كيفية علاج تقوس الساقين
كيفية علاج تقوس الساقين
تظهر ساقي المصاب بتقوس الساقين (بالإنجليزية: Bowlegs) أو ما يعرف بالركبة الفحجاء الخلقية (بالإنجليزية: Congenital genu varum) بشكلٍ منحنٍ للخارج، بحيث تكون الركبتان متباعدتان حتى أثناء جمع الكاحلين معًا، وتتعدد الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج تقوس الساقين فتضمن الأدوية، أو العلاجات المساعدة، أو الإجراءات الطبية والعمليات الجراحية، ويهدف العلاج إلى منع تطوّر المرض، وتصحيح محاذاة الأطراف، وتجنب عودة التقوس بعد العلاج، وفي سياق الحديث يجدر التنويه إلى أنّ اختيار العلاج المناسب يعتمد على عدة عوامل منها: عمر المصاب، وشدة تقوس الساقين، والتاريخ المرضيّ للشخص المعنيّ، والصحة العامة لديه، وسبب الإصابة بتقوس الساقين، وتحمله للعلاجات المتاحة، واحتمالية تأثّر حركته على المدى البعيد.
المتابعة والملاحظة
تُعد المتابعة الأولية والملاحظة من قبل الأهل (بالإنجليزية: Observation) الخيار العلاجيّ الأول لمعظم حالات تقوس الساقين لدى الأطفال، إذ يختفي تقوس الساقين في أغلب الحالات من تلقاء ذاته مع تطور الطفل ونموه بشكلٍ طبيعي، كما يمكن اللجوء للجراح المختص بعظام الأطفال (بالإنجليزية: Pediatric orthopedist) لمتابعة الحالات الخفيفة من تقوس الساقين ووصف الدعامات الطبية المخصصة لتصحيح زوايا الساق بالتدريج، ويجدر التنويه إلى أهمية متابعة الأهل للساقين ومدى التحسن فيهما عن طريق إجراء فحوصات تصويرية لساقيّ الطفل كل ست أشهر، ومراجعة الطبيب لتقييم الحالة الطبية في حال ملاحظة الأهل ما يأتي:
- زيادة الحالة سوءًا، أو معاناة الطفل من التقوس الشديد في الساقين.
- المعاناة من التقوس في ساقٍ واحدة فقط.
- تطور التقوس بعد بلوغ الطفل سن الخامسة.
- قُصر طول الطفل الشديد نتيجة التقوس.
- معاناة الطفل من انحراف القدم للداخل أثناء المشي (بالإنجليزية: In-toeing).
العمليات الجراحة
قد يلجأ الطبيب لإجراء العمليات الجراحية للطفل لتصحيح تشوهات العظام الناتجة عن تقوس الساقين؛ فكما ذكرنا سابقًا أنّ معظم حالات تقوس الساق تختفي من تلقاء ذاتها ولا تحتاج اللجوء للعمليات الجراحية، إلّا في الحالات التي لا يختفي تقوس الساقين فيها عند بلوغ الطفل لسن المراهقة، أو في الحالات التي تتسبب بتشوهات شديدة في ساق الطفل، وفي الحقيقة يعد اللجوء للعمليات الجراحية ضروريًا في حال معاناة الطفل من مرض الكساح (بالإنجليزية: Rickets) أو مرض بلونت (بالإنجليزية: Blount's disease)؛ إذ يحتاج الأطفال المصابون بمرض بلونت لعملية جراحية في سن الرابعة، وذلك في حال تطوّر الحالة المرضية حتى مع استخدام الدعامات الطبية المخصصة، فقد تساعد الجراحة على منع تدهور الحالة الصحية، أو حدوث تلف دائم في منطقة نمو عظم الساق، كما قد يُلجأ للجراحة لعلاج تقوس الساق لدى الأطفال الأكبر سنًا، وفي الحقيقة يشار إلى أنّ معدل نجاح العمليات الجراحية المستخدمة لعلاج تقوس الساق عالي جدًا، ومع ذلك لا يفضل اللجوء إليهما إلّا عند الحاجة الملحة وفي العمر المناسب، وتنقسم الإجراءات الجراحية المتبعة لتصحيح تقوس الساقين لنوعين رئيسيين، وهما كالآتي:
- عملية تعديل مراكز النمو: أو ما يُعرف بعملية النمو الموجه، أو عملية تعديل سرعات النمو (بالإنجليزية: Hemiepiphysiodesis temporary arrest)، وهي أكثر أنواع الجراحات المستخدمة لعلاج تقوس الساقين، وتُجرى من خلال وضع صفيحة صغيرة وبرغيين على طول صفائح النمو المتواجدة في نهاية العظام الطويلة، والمسؤولة عن زيادة طول العظام مع نمو الطفل، مما يؤدي إلى إبطاء عملية النمو على جانب واحد من هذه الصفائح، وبالتالي تصحيح وضع التقوس تدريجيًا مع نمو الطفل، ويشار إلى أنّ هذا الإجراء يعد بسيطًا وسهلًا وقابلًا للإرجاع ويصاحبه فقد القليل من الدم، ويجدر التنويه إلى أنّ تصحيح التقوس يحتاج لفترة تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا، وسيتمكن الطفل من المشي بعد العملية مباشرةً دون الحاجة لاستخدام قوالب أو دعامات.
- قطع عظم قصبة الساق: (بالإنجليزية: Tibial osteotomy) تُجرى هذه العملية من خلال قطع عظمة قصبة الساق التي توجد مباشرةً أسفل الركبة، ويعاد تشكيلها لتصحيح المحاذاة بين الساقين، ثم تُثبّت عظمة قصبة الساق مكانها خلال فترة التعافي؛ إما باستخدام إطار خارجي يوضع على الجزء الخارجي من الساق أو صفيحة داخلية وبراغي طبية، وقد يكون من الضروري استخدام العكازة الطبية لبعض الأسابيع بعد إجراء العملية، كما يمكن وضع ضماد من الجبس الطبي لحماية العظام أثناء التعافي في بعض الحالات، ويمكن القيام ببعض تمارين العلاج الطبيعي حسب توصيات الطبيب كمحاولة لاستعادة قوة العظمة وحركاتها، ووسيوضّح الطبيب للمُصاب الوقت الذي يحتاجه للتعافي والقدرة على العودة لممارسة الأنشطة اليومية.
علاج المسبب
قد يعود سبب الإصابة بتقوس الساقين في بعض الحالات للإصابة بمرض معين، لذلك يفضل استشارة الطبيب لمعرفة السبب وتحديد العلاج المناسب، ومن الأمثلة على هذه الأمراض وعلاجها ما يأتي:
- مرض بلونت: يتضمن علاج هذا المرض الإجراءات الجراحية وغير الجراحية معًا، مثل ارتداء دعامة خاصة معروفة باسم تقويم الركبة والكاحل والقدم المعدل (بالإنجليزية: Modified knee-ankle-foot orthosis) بمعدل 23 ساعة في اليوم ليلًا ونهارًا، مما يزيل الضغط في منطقة الركبة، وبالتالي ستسمح لساقيّ الطفل بالنمو بشكل طبيعي، ويشار أن استخدام الدعامة لوحدها قد يصحح التقوس دون اللجوء للجراحة لدى الأطفال الصغار.
- الكساح: يعتمد علاج مرض الكساح على المسبب، ففي حال كون الوراثة هي السبب الأساسي للكساح فتجدر استشارة أخصائي الغدد الصماء ليحدد طريقة العلاج المناسبة، أما في حال كون سبب الإصابة بالكساح نقص فيتامين د والكاليسوم فيمكن علاجه من خلال إضافة فيتامين د والكالسيوم للغذاء أو أخذ المكملات الغذائية التي يُوصى بها الطبيب.
دواعي مراجعة الطبيب
تجب زيارة الطبيب في حال معاناة الطفل من أحد هذه المشاكل ومنها ما يأتي:
- تجاوز عمر الطفل السنتين مع معاناته من سيقان شديدة التقوس.
- معاناة الطفل من ألم عند المشي.
- عرج الطفل عند المشي.
- معاناة الطفل من التقوس في ساق واحدة فقط.
فيديو علاج تقوس الساقين
قد يؤدي تفاقم هذه المشكلة أحياناً إلى مشاكل بالمشي :