كيفية كتابة فقرة أدبية متكاملة
تحديد الموضوع الأساسي
إنّ المباشرة في فعل الكتابة يُلزم الكاتب في بدايته في الإعداد لنصه، وأولى خطوات التحضير والإعداد هو اختيار الموضوع الذي سيبنى النصّ عليه من حيث التعريف فيه وتناوله بالتحليل أو الوصف والشرح، ف لا بد للكاتب من وضع خطة للموضوع المراد الكتابة فيه ابتداءً من العنوان وصولًا إلى الخاتمة.
هناك بعض الاستراتيجيات التي تُساعد الكاتب على اختيار الموضوع مثل: تحديد سبب الكتابة، والفئة التي يريد إيصال موضوع الفقرة إليها، أو النظر في الشؤون الاجتماعية أو السياسية التي تمسّ الإنسان والتي تدفعه للتعليق عليها، وينصح بعد العزم على تحديد موضوع الكتابة أن يتأنى الكاتب في الوقت؛ إذ إنّ الأفكار ستبدأ بالظهور في ذهنه على مدار اليوم، إلى حين أن تنضج فكرة معينة يختار موضوعها فيشرع بالعمل.
تدوين الأفكار المرتبطة بالموضوع
خلال عملية التحضير للكتابة تدوّن الأفكار والملاحظات التي تُعنى بالموضوع المختار على ورقة خارجية، قبل البدء بكتابتها على الورقة النهائية أو طباعتها، إذ يُصنّف الكاتب هذه الأفكار بين ما هو لازم وضروريّ، وبين الأفكار التي لا تخدم النص، والتي يمكن الاستغناء عن طرحها، ثم يُعيد قراءة الأفكار المدوّنة والتعديل عليها حتى تتكامل وتنضج لتكون أكثر عمقًا وإقناعًا.
إذ إن عملية تدوين الأفكار التي تسبق الكتابة من الممكن أن يستجمع فيها الكاتب جميع الأفكار التي يريد تضمينها بالفقرة أو الصور الفنية والاقتباسات التي يحتاجها لتدعيم موضوعه.
تنظيم أفكار الفقرة
عند قراءة الأفكار التي يقوم النص عليها، لا بد من تنظيمها وترتيبها بدايةً بالمهم ثم الأقل أهمية، وتقديم ما يجب أن يبدأ به النصّ ولا بد من ذكره في البداية، وما يمكن تأخيره واختتام الفقرة الأدبية به، ومن خلال التخطيط والتنظيم اللذين يسبقان الكتابة من الممكن أن يصنع الكاتب صورة للفقرة والطريقة التي يريد أن يخرّجها بها.
البدء في الكتابة
بعد تحديد الموضوع واختيار الأفكار التي سيتم طرحها وتحديد الأولوية في الطرح من حيث البدء والختام، يشرع الكاتب في صياغة أفكاره وفقًا للنموذج الآتي:
- المقدمة أو العنوان.
- الجملة الابتدائية.
- الجملة الثانية.
- الجملة الثالثة.
- خاتمة الفقرة.
ومن أهم خصائص الكتابة الجيدة ما يأتي:
- سلامة اللغة واستعمال علامات الترقيم في أماكنها الصحيحة لتوضيح المعنى.
- سلامة المستوى النّحوي، لأنّ النص الذي تكثر فيه الأخطاء النحوية، يكون مزعجًا للقارئ ومضيعًا للمعنى.
- امتلاك المهارات اللغوية كالمجاز، والصور الفنية، والاستعارات، والدلالات، والفصاحة في اللغة.
أمّا عن طريقة الكتابة الجيدة فينصح بالآتي:
- وضوح الخط بحيث يكون مقروءًا في حالة الكتابة الورقية، وأن تكون الكلمات مستقيمة على سطر واحد.
- الحرص على التباعد بين الكلمات لتكون واضحةً للقارئ.
- مراعاة الحركات التي تفصل في المعنى وتغيّر به، فلا بد من وضعها في الأماكن الصحيحة لها.
جملة الموضوع
عند الشروع في كتابة فقرة أدبية، لا بدّ في بداية الموضوع من تبيان الفكرة الرئيسة التي تقوم عليها الفقرة، والتحدث بإيجاز عنها، أمّا إذا كانت الفقرة تطرح تساؤلًا تحاول الإجابة عنه، فلا بد من طرح السؤال في جملة الموضوع كهدف رئيسيّ للفقرة، لتأتي بعدها الجمل الداعمة في الإجابة عن هذا التساؤل.
الجملة الداعمة الأولى
تتمتع الجملة الأولى في الفقرة بأهمية بالغة، وذلك لكونها الواجهة التي تحفز القارئ على متابعة القراءة، ولا بد أن يتوافر فيها عنصر التشويق للقارئ، كالبدء بسؤال على سبيل المثال، ويجب أن تتضمن إيحاءً بطبيعة الموضوع الذي تتناوله الفقرة، ومن المهم أن تتمتع بصياغة أسلوبية حَسَنة، ولغة محكمة خالية من الأخطاء.
الجملة الداعمة الثانية
تُخصص الجملة الثانية في الفقرة لدعم النقطة الأولى المطروحة، ومساندة موضوعها، فإن كانت الجملة الأولى تطرح قضية ما وتريد تأييدها، فإنّ مهمة الجملة الثانية هي إبراز المميزات الإيجابية لهذه القضية، ومحاولة إبراز الأسباب التي دفعت الكاتب لتأييدها أو الدفاع عنها.
الجملة الداعمة الثالثة
تأتي الجملة الثالثة في الفقرة لتدعم ما طُرح في الجملة الثانية، ففي مثالنا السّابق يمكننا تخصيص الجملة الثالثة في الحديث عن التأثير الإيجابي للقضية المطروحة، وكيف خدمت المجتمع بما تحمله من مميزات، وكيف استفاد الكاتب من إيجابيات هذه القضية.
لا بدّ لكاتب الفقرة أن يعرف متى يختم الجملة الداعمة، والطريقة التي يتنقل فيها من جملة إلى أخرى؛ إذ إنه من الممكن أن يستخدم بعض الكلمات الانتقالية، لتساعده على ربط الجمل ببعضها وتشكيل فكرة متماسكة.
جملة الخاتمة
تقدم الجملة الختامية في العادة ملخصًا حول أهم الأفكار التي وردت في النص، ليظل القارئ متذكرًا لها، دون الوقوع في خطأ التكرار للجمل التي وردت في الفقرات السابقة، ومن البراعة أن تُكتب الفقرة الختامية دون التطرق لأيّ عبارات قد تُشعر القارئ بأنها محاولة من الكاتب لفرض رأيه عليه، أو أنّه يسخر من آراء الآخرين، أمّا إذا تم ابتداء النصّ بسؤال فلا بد من ذكر الاستنتاج والجواب عند الوصول إلى الجملة الختامية، كما أنّه من المستحسن ألّا تُكتب الجملة الختامية، إلا بعد قراءة ومراجعة النص كاملًا، لاختيار ما يجب التنبيه إليه في الخاتمة.
تحرير وتدقيق الفقرة
يُستحسن دائمًا أن يُراجع الكاتب نصه ويدققه قبل أن يصدّره للآخرين أو قبل طباعته حتّى، فيحذف، ويضيف، ويعّدل، وفق ما يراه مناسبًا، من خلال قراءة الفقرة مرة أو عدة مرّات، حتى يتبين وجود الهفوات النحوية أو الإملائية واللغوية في أثناء عملية تحريره للفقرة المكتوبة، فقد يحسّن الكاتب بذلك أسلوب النصّ ويجعله أكثر سلاسة وتعبيرًا، ليطرح على نفسه سؤالًا في النهاية: هل تم التعبير عن الأفكار جميعها بصورة مناسبة؟ وهل كانت الألفاظ المستخدمة تخدم المعنى المطلوب بشكل دقيق؟ إذ تستدعي الإجابة بالنفي إعادة مراجعة الفقرة وتعديلها، إلى أن يصل الكاتب إلى الاقتناع بها.