مؤسس مدينة بغداد
مدينة بغداد الحاليَّة
مدينة بغداد هي عاصمة جمهوريَّة العراق منذ عام 1921م، وتُعدُّ أكبر مدينةٍ في العراق، وثاني أكبر مدينة في الوطن العربيّ بعد القاهرة، ويُشكِّل العرب المُسلمون أغلبيَّة السُّكَّان في بغداد، بينما يشكِّل اليهود والنّصارى الأقلِّية فيها، ومعظم سكَّان بغداد هم من العرب، وتوجد فيها أقليَّات من التُّركمان، والأكراد، والإيرانيين.
أبو جعفر المنصور مؤسِّس مدينة بغداد
اسمه هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، وهو ثاني الخلفاء العبَّاسيين، وُلد المنصور في مدينة الحميمة في جنوب الأردن، وكان أبوه مُحمّد بن علي المنظم للدَّعوة العباسيَّة التي أطاحت بالدَّولة الأمويَّة وبرزت إلى الوجود، ويُعتبر المنصور المؤسِّس الحقيقيَّ للدَّولة العبَّاسيَّة، ودامت فترة حكمه مدَّة 22 عاماً.
تأسيس مدينة بغداد
شيَّد أبو جعفر المنصور مدينة بغداد عام 145 للهجرة على شكل دائرةٍ بخلاف المدن الإسلاميَّة الأخرى التي كانت إمَّا مُستطيلة وإما مُربَّعة أو بيضاوية على رقعةٍ مُرتفعة من الأرض، على الجانب الغربيّ لنهر دجلة في منطقة خصبةٍ تتوسَّط دولته، ووضع قصره بوسطها، واستغرق بناؤها مدَّة أربع سنوات، وأسماها مدينة السَّلام، أو الزَّوراء.
خطط المنصور بغداد بنفسه عن طريق رسم مخطّطها بالرَّماد على الأرض، ثمَّ أمر بإشعال النَّار فيه ليلاً ليرى تصميمَ مدينته الَّتي رسمها بنفسه، وبنى حولها سوراً ضخماً لحمايتها، ويحتوي هذا السُّور على أربعة أبواب؛ وهي باب الدَّولة أو باب خُراسان، وباب الكوفة، وباب الشَّام، وباب البصرة. وشهدت مدينة السَّلام بعدها تطوراً واسعاً في المجالات الثقافيَّة والعلميَّة والحضاريَّة.
شيَّد المنصور بعد ذلك مدينة على الجانب الشَّرقيِّ من نهر دجلة أسماها مدينة الرَّصافة، وشيَّد في مدينة بغداد مكتبةَ بيت الحكمة في قصر الخلافة، وأشرف عليها بنفسه لتكون مركزاً لتَرجمة الكتب إلى اللَّغة العربيَّة، وزوّدها بكتبِ العلوم المُختلفة من الحضارات الأخرى، واحتوت المكتبة بالإضافة للمترجمين على العديد من النَّسَّاخين والخازنين الذين ينسخون ويُخزّنون الكتب، وغيرها من العاملين.
بلغت بغداد أوجَ عزِّها في العصر العبَّاسيّ في عصر الخليفة هارون الرَّشيد؛ حيث كانت مركزاً مُهمَّاً للتَّعليم، وملتقىً للعلماء والدَّارسين، وشُيِّدت فيها العديد من الجوامع والمساجد والقصور الفخمة، وبلغ عددُ سكَّانها أكثر من مليون نسمة، وبلغ نشاط مكتبة بيت الحكمة أوجَهُ في عهد المأمون، وبقيت بغداد كذلك لقرون عدَّة إلى أن غزاها التتار والمغول عام 656 للهجرة، وقتلوا آخر خلفاء العبَّاسيين المستعصم بالله.
العلماء في بغداد
عرفت مدينة بغداد عبر التَّاريخ العديد من العلماء في جميع المجالات العلميَّة من الفلك، والطَّبِّ، والهندسة، والتَّاريخ، والجُغرافيا، والحساب والجبر، وغيرها الَّذين تركوا مؤلَّفات كثيرة كان لها الفضل في الحضارة العربيَّة الإسلاميَّة، ومن أشهر العلماء الذين برزوا في بغداد قديماً: أبو الكيمياء جابر بن حيَّان، والخليل بن أحمد الفراهيديّ مؤسِّس علم العَروض، والمسعوديّ الذي برز في الجُغرافيا.