مؤلف كتاب تهافت الفلاسفة
الغزالي: مؤلف كتاب تهافت الفلاسفة
مؤلف كتاب تهافت الفلاسفة هو الإمام أبو حامد الغزالي، واسمه الكامل زين العابدين أبو حامد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي النيسابوري، الشافعي، لقب بألقاب كثيره في حياته أشهرها الغزّالي، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان.
وقد نسبه البعض إلى غزالة ـبتخفيف الزاي-وهي بلدته التي ولد فيها، وهي نسبة صحيحة من حيث اللغة، والبعض نسبه إلى الغزَّالي ـبتشديد الزاي- نسبة إلى الغزَّال حرفة والده التي كانت يكتسب منها، وهي نسبة صحيحة أيضاً من حيث اللغة.
وقد قال الغزالي عن اسمه: "النَّاس يَقُوْلُوْنَ لِي: الغَزَّالِي، وَلَسْتُ الغَزَّالِي، وَإِنَّمَا أَنَا الغَزَالِيُّ مَنْسُوْب إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالَ لَهَا: غَزَالَةُ".
ولادة ونشأة المؤلف
أبو حامد الغزالي: ولد في الطابران، قصبة طوس خراسان عام 450هـ الموافق 1058م وتُوفِّي بها عام 505هـ الموافق 1111م، ورحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد، فالحجاز، فبلاد الشام، فمصر ثم عاد إلى بلدته.
وأما والده، فقد كان فقيراً صالحاً لا يأكل إلا من كسب يده، حيث كان يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس، وكان يختلف في أوقات فراغه إلى مجالسة العلماء.
وكان والده يدعو إلى الله أن يرزقه ابناً يجعله فقيهاً وواعظاً، فرزقه الله بولدين هما أبو حامد، وأخوه أحمد، وقد توفي وما يزال أبو حامد صغيراً لم يبلغ سن الرشد.
وكان والده قد أوصى به وبأخيه إلى صديق له متصوف من أهل الخير، فلما مات أقبل الصوفي على تعليمهما ووجههما على الانضمام إلى مدرسة لكي يكونا من طلبة العلم.
حياته العلمية
تلقى تعليمه المبكر في طوس مع شقيقه أحمد الذي أصبح واعظًا وعالمًا صوفيًا مشهورًا، ودرس على يد الجويني في المدرسة النظامية في نيسابور، وفي عام 1091م أصبح أستاذاً للقانون في مدرسة نظامية بغداد وكتب خلال هذه الفترة كتاب تهافت الفلاسفة، وقد اهتم بالفلسفة.
ويعتبر الغزالي من أوئل من برعوا في الفقه ، وبلغ فيه منزلة عالية، حتى أصبح فقيها من فقهاء الشافعية يتكلم ويفتي ويعلق وهو لا يزال في مقتبل العمر.
تجمعت عدة عوامل كانت سبباً في نبوغ الغزالي وشهرته؛ منها ما يأتي:
- نشأته العلمية: فقد كان شغوفًا بالعلم، باحثًا عن اليقين، وعن حقائق الأمور، ودرس علوم عصره، ونبغ فيها، وفاق أقرانه.
- ما كان يتمتع به من حافظة قوية.
- ما كان يتمتع به من شدة الذكاء، فقد كان شديد الذكاء، سديد النظر، مفرط الإدراك، بعيد الغور، غواصًا على المعاني الدقيقة.
- تدريسه بالمدرسة النظامية التي أنشأها السلاجقة لتعليم مبادئ أهل السنة، فقد كان ذلك من أسباب شهرته؛ لأن ذلك غاية ما يطمح إليه العلماء، ويتنافسون فيه، وبعدها أخذ الغزالي في تأليف الأصول، والفقه، والكلام، والحكمة..
مؤلفات أخرى للمؤلف
كثرت تأليفات الغزّالي في مختلف صنوف العلم، إذ ترك تراثًا صوفيًا وفقهيًا وفلسفيًا كبيرًا، ومن مؤلفاته ما يأتي:
- الوسيط في المذهب.
- محك النظر في المنطق.
- الاقتصاد في الاعتقاد.
- المعارف العقلية.
- بداية الهداية.
عن كتاب تهافت الفلاسفة
توسع الغزالي في كتابه "تهافت الفلاسفة" في شرح المنطق واستخدمه في علم أصول الفقه ، و تناول الغزالي في عشرين مناقشة تعاليم للفلسفة.
و حاول أن يثبت أنها لم تثبت بشكل توضيحي، والفلسفة في كتاب الغزالي هي في معظمها عن ابن سينا، و أعلن الغزالي في كتابه فشل الفلسفة في إيجاد جواب لطبيعة الخالق وصرح أنه يجب أن تبقى مواضيع اهتمامات الفلسفة في المسائل القابلة للقياس والملاحظة مثل الطب والرياضيات والفلك.
وتضمن الكتاب نقدًا لمحاولات الفلاسفة للوصول إلى إجابات حول طبيعة الخالق، وإلى فكرة أنه من المستحيل تطبيق قوانين الجزء المرئي من الإنسان لفهم طبيعة الجزء المعنوي وعليه فإن الوسيلة المثلى لفهم الجانب الروحي يجب أن تتم بوسائل غير فيزيائية.
وكان الغزالي أول الفلاسفة المسلمين الذين أقاموا صلحًا بين المنطق والعلوم الإسلامية، و شكل انطباعًا عن الفلسفة بأنها تقليد شبه ديني يقع خارج الإسلام.
واعتبر الغزالي محاولة الفلاسفة في إدراك شيء غير قابل للإدراك بحواس الإنسان منافيًا لمفهوم الفلسفة من الأساس، وقد رد عليه لاحقا ابن رشد في كتابه تهافت التهافت .
وتناول الغزالي في كتابه "تهافت الفلاسفة" عشرين مسألة ومن أبرزها ما يأتي:
- دحض عقيدة ما قبل الأبدية.
- دحض عقيدة ما بعد الخلود.
- إظهار مراوغتهم للبيانين التاليين: الله هو خالق العالم مقابل العالم هو خلق الله.
- عدم قدرة الفلاسفة على إثبات وجود الخالق.
- عجز الفلاسفة عن إثبات استحالة وجود إلهين.
- عقيدة الفيلسوف المتمثلة في إنكار وجود سمات الله.
- دحض تصريحهم بأن الروح البشرية هي مادة مكتفية ذاتيًا وليست جسدًا أو حادثًا.