لماذا يغار الرجل
أسباب الغيرة عند الرجل
يُمكن أن يشعر الرجل بالغيرة نتيجة العديد من العوامل التي تؤثر عليه، ومنها ما يأتي:
الشعور بالحب الشديد لدرجة الرغبة في التملّك
تنشأ عاطفة المُنافسة القويّة والغيرة التي يراها الرجل أمراً طبيعيّاً من حقه اتجاه شريكته المرأة مُبرراً إياها بالحب ، حيث إنها في الحقيقة تنبع من المشاعر الجيّاشة المُتمثلّة بالتمسك بها والإحساس بأن من حقه تملّكها، وأن تكون جميع تفاعلاتها أو اهتمامتها، أو علاقاتها الأخرى تدور وتتمركز حوله، وقد تنمو هذه المشاعر وتزداد عندما يراها تنخرط في علاقات وإن كانت رسميّة، أو عمليّة مع رجال آخرين، لتشتعل غيرته أكثر، ويشعر بالتهديد والمُنافسة من وجودهم حولها، ولا يتمكن من السيطرة على إحساسه وتمالك ردود أفعاله، فهو في نظره الأحق بالاهتمام والتعامل معها دوناً عن الجميع.
التأثر بالظروف الاجتماعيّة والثقافيّة
يُشير الطبيب النفسيّ غيل سالتز في أحد مقالاته بأن غيرة الرجل قد تكون نتيجة تأثره ببعض العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة التي يُسببها الأشخاص الآخرين من حوله والبيئة المُحيطة التي نشأ بها، فتنعكس آثارها عليه، ومنها: طبيعة العلاقة بينه وبين أبويه، أو طريقة تعاملهما معه ومع أشقاءه، أو السلوك التنافسي بين أقرانه، بحيث يظل مُتأثراً بها، وتُسبب انعدام الأمن والشك في علاقاته، أو الخوف منها لاحقاً.
الشعور بالنقص العاطفيّ وتدني احترام الذات
يُعتبر الشعور بالنقص الذي يُسبب انعدام الأمان أحد أكثر العوامل التي تنعكس عليها مشاعر الغيرة المؤثرة بالرجل وبغيره من الأشخاص، وهو ما يُشار له بمُصطلح "عُقدة النقص" وهو ليس مرضاً سريريّاً؛ وإنما إحساس داخلي يُشعر المرء بأنه أدنى من غيره، وأنه غير مُناسب، أو غير جيّد بما يكفي، وأن علاقته لن تستمر لوقتٍ طويل؛ لأنه غير مؤهل للاهتمام والعناية بشريكه مع مرور الوقت، وبمعنى آخر تنتابه سلسلةً من المشاعر التي تتمركز بتدنيّ احترامه لذات وثقته بنفسه بشكلٍ خاص في علاقاته العاطفيّة، ولكن ذلك لا يشمل جميع علاقاته العمليّة وإنما جزءاً منها، فعلى سبيل المثال يُمكن أن يكون طبيباً او مُحاميّاً ماهراً وجيداً في عمله لكن في علاقاته الرومانسيّة يشعر بالغيرة المُفرطة على شريكته نتيجة العوامل المذكورة من قبل.
التأثر ببعض المشاكل النفسيّة
تنتج الغيرة في بعض العلاقات عن مشاكل نفسيّة، ولا تقتصر على الرجل وإنما على المرأة أيضاً، ومنها ما يأتي:
- التفكير الوسواسي: ويُقصد به عدم اليقين، وشدّة التفكير العميق الذي يُهيء للرجل وساوس حول مُختلف أمور حياته بما فيها علاقاته، حيث تتزاحم الأفكار المزعومة ويتسلل الشك إلى قلب المرء فيُهيء له أسئلة وإجابات غير حقيقيّة ونابعة عن الفراغ، فيزيد شعوره بالقلق والغيرة من الآخرين، ويكون إدراك الأمور غير قابل للسيطرة لديه فتُصبح الغيرة هوساً يُهدد تفكيره ويُرهق مشاعره.
- جنون العظمة: تنتج الغيرة أحياناً عن مشاعرعدم الثقة بالآخرين التي بدورها تتولد عن وسواس جنون العظمة الذي يُهيء لصاحبه وجود نوايا خبيثة وغير حقيقيّة للأشخاص المُحيطين به، إضافةً لشعورهم بالاضطهاد من قبلهم، بحيث يظنّهم راغبين بتحطيم أهدافه وإفسادها، فيميل للوم الآخرين والشك بهم والإحساس بعدم الأمان من ناحيتهم بغض النظر عن أجناسهم وعن طبيعة علاقته بهم.
انعدام الثقة بسبب المرور بتجارب سابقة
قد تكون الغيرة المُفرطة أحد نتائح انفصال الرجل ونهاية علاقته بشريكته، حيث تبدأ التساؤلات حول وجود علاقة أخرى أو خيانة أثناء ارتباطهما، أو عندما يُشاهد تواريخها الجديدة والتي بدورها تُثير غريزة التنافس لديه وحول إذا ما كان جيّداً بما يكفي، ولماذا شريكها الجديد من يمتلكها الآن وليس هو، لكنه لا يمتلك حق الاحتياج أو التدخّل فيشعر بالخذلان وخيبة الأمل، أو الغضب والغيرة منه، وهُنالك فئة تستطيع ترويض مشاعرها والسير والانخراط في علاقات جديدة ومُتابعة حياتها بشكلٍ طبيعي، بينما فئة أخرى تظل أسيرة ما حدث وتتأثر به علاقاتها الجديدة لتظل الشكوك قائمةً مُسببةً الأذى له أو لشريكته الجديدة.
علامات تدل على غيرة الرجل
تظهر غيرة الرجل على شكل سلسة من العلامات والإشارت الواضحة، والتي تكون على شكل تصرفات وسلوكيات أبرزها ما يأتي:
- النقد الدائم لسلوك المرأة وإلقاء الاتهامات غير الحقيقيّة عليها بسبب الشعور بالتهديد، ويُمكن أن يصل ذلك لادعاءات وهميّة بالاهتمام المُبالغ به بالآخرين، أو في طريقة التصرّف معهم، أو تفضيلهم عليه أو غيره.
- مُحاولة الاستحواذ والسيطرة في العلاقة بطريقةٍ تُهدد حريّة المرأة واستقلاليّتها، كالتحكّم في تصرّفاتها، أو في طريقة لباسها، أو صداقاتها، وطريقة إنفاقها لأموالها، أو غيره.
- وضع شروط وحدود غير منطقيّة للعلاقات مع الآخرين كمحاولة عزلها، وعدم السماح لها بالتعامل مع الجنس الآخر، أو الخروج من المنزل مع صديقاتها، ومنعها من الاختلاط بفئاتٍ مُختلفة من الناس أو بمُعظمهم.
نصائح للتعامل مع الرجل الغيور
يُنصح باتباع بعض الإرشادات والنصائح عند التعامل مع رجل غيور، ومنها:
- مُصارحة الرجل ومُحاولة فهم أسباب الغيرة لديه، والتي قد تنبع من انعدام الأمن كما ذكر مُسبقاً، وبالتالي تفهمه ومُساعدته على علاجها وتخطيها بهدوء.
- تجنّب السلوكيات التي تُثير غيرة الرجل بشدّة والتي قد تكون المرأة على علم مُسبق بها، كمدح رجال آخرين أمامه، أو التحدّث عن الحبيب السابق أو غيرها.
- التحدّث عن أضرار الغيرة المُفرطة على العلاقة وأنها سبب لزرع الشك وهدم الثقة بين الشريكين، ومن جهةٍ أخرى التعبير عن الانزعاج والألم الذي تُسببه الغيرة للمرأة، وأنها سبب لقلقها وحزنها، وما إلى ذلك.
- إيجاد طرق فعّالة وحلول ذكيّة لمشكلة غيرة الرجل تبعاً لشخصيّته وبالتزامن مع أسبابها المذكورة من قبل، وفي حال عدم القدرة على السيطرة على الأمر وعلاجه يُمكن الاستعانة بصديقٍ مُقرب وطلب نصيحته، وفي بعض الحالات التي تُصبح الغيرة هاجساً يُهدد أمن المرأة وسلامتها يجب عليها التفكير جديّاً في قطع الاتصال وإنهاء العلاقة ما لم تتمكن من علاج المُشكلة.
غيرة الرجل
تُعتبر الغيرة من المشاعر الطبيعيّة التي يُعاني منها مُعظم الأشخاص بما فيهم الرجال في مرحلة من مراحل حياتهم أو في علاقاتهم، والتي ترتبط بمشاعر انعدام الأمن أو القلق، أو غيرها، لكن طبيعة الاستجابة لها، والتصرّفات التي تنعكس عليها هي المُشكلة التي قد تُهدد استقرارهم النفسيّ، وصحة وسلامة علاقاتهم في حال التأثر بها بطريقةٍ مُفرطة، ودون وجود أسباب ودوافع حقيقة تُثيرها، ومن جهةٍ أخرى يُمكن السيطرة عليها وإدارتها بطرقٍ فعّالة تنفي مشاعر انعدام الأمن وتُبدد الخوف والشعور بالمُنافسة عند التعرّف على مصادر وأسباب هذه العواطف، وبالتالي التعامل معها بمرونةٍ والتحكم بها، وعدم الشعور بالانزعاج عندما تنتاب صاحبها في مُختلف المواقف.