صحة حديث (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت)
صحة حديث (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت)
جاء في السنة النبوية الكثير من الأدعية والأذكار الصحيحة، أما قول " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت" فهو حديث ضعيف ، ضعفه الألباني والذهبي و شعيب الأرناؤوط وابن حجر وغيرهم من العلماء والمحدثين، ففي سند الحديث الأغلب ابن تميم، الذي قال عنه البخاري: منكر الحديث.
وهذه العبارة جاءت في حديث أخرجه الطبراني في الدعاء، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والبيهقي في دلائل النبوة، ونصه: (مَن قال هذه الكلماتِ في أولِّ نَهارِه، لم تُصِبْه مُصيبةٌ حتى يُمْسيَ، ومَن قالَها آخِرَ نهارِه لم تُصِبْه مُصيبةٌ حتى يُصبِحَ: اللَّهُمَّ أنتَ ربِّي، لا إلهَ إلَّا أنتَ، عليكَ تَوكَّلْتُ وأنتَ ربُّ العرشِ العظيمُ، ما شاء اللهُ كان، وما لم يشأْ لم يكُنْ، لا حَولَ ولا قُوةَ إلَّا باللهِ العَليِّ العظيمِ، أعلَمُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، وأنَّ اللهَ قد أحاطَ بكلِّ شيءٍ عِلمًا، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من شَرِّ نَفْسي، وشَرِّ كلِّ دابةٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِها، إنَّ ربِّي على صِراطٍ مُستَقيمٍ).
حديث صحيح بمعنى (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت)
ومن الأحاديث النبوية الصحيحة التي فيها دعاء يفيد نفس المعنى، الحديث الذي أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال:
(كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ خَاصَمْتُ، وبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ).
وجاء بالحديث الاعتراف بالله رب وخالق ومدبر للكون، والتوحيد بقول لا إله إلا الله؛ فلا إله معبود يستحق العبادة إلا الله، وجاء فيه التوكل على الله ، واللجوء إليه، والاعتماد عليه، فيكون الحديث جمع آداب الدعاء بالخضوع لله، والثناء والمدح له، والاعتراف بالضعف والحاجة.
العمل في قول (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت)
إن العمل بهذا الحديث مع ضعفه، وترديد هذا الذكر لا مانع فيه، فمعنى الحديث صحيح منسجم مع الشريعة، جاء بصيغ أخرى في أحاديث صحيحة، ولا يخالف نصّ شرعي آخر، وهو يندرج تحت عبادة الدعاء، ويعتبر من الذكر، لذلك يجوز لنا الدعاء به، فهو من فضائل الأعمال.
ولا يترتب عليه حكم شرعي كالحلال والحرام، لكن مع معرفة ضعف الحديث، فالأفضل أن نردد الأحاديث الصحيحة والأدعية المأثورة، فلا نترك أذكار الصباح والمساء الصحيحة ونأخذ بهذا الدعاء، لكن بعد قراءة الأذكار التي صحت فلا مانع أن نزيد بهذا الدعاء وما تيسر من الأذكار.