة من الممولين، كما فاز أورفيل بجائزة Collier Trophy لعام 1913 عن عمله في مثبت تلقائي للطائرات، وكان مهندسًا استشاريًا أثناء الحرب العالمية الأولى وساعد شركة Dayton-Wright في التخطيط لإنتاج تصميمات الطائرات الأجنبية وقدم المساعدة في تطوير طائرة بدون طيار، وفي 27 يناير 1948 أصيب بنوبة قلبية أدخلته مستشفى دايتون لمدة ثلاثة أيام توفي بعدها.