كيفية كتابة البحث العلمي من الناحية الشكلية
كيفية كتابة البحث العلمي من الناحية الشكلية
يتطلب البحث العلمي سلسلة من الإجراءات المحددة للوصول إلى صياغة نتائج وحقائق علميّة يُمكن الإفادة منها، والتي تكون وفق ترتيبٍ تسلسلي واحدٍ في جميع البحوث، مع بعض الفوارق بالتفصيلات، والتي تتطلبها نوع الدراسة والمنهج المُتبع، فيما يلي سنتعرف على الناحية الشّكلية للبحث العلمي، والذي يكون عادةً في البحوث العلمية المنشورة بالمجلات المحكمة، وتلك المعدة لنيل أطروحة الدكتوراه والماجستير.
كتابة عنوان البحث
تُعد عملية كتابة العنوان في البحث العلمي، أولى الخطوات التي يشرع فيها الباحث ، بصياغة بحثه، بعد الانتهاء من جمع البيانات وتحليلها، تمهيداً لتفريغ الجهد العلمي المبذول قبل كتابة البحث بشكله النهائي، إذ تتطلب عملية كتابة العنوان من الباحث عدة متطلبات على النحو الآتي:
- أن يكون العنوان، فريداً وغير مُقلد لدراسات سابقة.
- أن يُحدد العنوان مشكلة البحث.
- على الباحث التنبه إلى أن العنوان يجب أن يكون قصيراً قدر الإمكان.
- على الباحث تحديد مجتمع الدراسة وزمن الدراسة عند صياغة العنوان، وربما يترك الباحث تحديد العينة إلى خطوةٍ لاحقة.
كتابة الملخص
يشرع الباحث، ب كتابة ملخص البحث باللغتيّن العربية والإنجليزية، في الأبحاث العربيّة على وجه الخصوص، ويمكن كتابة الملخص باللغة الأم والإنجليزية، عند أي باحثٍ، لا تتجاوز مساحته الصفحة، يعرض فيها أهداف الدراسة، وأهم النتائج التي تمخضت عنها دراسته، بصورةٍ سلسة، ويورد فيها معلومات عن اسم الباحث والجهة المعدة للدراسة.
كتابة خلفية الدراسة وأهميتها
تُعد خلفية الدراسة وأهميتها، أول فصلٍ بالدراسات والأبحاث العلمية، ويتفرع عنها عدة مواضيع متسلسلة، نوضحها بالتسلسل في النقاط الآتية:
المقدمة
تُكتب المقدمة، في نهاية العمل البحثي، إلا أنها توضع في مقدمة البحث ضمن "خلفية الدراسة"، وتقدم المقدمة لمحة عن البحث، وموضوعه، ودوافع الباحث الذاتية في اختيار عنوان البحث، ويمهد فيها الباحث للبحث، حيث تظهر المقدمة مهارات الباحث الأدبية والمعلوماتية، وقدرته على تقديم البحث بصورةٍ جيدة.
مشكلة الدراسة
مشكلة الدراسة هي مسألة أو قضية تتعلق باتجاه أو ميل أو موقف إنساني يهم جماعة أو أكثر، تسترعي الانتباه والجدل، تثير الرغبة بالبحث وقد تفضي لفعلٍ إصلاحي أو تعويضي أو تكييّفي، يقوم الباحث بدراستها في بحثه، ويحددها بصورةٍ واضحة في هذه الخطوة.
أهداف الدراسة
تقوم أهداف الدراسة غالباً، على معرفة الواقع الفعلي لمشكلة الدراسة، والسعي لوضع حلول للمشكلة، وإثراء المكتبة العلمية حيال المشكلة، والخروج بنتائج وتوصيات يُستفاد منها في خطواتٍ لاحقة.
أهمية الدراسة
يسعى الباحث هنا، إلى أعرض محددات دراسته مقارنة بالدراسات السابقة، بصورةٍ يعكس فيها الباحث، قوةَ دراسته وبحثه، في تقديم ما هو جديد في الميدان العلمي الذي تدور حوله، ويجيب الباحث على سؤال "لماذا اختار العنوان هذا بالذات"، وبماذا يمتاز عن غيره من البحوث.
فرضيات وأسئلة الدراسة
يلجأ الباحث لصياغة مجموعة من الأسئلة، يسعى من خلال الدراسة الإجابة عنها، وتعكس الأسئلة مشكلة الدراسة وموضوعها، ووفي حين تخلو بعض الدراسات من الأسئلة إلا أنها تتضمن فرضيات تحقق ذات الغرض، وتتم صياغة الفرضيات بشكلٍ سلس، ويسهل قياسه، وتتضمن الفرضيات غالباً متغيراً مستقلاً وتابع، منسجمة مع النظريات العلمية الشائعة حول الموضوع، يسعى الباحث خلال البحث لتحقق من مدى صدقها.
مصطلحات الدراسة
هي كلمات مركبة أو مفردة، ذات معنى عند الباحث فتكون مصطلحات إجرائية خاصة بالدراسة، أو أنها تكون ذات معنى لغوي يرجع في استقاء معناها من المعاجم اللغوية، أو المعاجم العلمية إذا كان لها معنى علمي محدد، ويختم الباحث فيها الفصل المتعلق بخلفية الدراسة وأهميتها.
كتابة الإطار النظري والدراسات السابقة
يستعرض الباحث في هذا الفصل، الأبحاث والدراسات السابقة، والنظريات التي فسرت وقدمت إضافات في مجال الدراسة التي يقوم بها الباحث، وتختلف تلك النظريات والدراسات حسب موضوع الدراسة التي يعمل عليها الباحث، ويقدم الباحث نتائج تلك الدراسات السابقة، وأراء رواد النظريات الذين تحدثوا عن ذات موضوع البحث، ويشترط في هذا الفصل أن تصاغ الفقرات بشكل منطقي وموضوعي، ووفق ترتيبٍ مُعين.
كتابة المنهجية والتصميم
يشرع الباحث خلال هذا الباب الختامي، في نقل جهده العلمي المبذول، ووفق الخطوات الآتية:
- منهجية الدراسة
يشرع الباحث هنا بتحديد خطوات المنهج العلمي التي لجأ إليها، في عملية جمع البيانات، وفقاً لأهداف وفرضيات الدراسة، فمن الممكن أن يكون الباحث قد لجأ للمنهج التاريخي أو التحليلي، أو دراسة الحالة، فإنه هنا يشرح بالتفصيل الخطوات المنهجية التي قام فيها.
- مجتمع وعينة الدراسة
يحدد الباحث المجتمع الذي يدرسه، والعينة التي اختارها وطريقة اختياره للعينة، بغية تحقيق أهداف دراسته.
- صدق وثبات الأداة
يحدد الباحث الإجراءات التي عمل عليها سعياً منه للتحقق من مدى صدق وثبات أداة الدراسة التي عمل عليها.
كتابة عرض النتائج ومناقشتها والتوصيات
يقوم الباحث هنا ببناء التحليل الرياضي والعلمي لدراسته، مستعيناً بأدوات التحليل الإحصائي المناسبة، ويعمل على مطابقة النتائج والتي تدرج عادة على شكل جدول أو رسوم بيانية، وحسبما تقتضيه منهجية الدراسة، مع الدراسات السابقة ونتائجه مظهراً النتائج التي توصل إليها، في قياسه لأسئلة وفرضيات الدراسة، والتوصيات هي الحلول التي يراها الباحث مهمة لمعالجة مشكلته البحثية، بعدما أتم استعراض نتائج دراسته.
كتابة الملاحق
تتضمن كتابة الملاحق كتابة المصادر والمراجع التي عاد إليها الباحث في دراسته، وتكون وفق آلية معينة غالبا تكون باسم المؤلف ثم سنة النشر وعنوان المؤلف والجهة المسؤولة والدولة التي تم النشر فيها، والتقارير التي رافقت تطبيق الدراسة، كما تتضمن كتابة أداة الدراسة إذا كانت استبانة.