ما أصل الأمازيغ
ما أصل الأمازيغ؟ ومن هم؟
يعود أصل الامازيغ لمجموعات العرقيَّة الأصليَّة تشترك في ممارسات ثقافيَّة وسياسيَّة واقتصاديَّة مماثلة، وسكنت قبل العرب في منطقة شمال إفريقيا من المحاذية للمحيط الأطلسيّ (مصر اليوم)، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط لنهر النيجر، فقد كانوا يعيشونَ في مجموعاتٍ متناثرةٍ عبر المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، ومالي، والنيجر، وموريتانيا، وقد انتشروا في المنطقة منذ بداية التاريخ المسجل وحتى الفتوحات الإسلاميَّة في القرن 8 م.
يعرف الأمازيغ أيضا باسم الليبيين وخاصَّة في النصوص الكلاسيكيَّة، وهيَ كلمة يونانيَّة مشتقة، كما كتبَ الإغريق عنهم كثيرًا في المصادر اليونانيَّة، وأهمُّها مصادر هيرودوت، ويشير العلماء إلى وجود رابطة بينَ الأمازيغ والمصريين، فهم يتشاركون بالأصول الثقافيَّة أو العرقيَّة القديمة التي تعود لما قبل التحضر، وكانَ بعض الأمازيغ من البدو الرحّل، ولكنَّ أغلبهم كانوا مزارعين، وقد كانوا ينقسمونَ إلى سلالتين هامّتين هما المرابطين والموحدين، وعلى الرغم من ذلك فقد ضلّ الأمازيغ تحتَ حكمِ الغزاةِ الذينَ احتلّوا أراضيهم لفترات طويلة، لذلك لا يمكن تتبع تاريخهم كدولة، وإنما كقبائل فرديَّة.
يُعدُّ الامازيغ اليوم من الأقليَّة في منطقة شمال أفريقيا، ومن الصعب معرفة أعدادهم لأنَّ الكثير منهم لا يعرفونَ أنّ أصولهم من الأمازيغ، ولكن يمكن تقدير أعدادهم حيثُ توجد أكبر مجموعتين من الأمازيغ في الجزائر والمغرب، إذ يُقدَّر أنَّ ربع السكان في الجزائر من أصول أمازيغيَّة، وفي المغرب يُقدر الأمازيغ بأكثر من ثلاثة أخماس السكان، كما يتواجد السكان أمازيغيي الأصل في صحراء جنوب الجزائر وليبيا ومالي والنيجر، ويبلغ عددهم أكثر من مليوني شخص.
الأمازيغ مجموعة من الأعراق المختلفة، تناثر الأمازيغ في المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، ومالي، والنيجر وموريتانيا، وكتب الأغريق عنهم بكثرة بالغة اليونانية، لم يكن لهذه للأمازيغ أي دولة على مر العصور، فقد كانوا مجموعة من القبائل الرحالة.
لغة الأمازيغ
يتحدث الامازيغ باللغة الامازيغيَّة، وهيَ لغة منطوقة تشكل فرعا من فروع الأسرة اللغويَّة الأفروآسيويَّة، كما أنَّها لغة تمتلك أبجديَّة مكتوبة، ويطلق الأوروبيون على لغة الأمازيغ (الامازيغيَّة)، بينما يطلق عليها للعرب اسم (الشيلها)، ولكن مع التوسع الجغرافيّ وتشتت الجماعات الأمازيغيَّة انقسمَ عن هذه اللغة نحو 300 لغة مختلفة، ويحاول الأمازيغ اليوم تطوير واكتساب شكل مكتوب للغتهم، ويتحدث اللغة الأمازيغيَّة اليوم عدد يقدّر بـ14-25 مليون شخص حول العالم.
الثقافة والدين عند الأمازيغ
إنَّ الثقافة الاجتماعيَّة لدى الأمازيغ تتلخَّص برعاية رجال القبيلة بالماشية والهجرة الموسمية، للبحث عن الماء والعشب للحيوانات، كما كانَ بعضهم يعمل في التجارة، ولكن معظمهم كانوا يعملونَ في زراعة الأرض، بينما تعتني النساء بالعائلة، وتوصف البنية الاجتماعيَّة للأمازيغ بالقبليَّة، فلكلّ قبيلة زعيم يقود القبيلة، ومعظم الزعماء من الرجال، ولكن حكم عدد محدود من النساء بعض القبائل، ويشتركون مع بربر مناطق غرب آسيا ببعض الثقافات ما قبل الإبراهيميّة، وخاصة ممارسات الدفن.
قد اعتنقَ الأمازيغ عبرَ التاريخ العديد من الديانات، فقد كانوا يعبدونَ آلهة الشمس والقمر، وقبلَ الإسلام اعتنقَ الأمازيغ الديانة المسيحيّة، ويعتنق معظم الأمازيغ اليوم إسلام السنة، ويدمجونَ عاداتهم وتقاليدهم مع عبادتهم.
الأمازيغ هم قبائل ظهروا في منطقة شمال إفريقيا منذ آلاف السنين، وكانَت لديهم لغتهم الخاصّة التي تفرعت منها قرابة الـ300 لغة، وثقافتهم التي تميّزهم، كما اعتنقوا بدياناتٍ مختلفة عبرَ الأزمان، وهم اليوم من الأقليّات التي تقطن منطقة المغرب العربيّ.