ما أهمية الأمانة
أهمية الأمانة
الأمانة خلق إسلاميٌ يحتاجه الفرد والجماعة ، وتدخل في شتى مجالات الحياة في الأسرة والعمل والزواج، وليست مقصورةً فقط على الأمانة في المال، فالأبناء من الأمانة، والزوج من الأمانة، وعلاقات العمل والصداقة، والشهادة والقضاء والولاية والوصاية كلّها من الأمانة.
أهمية الأمانة على مستوى الفرد
الأمانة تأتي بمعنى الحافظ والصّادق بكل شيء، وهي ضدّ الخيانة، والأمين هو الذي لا يخاف الناس من غدره، وتظهر أهمية الأمانة على مستوى الفرد فيما يأتي:
- خلق الأمانة يعد من علامات كمال الإيمان في نفس المسلم، ودلالة على حسن إسلامه.
- المسلم الأمين ممّن خصّه الله بالمدح في كتابه الكريم، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).
- الأمين يُحبّه الله ورسوله.
- أداء الأمانة من المسائل النادرة في آخر الزمان، حتى يعرف الرجل فيقال: (إنَّ في بَنِي فُلانٍ رَجُلًا أمِينًا).
- إنّ وجود خلق الأمانة دلالة على أنّ صاحبه له ضمير حيّ ووازع ديني قوي.
أهمية الأمانة على مستوى المجتمع
إنّ المجتمع الذي تختفي منه الأمانة مجتمع لا يستحقّ أن يستمر لذا قال رسول الله: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ)، فالأمانة تدخل في كل شؤون الحياة، وتتعلق بالمال والأعراض والحقوق، ولا بدّ من وجود الرجل الأمين والمرأة الأمينة، إذ يستعين بهم الخلق على شؤون حياتهم، وفيما يأتي بيان لأهمية الأمانة في المجتمع:
- بالأمانة يُحْفَظ في المجتمع الدِّين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والمعارف والعلوم.
- كثيراً من القضايا في المحاكم لا يُمكن الحكم فيها إلّا بوجود الأمين من الرجال والنساء، ومن هذه القضايا: الولاية والوصاية والشَّهادة والقضاء والكتابة.
- المجتمع يحتاج إلى الأمانةِ بكلِّ معانيها؛ مثل: الحفظ، والصدق، وعدم الخيانة، وأمن الناس من الغدر.
- المجتمع الذي يسوده خُلق الأمانة هو مجتمع آمن على المال والعرض والحقوق.
صور الأمانة
يحتاج كل جانب من جوانب الحياة إلى الأمانة، فهي ليست قاصرة على ردّ المال إذا كان وديعة فقط، بل إنّ الأمانة تُنظّم سائر شؤون الحياة ومثال ذلك:
- الأمانة فيما افترضه الله -تعالى- على الخلق؛ في الصلاة، والصيام، والحج، والزكاة.
- الأمانة في حفظ الأموال؛ سواءٌ أكانت وديعة، أم عارية، أم قرض.
- الأمانة في العفة؛ وتكون في الكفِّ عن أعراض النّاس، وعدم الغيبة والنميمة، وعدم قذف المحصنات.
- الأمانة في حفظ الأرواح من البشر والحيوانات، وحفظها من الأذى وعدم التعرّض لها بسوء.
- الأمانة في البحث العلمي، فلا يسرق الباحث جهد غيره، ولا ينسب لنفسه أقوالاً ليس هو صاحبها.
- أمانة الرجل على زوجته، وأمانة الزوجة في حق زوجها، وحفظ نفسها وماله، وسمعة زوجها، وأمانة الأبناء من الزوجين بالقيام بحسن التربية وتعليمهم العبادات وزرع حسن الخلق فيهم.
- الأمانة والصدق في إعطاء المشورة لمن طلبها، وعدم غشه في النصيحة والمشورة.
- الأمانة في مسائل القضاء؛ من قاضٍ، وشاهد، وخبير.
- الأمانة في حفظ أسرار الآخرين التي ائتمنك الناس عليها.
- الأمانة في حفظ الحواس التي أودعها الله في الخلق، فلا تُستخدم إلّا فيما فيه طاعة الله، وإلّا كان الإنسان خائناً لهذه الأمانة.
كيفية اكتساب خلق الأمانة
إنّ خلق الأمانة يوجد في نفس الإنسان أصلاً، وقد يُفرّط به الإنسان، وهذا لا يعني أنّه لا يستطيع أن يكتسب هذا الخلق مرّة أخرى، وفي الآتي بيان لكيفية اكتساب خلق الأمانة:
- الذي يفرط في الأمانة قد وقع في الغدر، ويوم القيامة يُنصب لكل غادرٍ لواء، ويفضح على رؤوس الخلائق، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَومَ القِيامَةِ، يُقالُ: هذِه غَدْرَةُ فُلانٍ. وَليسَ في حَديثِ عبدِ الرَّحْمَنِ: يُقالُ: هذِه غَدْرَةُ فُلانٍ).
- التربية الحسنة منذ الصغر؛ بتربية الصغار على تعظيم خلق الأمانة.
- قراءة قصص الصالحين، وكيف أنّ الخَلق مازالوا يذكرون خُلق الأمانة فيهم.
- يُذكّر المرء نفسه بالأجر المترتب على الإلتزام بخُلق الأمانة، والعواقب الوخيمة عند عدم التخلّق بالأمانة.
- يسعى المسلم إلى أن تكون سمعته حسنة في الدنيا، طمعاً بما قاله -صلى الله عليه وسلم-:(ما من عبدٍ مسلمٍ يموت فيشهدُ له ثلاثةُ أبياتٍ من جيرانِه الأَدْنَين بخيرٍ؛ إلا قال اللهُ -عزَّ وجلَّ-: قد قبِلتُ شهادةَ عبادي على ما علِموا، وغفَرتُ له ما أعلمُ)، فالأمين يشهد له الناس بذلك، ويُغفر له عند الله -تعالى- بشهادة الناس له بالخير.