ما أسباب النعاس المستمر
النعاس
قد يُصاب بعض الأشخاص بِمشكلة الإحساس بالنُّعاس بشكلٍ مُستمر ويومي؛ بحيث لا يَستطيعون مُقاومته مهما فعلوا، وبالتالي يستسلمون للنوم في أيّ مكانٍ يتواجدون به، حتى لو كان في مكان عملهم الرَّسمي، أو في السُّوق أو حتى في أماكن الانتظار أو أثناء ركوبهم الحافلة، وهذه الظاهرة يُمكن ملاحظتها عند مُختلف الفئات العمرية.
أسباب النُّعاس المستمر
هناك الكثير من الأسباب الَّتي تؤدي للشعور الدائم بالنُّعاس، وقد تشمل الحالة الذِّهنية للفرد، أو نمط حياته، وقد تكون ناتجةً عن حالةٍ مَرَضيّة خطيرة، وهنا توضيح لأهمّ الأسباب الَّتي تدفع الإنسان للشُّعور بالنُّعاس المستمر:
- نمط الحياة: أهم سبب للشعور بالنُّعاس أثناء النَّهار هو عدم النَّوم لساعات كافية أثناء اللّيل، وقد يَعود ذلك لظروف العمل، مثل العمل لساعاتٍ طويلة أو التَحوّل لمُناوبة ليلية.
- الحالة النَّفسيةّ أو العاطفية: الاكتئاب والقلق والتَّوتر ، وحتى الشُّعور بالملل قد يؤدّي إلى الشُّعور الدائم بالنُّعاس.
- تناوُل بعض أنواع الأدوية: النُّعاس الدّائم من الأعراض الجانبيّة لتناول بعض أنواع الأدوية وخاصّةً: مضادات الهيستامين ، والمُهدِئات ، والحبوب المنومة.
- اضطرابات النَّوْم: قد تُسبب اضطرابات النَّوْم أثناء اللّيل حالةً من النُّعاس أثناء النَّهار ومن هذه الاضطرابات:
- اضطرابات إيقاع السَّاعة البيولوجية: السَّاعة البيولوجية الَّتي تُنظّم أوقات النَّوْم واليقظة هي جزء من الدِّماغ، وتتأثر بالضَّوء والنَّشاط، وتشمل اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية: اضطراب الرَّحلات الجويّة الطَّويلة لدى الأشخاص الَّذين يُسافرون عبر المناطق الزَّمنية المختلفة، واضطراب النَّوْم من تحوّل مواعيد العمل، وتغيير مواعيد النَّوْم كأن يَنام الشخص قبل موعد نومه بكثير أو يتأخّر عن موعد نومه المُعتاد بكثير.
- الأَرَق : الأشخاص الَّذين يُعانون من الأَرَق ولا يحصلون على ساعاتٍ كافية من النَّوْم أثناء اللّيل، من المُتَوقع أن يجدوا صعوبةً في الاستيقاظ صباحاً كما يتأثّر نشاطهم خلال النَّهار. قد ينتج الأَرَق عن كثير من الأسباب بما في ذلك التَّوتر والقلق، والاكتئاب، وعادات النَّوْم السَّيئة، وتناوُل بعض الأدوية.
- الشَّخير : الشَّخير هو أحد أعراض اضطرابات النَّوْم، وقد يدلّ على وجود خللٍ في مجرى التَنفّس العلوي الَّذي يُصيب عدداً كبيراً من الناس خاصّةً البدينين وكبار العمر، قد يكون سبب الشَّخير: الحسّاسيّة، والرَّبو ، أو تشوّهات الأنف الَّتي تجعل التَنفّس صَعباً، وقد يكون أيضاً علامة على وجود مُشكلةٍ أكثر خطورة وهي انقطاع التَّنَفُس أثناء النَّوْم.
- انقطاع التَّنَفُس أثناء النَّوْم: في هذا الاضطراب يحدث ارتخاءٌ لعَضلات الجهاز التّنفسي ينتج عنه انسداد مجرى الهواء العلوي بشكل مُتكرّر أثناء النَّوْم بصورةٍ كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التَّنَفُس، أو التَّنَفُس بشكلٍ غير فعّال، وبذلك تكون كميّة الأكسجين في الدَّم غير كافية، ويُرسل الدَّماغ إشارةً للاستيقاظ، وهذا يَحرم الشَّخص المُصاب من التمتّع بالنًّوم الطَّبيعي. قد تحدُث هذه الحالة في أيّ فئةٍ عُمريّة، ولكلا الجنسين على حدٍّ سواء، بعض المرضى قد تكون لديهم مُشكلات غير طبيعيّة في الأنف أو الحَلْق أو أيّ جزءٍ من مجرى الهواء العلوي. شُرب الكحول قد يَزيد الوضع سوءاً لأنه يُرخي العضلة الَّتي تُبقي مجرى الهواء مفتوحاً. إنّ هذه المُشكلة تتطلّب العِناية الصِحيّة، وإذا أُهملت فإنّها تؤدّي إلى عدة مضاعفات، منها: ارتفاع ضغط الدَّم وخطر الإصابة بالسكتة الدَّماغية والنَّوبات القلبية.
- النَّوْم القهري: هو اضطرابٌ يُصيب الجهاز العصبي ، يُسبّب نوباتٍ شديدة من النعاس لا يُمكن مقاومتها تحدث أثناء النَّهار، ويمكن أن تحدث في أيّ وقت ودون سابق إنذار.
- متلازمة تَمَلمُل السَّاقين: تتّسم متلازمة تَمَلمُل الساقين بالشُّعور بعدم الراحة في السَّاقين والقدمين، وبالحاجة إلى تحريكهما بشكلٍ دوري أثناء النَّوْم للحصول على راحة مؤقتة، في مثل هذه الحالة، لا تقلّ ساعات النَّوْم فحسب، بل تتدنّى جودة النَّوْم الفعلي أيضاً، وهو الأمر الَّذي يتمثّل بالتَّعب الشديد خلال ساعات النَّهار، والنُّعاس، وصعوبة في التركيز. هناك العديد من الأسباب المُحتَملة لمتلازمة تململ السَّاقين، بما في ذلك الفشل الكلوي ، والاضطرابات العصبيّة، ونقص الفيتامينات والحديد، والحمل، وبعض الأدوية (مثل مضادات الاكتئاب)، وقد أظهرت الدراسات الحديثة وجود أسباب وراثية لهذا الاضطراب.
- الكوابيس : الكوابيس والأحلام المُرعبة الَّتي تنشأ أثناء النَّوْم يُمكن أن تكون ناتجةً عن الإجهاد، والقلق، وبعض العقاقير. في كثيرٍ من الأحيان، لا يوجد سببٌ وَاضح.
- الحمل : تُعاني السيّدة الحامل من التّعب بسبب تغيّر تركيز الهرمونات مثل هرمون البروجسترون. قد تجد بعض السَيّدات في نهاية الحمل صعوبةً في النَّوْم بسبب حجم البطن غير المريح، وبسبب القلق والتَّوتر ممّا يُسبّب حالة من النُّعاس أثناء النَّهار.
- الشَّيخوخة : تُعَدّ اضطرابات النوم أحد أكبر المُشكلات شيوعاً عند كبار السن، فهم أكثر عرضةً للإصابة باضطراب انقطاع التنفّس أثناء النوم، والأرق.
- القهوة، والتدخين والكحول : الأشخاص الَّذين يشربون القهوة، ويدخنون السجائر أو يشربون الكحول أكثر عرضة لمشاكل النَّوْم من الَّذين لا يفعلون ذلك.
- الإصابة بأمراض معيّنة: المصابون بفشل القلب ومشاكل الرئة، مثلاً، قد يجدون صعوبةً في النَّوْم ليلاً بسب اللُهاث.
مضاعفات اضطرابات النوم
هناك العديد من المخاطر الصِّحية الخطيرة المرتبطة بالأرق واضطرابات النَّوم منها:
- ضعف الجهاز المناعي .
- نقص التركيز عند قيادة السيارة وارتفاع خطر وقوع الحوادث.
- اضطرابات نفسيّة، مثل: الاكتئاب.
- زيادة خطر الإصابة بأمراضٍ مُزمنة واعتلال الصحّة بشكلٍ عام.
نصائح لتجنب النُّعاس المستمر
ممّا لا شكَّ فيه أنَّ مُشكلة النُّعاس أثناء النَّهار تبدأُ عادةً في اللّيل، فعدم النَّوْم لعدة ليالٍ، أو عدم الاكتفاء من النَّوْم المُتواصل قد يُحبط الإنسان ويُفسد مزاجه، وغالباً ما تكون عادات قلة النَّوْم السَّبب الرئيسي للنعاس أثناء النَّهار؛ لتَحسين النَّوْم ليلاً والتخلّص من النُّعاس خلال ساعات النَّهار يُمكن اتباع النصائح الآتية:
- النَّوْم لفترة كافية خلال اللّيل: مُعظم البالغين يحتاجون من سبع إلى تسع ساعاتٍ من النَّوم كل ليلة، بينما يحتاج المراهقون عادةً إلى تسع ساعات.
- إبعاد كل أدوات التَّسلية واللَّعب بعيداً عن السَّرير: السَّرير للنوم فقط وليس لمشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو، أو لمناقشة مشاكل النَّهار، كل هذه الأمور قد تُضِّيع فرصة النَّوْم السَّريع والمريح.
- تعيين وقت ثابت للاستيقاظ: غالباً ما يُنصح بالذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت نفسه كلّ يوم، بما في ذلك في عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث إنّ تحديد وقتٍ ثابت للاستيقاظ بغضّ النَّظر عن موعد الخلود للنوم يُساعد على تَرسيخ إيقاع السّاعة البيولوجية.
- الانتقال بشكلٍ تدريجيّ إلى موعدٍ أبكر للنوم: وذلك من خلال الخُلود إلى النَّوْم في وقتٍ أبكر بـ 15 دقيقة كل ليلةٍ للوصول للموعد المثالي للنوم. إنَّ تنظيم برنامج النَّوْم بشكلٍ تدريجيّ هو أسلوبٌ فعّالٌ أكثر من مُحاولة النَّوْم فجأةً في وقت أبكر بساعة من اللّيلة السابقة.
- تناول الوجبات الرئيسية بأوقات ثابتة: مواعيد الطَّعام المُنتَظمة تساعد على تنظيم السَّاعة البيولوجية للجسم، فتناول وجبتي فطور وغداء صحيّتين في أوقاتهما المحددة يَمنع نُقصان الطَّاقة وبالتالي حدوث النعاس، كما يجب تناول الطعام قبل ساعتين أو ثلاث ساعات من موعد النَّوْم على أن تكون وجبة المساء مكوّنةً من الحبوب والحليب أو الجبنة.
- ممارسة التمارين الرياضية : ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لمدّة نصف ساعة يومياً خاصةً إذا كانت تُمارس خارج المنزل في وضح النَّهار تجعل الخلود إلى النَّوْم أسهل بشكلٍ عام، وتُساعد على النَّوْم بعمق؛ حيث يَنصح خُبراء النَّوْم بالتعرّض إلى ضوء الشمس لمدّة نصف ساعة يومياً لأن ذلك يُساعد على تنظيم النَّوم.
- تخفيف الإضاءة في المنزل قبل النَّوْم بساعتين أو ثلاث ساعات: الضوء الخافت يُعطي إشارةَ للدّماغ لإفراز الميلاتونين؛ وهو الهرمون الَّذي يُساعد على النَّوْم.
- النَّوْم في مكان هادئ بعيداً عن الأصوات المُزعجة، واستعمال سدّادات الأذن عند الحاجة.
- تنظيم البرنامج اليوميّ : إذا لم يتمكّن الفرد من النَّوْم لمدة 8 ساعات يومياً بسبب المَهام التي يَجب عليه إنجازها، فيجب تغيير مَواعيد بعضِ هذه المهام، مِن المُفيد أيضاً التخلّص من المهام غير الضَّرورية، فالنَّوْم الكافي في اللّيل سيساعد على إنجاز الأنشطة المُهمّة بشكلٍ أفضل.
- التمييز بين النُّعاس والتعب: يجب الذَّهاب للنوم فقط عند الشعور بالنُّعاس والحاجة للنوم، وليس التعب.
- تَجنُب أخذ قيلولة متأخّرة أثناء النَّهار: إنَّ القيلولة في وقتٍ متأخر بعد الظهر قد تجعل النُّعاس أثناء النَّهار أسوأ، وذلك لأنّها يُمكن أن تُعيق النَّوْم اللّيلي وتتضارب معه.
- ابتكار طقوسٍ للاسترخاء قبل النَّوْم: قد تساعد طقوس الاسترخاء قبل النَّوْم على نسيان النشاطات المُرهقة أو المثيرة للأعصاب بشكل مفرط والَّتي تجعل النَّوْم صعباً. التأمل، أو الاسترخاء في حمام ساخن، أو الاستماع إلى موسيقا هادئة، أو قراءة كتاب، واحتساء كوبٍ من شاي الأعشاب أو الحليب الدافئ من الأمور المُفيدة لنومٍ مريح.
- استشارة اختصاصي: يستطيع اختصاصي النَّوْم أن يضع برنامج علاجٍ خاص بالمريض يُعالج اضطراب النَّوْم، ويساعد على تطوير عادات نوم أفضل وذلك عن طريق العلاج السلوكي المعرفي. في بعض الأحيان يحتاج التخلّص من النُّعاس أثناء النَّهار إلى مزيجٍ من العلاج الدوائي والعِلاج السلوكي، ولذلك يتوجّب استشارة الاختصاصي.
- تجنّب المَشروبات والأطعمة الَّتي تحتوي على كافيين : تناول الكافيين بعد منتصف النَّهار حتّى الكميّات الصغيرة الموجودة في الشوكولاتة يُمكن أن تُؤثّر على النَّوْم في وقتٍ لاحقٍ من تلك اللّيلة.