لماذا لا تبدأ سورة التوبة بالبسملة
سبب عدم بدء سورة التوبة بالبسملة
من المعلوم أنّ كلّ سورةٍ من سور القرآن الكريم يبدؤها القارئ بالبسملة، والبسملة تكون بقول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، إلّا أنّ هناك استثناء واحدٌ في القرآن الكريم وهي سورة التوبة، وقال العلماء في تعليل ذلك أمرين؛ أولاهما أنّ سورة التوبة جاءت متمّمة لسورة الأنفال التي قبلها، فلذلك إذا أكمل القارئ سورة الأنفال وانتقل إلى سورة التوبة فلا يبسمل بينهما، والرأي الثاني للعلماء يدلّ على أنّ سورة التوبة تتحدّث عن الجهاد والشدّة فيه، وتكشف نفاق المنافقين وتضيّق عليهم، ولذلك لم يكن من المناسب أن يبدأ القارئ هذه السورة الكريمة بذكر أسماء الله -تعالى- التي تتعلّق بالرحمة منه، إذ إنّ الحديث ليس موضع رحمةٍ بل موضع شدّةٍ وجهادٍ.
العلاقة بين سورتي الأنفال والتوبة
جاءت سورة الأنفال في القرآن الكريم تليها سورة التوبة، وتساءل بعض الصحابة والتابعين عن وجود سورة الأنفال بين السور الطوال وقبل سورة التوبة مباشرةً، فعزَوا ذلك إلى عثمان -رضي الله عنه- الذي أخبر السائلين أنّه كان يضع السور بترتيبها المأخوذ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، لكنّ النبي -عليه السلام- عندما تنزّلت آيات سورة التوبة في آخر ما نزل من القرآن الكريم لم يذكر أنّ سورة التوبة مكمّلةً للأنفال، ورأى عثمان شيئاً من التشابه بين السورتين؛ فوضع الأنفال قبل التوبة مباشرةً، ولم يفرّق بينهما بالبسملة لمّا علم أنّ السورتين مكمّلتين لبعضهما رغم بُعد المدة بين نزول كلٍّ منهما.
ملامح عامة لسورة التوبة
تعدّدت أسماء سورة التوبة ، وفيما يأتي ذكر بعض المعلومات حول سورة التوبة:
- من أسمائها: الحافرة، والمقشقشة، والمبعثرة، والفاضحة، وكلّ هذه الأسماء اجتهادٌ من المفسرين والصحابة لمّا لمسوا في سورة التوبة من نشرٍ لفضائح المنافقين، والتعرّض لصفاتهم في كثيرٍ من الآيات الكريمة.
- هي سورةٌ مدنيةٌ نزلت بعد الهجرة، وقيل إنّها كلّها نزلت في العام التاسع للهجرة، فهي من أواخر ما نزل من القرآن الكريم على النبي عليه السلام.
- من المواضيع التي تطرّقت لها سورة التوبة أنّها حدّدت للمسلم الدستور الذي يعامل به الكافر والمنافق، وقد تحدّثت عن الجهاد بإسهابٍ، وذكرت نقض المشركين للعهود مع النبي -عليه السلام- مرةً بعد مرةٍ، كما عرّجت في آخرها على التوبة على النبي والمؤمنين معه، وزاد الله -تعالى- في رضاه عليهم، وعلى صنيعهم في غزواتهم مع النبي، ثمّ ذكر قصة الثلاثة الذين تخلّفوا عن النبي يوم العسرة، وتوبة الله -تعالى- عليهم.