لماذا خلقت حواء وآدم نائم
لماذا خُلقت حواء وآدم نائم؟
خلق الله سبحانه وتعالى حواء عليها السلام بينما كان آدم في الجنّة نائماً، وألقى الله تعالى عليه النّعاس لخلقها، ثمّ خلقها الله تعالى من شقّه الأيسر، ولما انتهى من خلقها ذهب عنه النّوم واستيقظ.
وقد اجتهد العلماء في الحكمة من خلق حواء وآدم نائم في أنّ الرّجل بطبيعته يكره الأمور التي تجعله يتألم ويتوجّع، فلم يرد الله أن يكره آدم حواء، فأراد أن يكون خلقها على آدم هيناً حتى يكون لها سكناً وروحاً، وعلى النّقيض فإن المرأة إن أحسّت بالألم وتوجّعت فإنها تحبّ ويزداد تعلقها بمن تألمت من أجله، ولذلك ترك الله آلام الولادة لتشعر بها المرأة وتكون متيقّظة وقتها؛ حتى تتعلق بأطفالها على الدّوام.
ممَّ خلقت حواء؟
خلق الله تعالى حوّاء عليها السّلام من أحد أضلاع آدم؛ فأخذه من شقّه الأيسر وأخرج حوّاء منه، وبعد ذلك لَأَمَ الله تعالى مكان هذه الضّلع الذي أخذه من آدم وأنبت مكانه لحماً، ثمّ سوّاها الله تعالى امرأة يسكن إليها آدم.
معنى اسم حواء وسبب تسميتها به
اسم حوّاء هو اسم مأخوذ من الحوّة التي تعني في اللّغة العربية السّمرة، أو الحمرة التي يشوبها سواد، ويطلق هذا اللّفظ على من يتميّز بسمرة الشّفاه أيضاً، أمّا عن سبب تسمية حوّاء عليها السلام لهذا الاسم، فقد ورد في ذلك أكثر من رأي كالتّالي:
- سمّيت حوّاء بذلك لأنّها خُلقت من حيّ، وهو زوجها آدم، كما أنّها سمّيت امرأة لأنها خُلقت من المرء.
- سمّيت بذلك لأنّ حوّاء هي أمّ كلّ حيّ من البشر.
- سمّيت بذلك لأنّ حوّاء كان لونها يميل إلى السّمرة.
- سمّيت بذلك لأنّ في شفتها حوّة أي سمرة.
- سمّيت بذلك لأنّ زوجة الرّجل غالباً تحوي زوجها وتتحمّله فكانت حوّاء له.
خَلق حواء عليها السلام
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، وقال تعالى: (هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها)، وقال سبحانه: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا).
تبين هذه النصوص القرآنية أنّ خلق حوّاء كان من جنس آدم نفسه؛ فقد خلقت أمّنا حواء عليها السلام من أحد أضلاع أبينا آدم عليه السلام، وكان الله تعالى يريد أن يخلق لآدم أنثى، حتى يأنس لها ويعيش معها في هذه الحياة، وتكون هي السند والقدر الذي يريد أن يعيش به في هذه الحياة الكبيرة، ولو خلق الله تعالى حوّاء من جنس آخر غير آدم لما حصل بين الرّجل والمرأة ألفة أبداً.
خلق الله تعالى حوّاء في الجنّة، بعد أن ألقى النّعاس على آدم ونام فلم يشعر بخروجها منه كي لا يتألّم ويكرهها، وقد خلقها الله تعالى من ضلعه الأيسر بعد أن استوحش في الجنّة؛ لتكون له مؤنساً وسكناً، وسمّاها الله حوّاء لأنّها خلقت من الحي.