مؤسس المدرسة السلوكية
مؤسس المدرسة السلوكية
تأسست المدرسة السلوكية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1913 على يد جون واطسون؛ وهو عالم نفس أمريكي قام بنشر مقالته التي تحمل عنوان" علم النفس كما يراه السلوكيون" كرد فعل على المدرسة البنيوية ، حيث انتقد تركيزها على التفكير الداخلي وقام بدراسة سلوك كل من الحيوان والإنسان من خلال علاقته بعلم النفس ووجد أنّه من الصعب رؤية العقل ومعرفة ما يفكر به الناس أو يشعرون به وأنّ المصدر الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في فهم الحالة الداخلية للناس هو السلوك الذي يمكن ملاحظته ومراقبته.
كما وجد أنّ سلوكيات الفرد تتشكل استجابةً للحوافز والمؤثرات الموجودة في البيئة، وقد تأثر في عمله بعالم الفيزياء الروسي إيفان بافلوف مؤسس نظرية التكييف الكلاسيكي، حيث اتفق واطسون مع غيره من علماء السلوك على أنّ السلوكيات يمكن تغييرها من خلال عملية التكييف بالتحكم ببيئة الفرد.
حياة جون واطسون المهنية
ولد جون واطسون عام 1878 في ولاية كارولينا الجنوبية وقد مر بظروف مضطربة خلال فترة مراهقته حيث تم القبض عليه مرتين بسبب عدم انضباطه سلوكياً، كما كان مستواه الأكاديمي ضعيف جداً، ولكن بالرغم من ذلك سعت والدته حتى تم قبوله في جامعة فورمان وكانت هذه انطلاقة التحول في حياته الأكاديمية، حيث استطاع أن ينهي دراسة الماجستير عندما أتم 21 عاماً من عمره، ومن ثم التحق ببرنامج الدراسات العليا في علم النفس بجامعة شيكاغو وقام بوضع نظرياته في شيكاغو، واستمر في العمل كأستاذ باحث في جامعة شيكاغو حتى عام 1903.
في عام 1908 انتقل للعمل في جامعة جونز هوبكنز كعضو في هيئة التدريس حتى عام 1920، ثم انتقل للعمل في مجال الإعلانات وقاد العديد من الحملات الإعلانية الناجحة إلى أن توفي في عام 1958، ومن أهم المناصب التي حصل عليها هو منصب رئيس رابطة علم النفس الأمريكية في عام 1915 وقد حاز على الميدالية الذهبية تكريماً له على كل الأعمال التي قدمها للرابطة، ومن الجدير بالذكر أن واطسون قام بالعديد من التجارب لدراسة مراحل نمو الطفل والتعلم المبكر، وكانت تجربة ألبرت الصغير من أبرز التجارب التي قام بها، وكانت على طفل يبلغ من العمر تسع سنوات لاكتشاف التكييف الكلاسيكي من خلال دراسة مدى تأثير عامل الخوف من الفئران البيضاء على الطفل.
المبادئ الأساسية للمدرسة السلوكية
تشتمل المدرسة السلوكية على عدة مبادئ أساسية والتي تتمثل فيما يلي:
- استبعاد دور العوامل الفطرية والتركيز على دور البيئة في تعلم السلوكيات الجديدة من خلال عملية التكييف الكلاسيكي.
- يجب أن تستند النظريات إلى بيانات تجريبية من خلال الملاحظة الدقيقة وقياس السلوك، وقد نظر السلوكيون إلى علم النفس على أنه علم تجريبي يهدف إلى التنبؤ والسيطرة.
- عدم دراسة كل ما يتعلق بالعاطفة والإدراك أو القيام بتفسيرها من خلال المصطلحات السلوكية حيث يجد السلوكيون أنها أمور لا يمكن قياسها أو ملاحظتها.
- عدم التمييز بين السلوك البشري والحيواني، فقد كانت الفئران والحمام من المصادر الهامة للحصول على البيانات؛ نظراً لسهولة التحكم ببيئاتهم.
- يتشكل السلوك نتيجة للتحفيز والاستجابة، وقد وجد واطسون أنّ دور علم النفس يكمن في التنبؤ بردود الفعل تجاه حافز معين.
أنواع النظريات السلوكية
تعتمد المدرسة السلوكية على نوعين رئيسين من النظريات السلوكية في تحديد كيفية تكون السلوكيات المختلفة للبشر، وهما السلوكية المنهجية والراديكالية، وينص كل منهما على ما يلي:
- النظرية السلوكية المنهجية: تتوافق هذه النظرية مع نهج واطسون في أنّ الحالة العقلية والعمليات الإدراكية أمور غير قابلة للقياس ولا تساعد في فهم السلوكيات المختلفة مما يستوجب دراسة السلوك من خلال ملاحظته علمياً لتكوين المعرفة اللازمة عنه.
- النظرية السلوكية الراديكالية: أسس هذا النهج عالم النفس سكينر والذي يتفق مع السلوكية المنهجية في أنّ الحالة العقلية الداخلية لا يمكن استخدامها في فهم السلوك وأنّ السبيل لذلك يكمن في التنبؤ والتحكم، ولكن اقترح أنّه لا بدّ من شرحها عند تحليل السلوك، وقد انتقد سكينر الفكرة التي تبناها واطسون في أنّ العقل يولد صفحة بيضاء حيث وجد سكينر أنّ الكائنات الحية تولد ومعها سلوكيات فطرية مما يعني أنّ الجينات تلعب دورًا في تشكيل السلوك.