كيفية كتابة قصة رعب
تهيئة البيئة المناسبة
يسأل المرء نفسه كيف أكتب قصة رعب، وقبل البدء بالكتابة ينبغي أن يكون المكان معروفًا لدى الكاتب حتى يكون لديه القدرة التامة على وصف المكان بجوانبه كافّة، ومن هنا يبدأ كاتب قصص الرعب بتصوير أجواء مليئة بالخوف والرعب؛ فمثلًا يُمكن جعل أحد المنازل الجديدة مكانًا للرعب أو مخيم صيفي يقع في منتصف الغابة أو داخل مدرسة كبيرة، أو داخل مزرعة في أحد المناطق النائية.
حيثُ يقوم الكاتب بإعطاء وصف دقيق للمكان، من أجل تهيئة الجمهور لتخيُّل المكان، خاصة عندما تواجه إحدى العوائل مذبحًا في المنزل وقد تناثرت في أرجائه الدماء والروائح النتنة، ومثل خروج أصوات مرعبة من الغرف المغلقة وخطوات مشي في الساحات الخلفية للمنزل أو المكان.
الاطلاع على قصص الرعب والاستفادة منها
من المفيد جدًّا إطلاع الكاتب على قصص رعب أخرى لكتاب آخرين برعوا في هذا المجال؛ وذلك للاستفادة من طريقة طرحهم للقصص التي كتبوها، واحرص على تدوين وكتابة الملاحظات بينما تقوم بالقراءة؛ وذلك لتسهيل عملية الرجوع إليها وقراءتها عندما تشرع بكتابة قصتك، كما أنه يتوجب أخذ الاقتباسات وتدوينها وقراءتها مرارًا وتكرارًا حتى يتكون لديك حصيلة لغوية وبعض المفردات التي تساعدك في ابتكار أفكار جديدة.
كما أنه يمكنك تكوين فكرة عن كيفية ترتيب المكان الذي ترغب في صياغة الأحداث فيه فهو من الأمور الضرورية، إنّ التعلم من الكُتاب العظماء سيتيح لك الفرصة لتُصبح كاتبًا بارعًا مثلهم في هذا المجال.
التفكير بالشخصيات
فكّر بالشخصيات جيّدًا، فليس من المعقول أن تلتزم بالشخصيات المرعبة التي ظهرت في وقتٍ مبكر مثل: الذئاب المتوحشة و القصص التي أبطالها مجموعة من مصاصي الدماء ، والأشباح والشياطين، والأطفال ذوي النزعة الشريرة والنظرات المرعبة، والأصوات الغريبة، وإنما ينبغي التوجُّه نحو أفكار لشخصيات جديدة وغريبة تبدو أكثر رعبًا وغموضًا، شخصيات تمتلك مميزات لم تكن موجودة من قبل مثل: الاختفاء والطيران والسير بطريقة مقلوبة أو على الجدران والحركة السريعة والغريبة.
كما أنه يمكن ابتكار شخصيات تمتلكُ سحرًا غريبًا في عينيها تسيطر على الناس بمجرد التحديق بها، أو لمسها شخصيات ذات أجساد مرعبة وقد تتشقق لمجرد لمسها أو النظر إليها.
استخدام التراكيب المناسبة
عندما تكتب قصة رعب فأنتَ ستقوم باستخدام الكثير من الوصف والصور والتراكيب المناسبة، فقصص الرعب تكون عادةً لإثارة التشويق لدى القارئ أو المشاهد، فهي لا تمتلك الشروط الواضحة للقصة، كما ينبغي التأكُّد من عدم وجود أيّ أخطاء في القصة، إلى جانب الاسترسال في استخدام أسلوب السخرية واستخدام الصور والتشبيهات والرمزية، فهي من العناصر الأدبية الشائعة في قصص الرعب.
وينبغي الكتابة بطريقة تصف الأحداث دون استخدام الصور، ممّا يُمكّن القارئ من تخيُّل ما يحدث دون مشاهدة الأحداث، وتستخدم الرموز لوصف ما تتحدث عنه القصة، وتوضيح المفارقات التي قد تحدث والكلمات التي تحمل نفس المعنى.
تطوير أفكار القصة
يستطيع كاتب القصة تطوير أفكار قصته من خلال البدء بمشهد من إحدى الأفلام، ومن تلك النقطة يبدأ بخلق أحداث جديدة وجعلها تبدو أكثر رعبًا وتشويقًا مثل: الشبح أو الموت أو العزلة أو الذئب، حتى ينتهي بك المطاف وقد أنشأتَ شخصيّة غاية في الغموض، متطورة وغريبة نوعًا ولكنها ذات مظهر طبيعي قليلًا، أو شخصية ذات مظهر مرعب وغريب ولكن تكون بعض أفعاله عادية.
كما يمكن تطوير المكان الذي يأتي منه الشيء المرعب، وذلك من خلال بدء القصة بمطاردة لا تعرف ما هو سببها أو كيف بدأت ومتى تنتهي، ويُمكن ذلك أيضًا عن طريق الدخول في متاهات غريبة والنزول إلى أماكن لا يعلم كيفية الخروج منها ولا متى تكون نهايتها.
الاستفادة من مخاوف الإنسان الطبيعية
من المفيد أن يستحضر الكاتب مخاوفه التي كبرت في داخله على مرّ الأيام، وذلك بتغذيتها وتنميتها وجعلها أكثر رعبًا، فقد يخاف الكاتب من المرتفعات أو الأماكن المغلقة أو يخاف من الأطفال فيخال أنّ هناك طفلًا نائمًا وما إن يلتفت للخلف حتى يجده جالسًا عى الأريكة يُتابع التلفاز، كما يمكن أن يتخيّل أنه في أعلى قمة جبل وأنّ وحشًا مرعبًا يطارده فإما أن يقفز أو أن يمسكه الوحش أو أن يستيقظ يجد نفسه بمفرده بمدينة معروف عنها الرعب مثل مدينة ديرينكويو في تركيا .
ومن الممكن أن يتخيل أيضًا أنّ الأبواب تُفتح وتُغلق وحدها دون وجود هواء في المكان أو أيّ مُسبّب آخر لتلك الحركة، علمًا أنّ تلك المخاوف الطبيعية لدى الكاتب يُمكن تسخيرها لتكون من أكثر المشاهد رعبًا، ممّا يجعل عقل القارئ يندمج مع ما يجول في بال الكاتب.
اختيار موقف عادي لخلق حدث مخيف
يُمكنك اختيار أيّ موقف عادي وتحويله إلى حدث مخيف، مثل أن تكون في يوم عادي وتقوم بنزهة في الحديقة المجاورة للمنزل، أو يكون اليوم عاديًا بينما تحضر بعض الطعام لتناوله، أو في أثناء زيارة صديق أو الذهاب إلى أماكن اعتدت على الوجود فيها، فتخيّل أنّك تجلس في حديقة ما ويلفّك الهدوء من كل جانب وإذا بك تجد على مسافة قريبة منك إصبع يد مقطوع وتملؤه الدماء.
أو أن تطير إحدى السكاكين الموجودة في المطبخ وتمرّ بجانب رأسك بينما تُعدّ الطعام، ينبغي معرفة كيفية تحويل موقف عادي في يوم هادئ إلى آخر مليء بالرعب، لذلك يتوجب عليك استخدام خيالك قبل البدء بالكتابة حتى تكون القصة مليئة بالتشويق والإثارة والمتعة والرعب.
أن يكون مسرح الأحداث معيقاً للشخصيات
عند كتابة قصة رعب احرص على معرفة استراتيجيات لكتابة قصة رعب، ومنها أن يكون مسرح الأحداث مكانًا لا يسهل التحرك فيه بسهولة أو الهروب منه، مثل أن تختار مقبرة أو غابة شائكة الأشجار وكبيرة جدًا أو منزل مهجور في منطقة معزولة، ويتكون هذا المنزل من طابقين أو ثلاثة.
ويُمكن أيضًا أن يكون المكان سوقًا تجاريًّا ضخمًا وكبيرًا ومغلقًا في ساعات متأخرة من الليل، لأنّ صعوبة الخروج من تلك الأماكن مع وجود معوقات كثيرة إحدى أهم وسائل التشويق والإثارة في قصص الرعب الأكثر تخويفًا، ولو تخيّلنا معًا أنه يُمكن للشخصيات الهروب بسهولة فإنّه لن يكون هناك أحداث تشويقية.