لماذا سمي البيت الحرام بهذا الإسم
البيت الحرام
يعدّ البيت الحرام أوّل بيتٍ وضع في الأرض للقيام بعبادة الله تعالى، حيث قال تعالى:(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، فهو بيتٌ مباركٌ عظيمٌ، فيه من الهدى الكثير، وفيه أمانٌ للنّاس، فمن يدخله يحظى بالأمان، ومن أسمائه: البيت الحرام، والبيت العتيق، والبيت المعمور، والكعبة ، والحرم المكّي، وغيرهم من الأسماء، كما يقع البيت الحرام في مكّة المكرّمة ، ويرتفع عن سطح البحر بحوالي 277م.
سبب تسمية البيت الحرام بهذا الاسم
إنّ تسمية المسجد الحرام الّذي يقع في مكّة المكرّمة بهذا الاسم يعود لسببٍ هامٍّ، وهو أنّ الله تعالى حرّم فيها القتال، وسفك الدّماء، ونفر الصّيد، والتّعرض للأشجّار بالإيذاء، والّتلف، والإضرار بها، فهي محرّمةٌ إلى يوم القيامة ، ولا يجوز التقاط اللّقطة إلّا من قبل من يعرفها ويعلم بها، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة: (إنَّ هذا البلدَ حرامٌ حرَّمهُ اللهُ لم يَحِلَّ فيه القتلُ لِأحدٍ قبلي وأُحلَّ لي ساعةً فهو حرامٌ بِحُرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ لا يُنَفَّرُ صيدُه ولا يُعضَدُ شوكُه ولا تُلتقطُ لقطتُه إلا من عَرَّفَها ولا يُختَلَى خلاهُ فقال العباسُ : يا رسولَ اللهِ إلا الِإذْخِرَ فإنه لِبيوتِهم ولِقَيْنِهم فقال : إلا الإِذْخِرَ ولا هِجرةَ ولكن جهادٌ ونيةٌ وإذا استُنفِرتم فانفِروا).
تطهير البيت الحرام
أمر الله تعالى بتطهير البيت الحرام، وورد ذلك في القرآن الكريم ، وفيما يأتي بيانٌ لأهميّة وكيفيّة تطهير البيت الحرام.
أهميّة تطهير البيت الحرام
إنّ تطهير البيت الحرام أمرٌ في غاية الاهميّة، وذلك لعدّة أسبابٍ تتمثّل فيما يأتي:
- أنّ البيت الحرام هو بيت الله تعالى، وأنّ الله قد أضافه إلى نفسه تعظيماً وإجلالاً.
- أنّ الله تعالى قد ربط تطهير البيت الحرام بعيادتين وفريضتين عظيمتين، وهما: الصّلاة ، والطّواف، ولا يمكن الإتيان بهذه العبادات من غير طهارة.
- أنّ المنتفع من تطهير البيت الحرام هو من يزوره، ويقصده، ويعتكف داخله، ويأتي من أجل أداء مناسك العمرة والحجّ .
كيفيّة تطهير البيت الحرام
إنّ تطهير البيت الحرام لا يرتبط فقط بتطهيره من الشّرك، بل يكون تطهيره أيضاً من كلّ ما يمكن أن يوصل بالإنسان لذلك، كالبدع، والشّبهات، وأيضاً تطهيره من الذّنوب والمعاصي المرتكبة، سواء كانت صغيرةً أم كبيرةً، معلنةً أم مخفيّةً وسريّة، ويكون التّطهير أيضاً من أيّ نجاسة، وهنالك بعض الوسائل الّتي تعين على تطهير البيت الحرام، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:
- عقد مجالس العلم الّتي من شأنها تنقية اعتقاد الإنسان وتفكيره، وتطهيره ممّا يدنّسه.
- تزكية جوانب الأخلاق في النّفس.
- أمر النّاس بالخير، وما فيه نفعٌ لهم، وما يوافق أحكام الشّريعة الإسلاميّة ، ونهيهم عن الفحشاء والمنكر.
- الحثّ على الاعتناء بالنّظافة الشّخصيّة، والّتي تمنع وجود النّجاسة، وتساعد على تطهيرها.
- تيسير الجوّ الملائم والمناسب الذّي فيه راحة وسكينة لمن يتواجد من أجل الصّلاة وإقامة العبادات.
آداب زيارة البيت الحرام
يتسارع المسلمون ويأتون من كلّ البلدان والأماكن طلباً وشوقاً لزيارة بيت الله الحرام، وهم سعداء، وفرحون لهذه الزّيارة، وهنالك بعض السّنن والآداب الّتي من الأفضل الّتحلي بها عند زيارة هذا البيت العظيم، ومن هذه الآداب ما يأتي:.
- الدّخول بالرّجل اليمنى، وأداء ركعتين تحيّةً للمسجد .
- الحرص على قول دعاء دخول المسجد والخروج منه.
- أداء مناسك العمرة ، والحرص على معرفة كيفيّتها قبل الأداء، وإذا كان المسلم يشعر بالإرهاق فمن الأفضل تأخير العمرة إلى حين شعوره بأنّه قد تحسّن، وإذا فعلها فمن السّنة أن يؤدّي المسلم طواف الوداع.
- تقبيل الحجر الأسود إن كان باستطاعة المسلم ذلك، فأحيانا لا يتسنّى له ذلك خاصّة في وقت الازدحام.
- دخول الحرم، وعدم مزاحمة الناس فيه.
- الحرص على النّظافة واجتناب الرّوائح الكريهة.
- أداء الأعمال الصّالحة، من صلاةٍ، وصيامٍ، وقيامٍ، وإخراجٍ للصّدقات ، وتلاوةٍ للقرآن الكريم، فالصّلاة في البيت الحرام تعدل مئة ألف صلاة.
- الكلام بصوتٍ خافتٍ، سواء إن كان الكلام على الهاتف، أو كان حديثاً بين الأفراد بعضهم البعض، وذلك إجلالاً، وتعظيماً، وإكراماً لمكانة الحرم، ولئلّا يضيق المسلم على المصلّين بصوته، ويُذهب خشوعهم.
- عدم إهمال موضوع النّية عند الارتواء من ماء زمزم، حيث ينوي المسلم شربه للماء إمّا بنيّة الشّفاء من الأمراض، أو حصول الرّزق، وغير ذلك.
- اجتلاب المسلم معه بعضاً من الكتب المفيدة، ككتب سير الصّحابة رضي الله عنهم، وكتب سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصّوتيات الهادفة، لكي تكون له منفعةً في وقت الفراغ.
- البقاء في الحرم إلى وقت شروق الشّمس، ثمّ الإتيان بعد ذلك بصلاة ركعتي الضّحى.
- عدم المرور أمام من يصلّون في الحرم.
- التّعامل الحسن مع المصلّين، ومع من يسعون للحفاظ على نظافة الحرم، ومقابلتهم بابتسامةٍ، ولينٍ، ورفقٍ، والتّحلي بخلقٍ حسن.
- قيام اللّيل، والإكثار منه خاصّة في الثّلث الأخير من اللّيل.
- التّوجه إلى الله تعالى بالدّعاء، والإلحاح في الطّلب، والخشية في ذلك، والدعاء عند الملتزم إذا كان بالإمكان؛ وهو المكان بين باب الحجر الأسود وباب الكعبة.
- هجر الذّنوب والمعاصي، والابتعاد عنها.
- الحرص على صون المسلم لسانه عمّا حرّم الله تعالى، وعمّا فيه إيذاءٌ للنّاس.
- إدارة الوقت، والحفاظ عليه، واستغلاله بما فيه نفعٌ وفائدةٌ، وعدم هدره بكثرة الخروج للأسواق القريبة من الحرم.
- الانتباه إلى الأطفال الصّغار عند اصطحابهم إلى الحرم.