لماذا يعيش الإنسان
الهدف من وجود الإنسان
ابتدأ خلق البشر بخلق الله لآدم -عليه السّلام-، ثمّ خلق زوجته حواء، وجعل مستقرّهما في الجنّة، ثمّ وسوس الشيطان لهما فعصى آدم وزوجته أمر ربهما، فأنزلهما الله من الجنّة، وقد أراد الله ذلك لحكمة منه لا يُمكن لأحد من البشر بقدرته العقلية المحدودة أن يعيها كاملة.
إثباتًا لوحدانية الله
ميّز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل، وأرسل للإنسان الرسل الذين يدعونه إلى توحيد الله وعبادته وطاعته، ثمّ بالعقل يتوصّل إلى وحدانية الله.
وصدق الرسل -عليهم السّلام-، فمن لم يستخدم عقله وأوقفه عن وظيفته صار كغيره من المخلوقات أمثال الحيوانات والجمادات، وقد قال فيهم -تعالى-: (لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها)، ثمّ يوم القيامة يقولون: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ).
عبادة الله تعالى
خلق الله -سبحانه وتعالى- البشر لتحقيق غاية عظيمة أوضحها في قوله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فالهدف من خلق الإنسان هو عبادة الله وحده لا شريك له.
و إنّ الله لِيساعد بني البشر على تحقيق هذه الغاية أرسل إليهم الرسل الكرام، يرشدونهم إلى هذا الطريق الذي أراده الله لهم، وهو من فضل الله -سبحانه وتعالى- على الخلق، وتحقيقاً لقول الله -تعالى-: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ).
عمارة الأرض
جعل الله الأرض بما فيها من المظاهر الكونيّة والمخلوقات مسخّرةً لخدمة الإنسان، وكلّف الإنسان بناءً على ذلك بعمارة الأرض والخلافة فيها، وبين -سبحانه وتعالى- للإنسان حقوقه وواجباته التي تساعده على القيام بهذه المهمة، وهذه المهمّة للبشر جميعاً من آدم إلى نهاية الخلق.
فقال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
ويعدّ التزام المسلم بعقيدة التوحيد وتمسّكه بها من أعظم ما يعينه على الخلافة في الأرض، وذلك من خلال علم الإنسان واستشعاره بمراقبة الله له في سرّه وعلانيته.
ويكون ذلك أيضًا باستثمار خيرات الكون التي سخّرها الله له، وقيامه بحقّ علاقته مع الله، ومع الخلق، ومع النفس، وفق ما أوضحته الآيات القرآنيّة، والأحاديث النبويّة الشريفة.
الدعوة إلى الله
لا تقتصر مهمة دعوة الناس إلى صراط الله المستقيم على الرسل فقط، بل هي مهمة أتباعهم أيضاً، وقد أمر الله رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بدعوة الناس إلى الخير.
فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ)، فالداعي إلى الله يبذل جهده ويقدّم ما يستطيع من أجل نشر دين الله في الأرض، والأخذ بيد التائهين نحو صراط الله المستقيم ودينه القويم.
عمل الخير
إنّ إقامة دين الله والعمل على نشر الأخلاق التي تجسّد الإسلام بها لا يُمكن أن يكون دون القيام بما يرضي الله من أعمال الخير والطاعات.
والعلم بأنّ الخلق جميعاً لا يتفاضلون بلونٍ، أو لغة، أو غيره، وإنّما ميزان التفاضل هو التقوى والعمل الصالح الذي يُحقّق السعادة للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة.