لماذا فرض الله الحجاب
الحكمة من فرض الله الحجاب
شرع الله تعالى الحجاب وفرضه على المرأة؛ تحقيقاً لغاية صون المرأة وسترها، وذلك حفظًا لها من الأذى، ففي قوله تعالى:(يِا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)، ونجد أن دلالة اللفظ القرآني (فلا يؤذين) واضحة تمامًا.
أما قوله: (أن يُعرفن) فتعني أن تُعرف المرأة بسترها وعفتها، وأنها ظهورها وخروجها لضرورة ما وليس لباطل، ف المرأة العفيفة الملتزمة بشرع الله في حجابها، لها هيبةً ووقارًا فلا يمسّها السوء.
قصة فرض الحجاب
نزلت آيات الحجاب على مرحلتين متتابعتين، في السنتين الخامسة والسادسة للهجرة ونفصّل ذلك فيما يلي:
- المرحلة الأولى
في السنة الخامسة للهجرة، لمّا تزوج النبي عليه الصلاة والسلام أم المؤمنين زينب بنت جحش ، دعا أصحابه للغداء، فلما فرغوا من الطعام جلسوا يتحدثون، وكانت أم المؤمنين مولية وجهها إلى الحائط، فتهيأ النبي للقيام فلم يقوموا، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام من مقامه، وعاد وإذ بهم لم يخرجوا أيضًا، فانحرج النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك ونزلت:(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ)، فكانت هذه المرحلة الأولى.
- المرحلة الثانية
روى البخاري أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يرى أن تحجب نساء النبي حتى يعرفن حفظًا لهنّ، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: (أنَّ أزْوَاجَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُنَّ يَخْرُجْنَ باللَّيْلِ إذَا تَبَرَّزْنَ إلى المَنَاصِعِ وهو صَعِيدٌ أفْيَحُ فَكانَ عُمَرُ يقولُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: احْجُبْ نِسَاءَكَ، فَلَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بنْتُ زَمْعَةَ، زَوْجُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، وكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ: ألَا قدْ عَرَفْنَاكِ يا سَوْدَةُ، حِرْصًا علَى أنْ يَنْزِلَ الحِجَابُ، فأنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الحِجَابِ)، ومن هنا كان الحجاب فرضًا على كلّ المسلمات.
مفهوم الحجاب
الحجاب لغة: الستر ونقول حجب الشيء أي ستره ففي قوله تعالى:(وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا) أما اصطلاحًا وبعيدًا عن تعدد الأراء والاقول: هو اللباس الشرعي الذي يستر رأس المرأة وجسدها حيث لا تبدي شيئا منه، وأن لا يشف ولا يصف وهذا بمعنى أن لا يظهر شيء من الجسد من خلال الثوب، وأن لا يصف تفاصيل جسدها أبدا.
مواصفات الحجاب الشرعي
للحجاب الشرعي مواصفات، وجب على المرأة المسلمة تطبيقها لكي يكون حجابها صحيحًا وهي:
- ستر جميع بدن المرأة ما عدا الوجه والكفّين فهي من القضايا التي تعددت الأراء فيها
- ألّا يصف ولا يشف، لكي يكتمل الستر.
- خاليًا من العطر والبخور فقد نُهي عن التعطر للمرأة في الشرع .
- لا يحوي الزينة اللافتة لأن الحجاب قصده ستر الزينة أصلًا.
- ألّا يكون به تشبَه بملابس الرجال.
- ألّا يكون به تشبّه بغير المسلمات.
- ألّا يقصد به الشهرة بين الناس والتفاخر والاختيال.
وبهذه المواصفات، يكون لباس المرأة الشرعي، الذي نصّ عليه القرآن الكريم صراحةً والأحاديث النبوية الشريفة وكذلك العلماء والمجتهدين من بعدهم.