لماذا يضع الطفل يده في فمه
أسباب محتملة لوضع الطفل ليده في فمه
يضع الأطفال أيديهم في أفواههم كوسيلة للتعبير عن المشاعر والحاجات مختلفة، أي أن هذا السلوك طبيعي في معظم الحالات، وفيما يأتي توضيح لأبرز الأسباب التي قد تدفع الأطفال إلى القيام بذلك:
بدء مرحلة التسنين
يعد التسنين أحد أبرز الأسباب التي تدفع الطفل لوضع يده في فمه؛ فهو يسبب تهيجًا وألمًا في اللثة، وقد يخفف مص الأيدي من ذلك، ويُجدر بالذكر أن التسنين يبدأ بعمر 6 - 10 أشهر تقريبًا مع اختلاف ذلك بين الأطفال، وإضافةً إلى مص الأيدي فقد يعاني الأطفال من سيلان اللعاب والعصبية غي هذه المرحلة.
شعوره بالجوع
خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل، فإنَّه يدخل يده في فمه كدلالة على شعوره بالجوع، وبما أنَّه يكون قد اعتاد على مص حلمة زجاجة الحليب أوالثدي عندما يجوع؛ فإنَّه يمص أصابعه كإشارة على أنَّ وقت الطعام قد حان، وغالبًا ما يضع الطفل يده في فمه قبل أن يبدأ بالبكاء عندما يكون جائعًا.
شعوره بالملل
قد يستخدم الأطفال مص الأيدي كوسيلة للتخلص من الملل أو للتنبيه على أنَّهم يشعرون بالملل، وقد يضعون أيديهم في أفواههم أثناء اللعب للإشارة لحاجتهم إلى شيء جديد، ومن ناحية أخرى، قد يكون مص اليدين مسليًا للعديد من الأطفال؛ مما يجعلهم يكررون ذلك كثيرًا دون أي أسباب واضحة.
شعوره بالنعاس
قد يلجأ الطفل إلى وضع يده في فمه ومصها عند شعوره بالنعاس في محاولة منه لتهدئة نفسه؛ ويمكن تفسير ذلك باعتيادهم على النوم أثناء الرضاعة من الثدي أو الزجاجة، وقد يمص الطفل يده أيضًا في غير أوقات النوم عند شعوره بالتوتر مثلًا أي أنَّه يستخدم هذا السلوك كاستراتيجية تهدئة ذاتية.
جزء من رحلة استكشافه لجسمه
يبدأ الأطفال في الأشهر الأولى من حياتهم أي في عمر 2 - 3 أشهر باستكشاف أيديهم وأجسامهم والبيئة المحيطة بهم؛ لذا يبدؤون في هذا العمر بتحريك أيديهم والتلويح بها، ووضعها في أفواههم، واستخدامها لالتقاط الأشياء، كما أنَّهم يبدؤون باكتشاف حواسهم ويتعلمون أنَّ لكل شيء ملمس ومذاق وقوام ودرجة حرارة مختلفة.
المخاطر الصحية الناجمة عن وضع الطفل ليده في فمه
عادةً لا يترتب على وضع الطفل ليده في فمه أي مخاطر صحية، لكن إذا استمر هذا السلوك بعد سن الـ4 سنين، فقد يؤدي إلى إتلاف الأسنان الدائمة؛ لذا يجب في هذه الحالة الاستعانة بالطبيب للمساعدة على التخلص من هذه العادة، ويجب على الوالدين التأكد من نظافة أيدي أطفالهم باستمرار وغسلها؛ لحمايتهم من الجراثيم التي قد تصل إلى أيديهم بسبب الزحف أو التقاط الألعاب الملوثة.
متى ينبغي للطفل التوقف عن وضع يده في فمه؟
يختلف كل طفل في تطوره عن الآخر، فبعض الأطفال لا يضعون أيديهم في أفواههم إطلاقًا، بينما يستمر آخرون في ذلك حتى إتمام عامهم الأول، وكذلك لا يوجد سن محدد يتوقف فيه الطفل عن ذلك، ويُجدر بالذكر أنَّ وضع اليد في الفم أمرٌ شائع جدًا بين الأطفال في بداية حياتهم بغض النظر عن السبب، وغالبًا ما يكون طبيعيًا تمامًا ويتوقف عنه الطفل مع مرور الوقت.
لكن في حال كان لدى الوالدين قلق بشأن مص طفلهم ليديه؛ فيمكنهم استشارة طبيب الأطفال حول ذلك، إذ يمكنه مساعدتهم على إيقاف هذا السلوك، ويمكن التغلب بسهولة عليه غالبًا عند بلوغ الطفل 18 - 24 شهرًا.
نصائح لإيقاف الطفل عن وضع يده في فمه
يوجد العديد من الطرق التي تمنع الطفل من وضع يده في فمه ، وتاليًا بعض الطرق والنصائح للمساعدة في ذلك:
- التعزيز الإيجابي
فقد يكون التعزيز مفيدًا في التخلص من سلوك ما، من خلال تقديم مكافآت صغيرة كقطعة حلوى مثلًا للطفل عندما لا يضع يده في فمه، ومكافأة أكبر إذ نجح في التوقف عن ذلك لعدة أيام.
- استخدام اللهاية
يمكن إعطاء الطفل لهاية عندما يبدأ بوضع يده في فمه، مع ضرورة اختيار لهاية تتكون من قطعة واحدة، وتجنب الاستمرار باستخدامها بعد إتمام الطفل سن الرابعة.
- تحديد المحفزات
بعض الأطفال يضعون أصابعهم في أفواههم كاستجابة لمحفز ما، وفي هذه الحالة يمكن اتخاذ الإجراء المناسب بناءً على هذا المحفز، فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يمص إصبعه استجابةً للتوتر؛ فيمكن تعليمه طرق للتخلص من التوتر كإعطائه وسادة ليضغط عليها ،أو عناق الطفل، وغيره من الطرق.
- تقديم ألعاب جديدة
قد يفيد تقديم ألعاب جديدة للطفل لم يراها من قبل في تشتيت انتباهه عن مص يديه وتخليصه من الملل.
- التذكير
إذا كان طفلك يضع يده في فمه وهو غير منتبه، فيمكن ببساطة تذكيره حتى يتوقف، شريطة أن يكون ذلك دون انتقاد أو تأنيب أو سخرية.
- التخفيف من آلام التسنين
إذا كانت آلام التسنين هي السبب؛ فيمكن التخفيف منها بإعطاء الطفل لعبة تسنين أو منشفة باردة حتى يعضها، وإذا منعته هذه الآلام من النوم؛ فيمكن إعطائه مسكنًا للألم بعد استشارة الطبيب.
- مراجعة طبيب الأسنان
يمكن الاستعانة بطبيب الأسنان لمساعدة الطفل على التوقف عن وضع يده في فمه.
ملخص المقال
يوجد العديد من الأسباب التي قد تجعل الطفل يضع يده في فمه، ومعظم هذه الأسباب طبيعية وغير مقلقة، مثل: الإحساس بالجوع، والنعاس، واستكشاف الجسم والبيئة، لكن قد يصبح وضع اليد في الفم خطيرًا إذا استمر بعد إتمام الطفل الرابعة من عمره، ويمكن إيقافه عن القيام بذلك بطرق عديدة، بما في ذلك التعزيز الإيجابي، واستخدام اللهاية وغيرها.