كيفية علاج الآم الرقبة
كيفية علاج آلام الرقبة
آلام الرقبة، أو ألم الرقبة ، أو وجع الرقبة، أو ألم العنق هو الألم والانزعاج في أحد مكونات الرقبة المختلفة من عضلات، وأعصاب، وعظام، ومفاصل، والأقراص بين فقرات الرقبة، وهي من المشاكل الصحيّة الشائعة، ويُشار إلى أنّ أغلب آلام الرقبة الخفيفة الى المتوسطة تستجيب جيدًا للرعاية الذاتية خلال أسبوعين أو ثلاثة، أمّا في حال استمرار الألم فقد يُوصي الطبيب ببعض العلاجات الأخرى.
علاج آلام الرقبة بتغير نمط الحياة
للأنشطة المتّبعة خلال اليوم وطريقة النوم ليلًا دورٌ في التسبّب بألم الرقبة؛ فمثلًا إنّ النوم بطريقة خاطئة يؤدي إلى شدّ عضلات الرقبة، وبالتالي فإنّ آلام الرقبة الناجمة عن مشكلة في نمط الحياة المُتبع يُنصح بإعطائها الوقت لتُشفى من تلقاء نفسه، مع إمكانيّة اتّباع بعض النصائح للمساهمة في التخفيف من الألم ومتابعة النشاط اليوميّ بشكلٍ طبيعيّ.
تمارين الرقبة المنزلية
في حال المعاناة من التواء أو تشنّج الرقبة يمكن إجراء بعض التمارين والحركات التي تساهم في تعزيز قوّة العضلات، والتخفيف من الألم، وزيادة مدى حركة الرقبة، مثل شدّ عضلات الرقبة برفق مع تحريك الرأس للأعلى والأسفل وإلى اليمين واليسار.
الكمادات الدافئة والباردة
تساهم الكمّادات الدافئة والباردة في التخفيف من تشنجّ العضلات ويمكن التبديل فيما بينها، ويُنصح بوضع كمّادات الثلج الملفوف بقطعة قماش خلال أول يومين أو ثلاثة للتخفيف من الانتفاخ، ويمكن وضع الكمّادات الباردة على منطقة الألم لمدة 10-15 دقيقة كل عدّة ساعات، وتجنّب وضع الثلج على الجلد مباشرةً، ثم الاستعانة بالكمّادات الدافئة أو الاستحمام بالماء الدافئ للمساعدة في عملية الشفاء، ويُنصح بتطبيقها لمدة 20-30 دقيقة عدّة مرات يومياً، ويمكن الاستعاضة عن الكمادات الدافئة بقربة الماء أو قوارير الماء الدافئة.
اتخاذ وضعية الجسم المناسبة
يجب الحرص على اتّخاذ وضعيّة جسدية مناسبة وصحيّة خصوصاً خلال أوقات العمل أو الجلوس المطوّل أمام جهاز الحاسوب، لذلك يجب الحرص على الجلوس بطريقة صحيّة وتجنّب حني الرأس أو إمالته إلى الأمام، وكذلك تجنب حني الظهر، بالإضافة الى رفع مستوى الركبتين إلى مستوى الحوض باستخدام مسند القدمين، ويمكن استخدام سمّاعات الأذن في حال الحاجة إلى التحدّث عبر الهاتف لفترات طويلة لتجنّب حني الرقبة باتجاهٍ واحدٍ بشكلٍ مستمر، ويمكن تعديل مستوى شاشة الحاسوب لتجنّب حني الرقبة أثناء النظر إليها، وينصح برفع المواد المقروءة إلى مستوى العين لتجنّب الانحناء.
النصائح الأخرى
من النصائح والتغييرات الأخرى التي يمكن إجراؤها للمساهمة في التخفيف من ألم الرقبة ما يأتي:
- التوقف عن ممارسة الأنشطة الجسدية الاعتيادية في الأيام القليلة الأولى، إذ يساعد ذلك على تهدئة الأعراض وتخفيف الالتهاب.
- الامتناع عن التدخين لما له من دورٍ في إلحاق الضرر بالعمود الفقريّ، وإبطاء عمليّة الشفاء.
- إنقاص الوزن الزائد بسبب تأثيره في العمود الفقريّ.
- تجنب استخدام دعائم الرقبة إلّا إذا أوصى الطبيب بذلك، وفي حال أوصى الطبيب بها فيجب الحرص على عدم استخدامه لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة أو لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، فقد يؤدي الى الضرر أكثر من الفائدة.
- تجنّب القيام ببعض الأنشطة مثل حمل الأوزان، والسحب، واللكم، والانحناءات المتكرّرة لعدّة أيّام.
- تجنّب قيادة المركبات في حال عدم القدرة على تحريك الرأس يمينةً ويُسرةً حتى يستعيد المصاب القدرة على تحريكها بشكلٍ كامل، وفي حال القدرة على قيادة المركبة يُنصح بتعديل مسند الرأس لضمان تدعيم الرأس والرقبة.
- النوم على وسادة مريحة، وداعمة للرقبة، وتجنّب الوسائد الطريّة لتجنّب تمدّد عضلات الرقبة.
- تجنّب النوم على البطن.
علاج آلام الرقبة طبيًّا
في حال عدم نجاح الطرق السابقة في التخفيف من ألم الرقبة يُلجأ إلى الخيارات الطبيّة للتخفيف من الألم، ويعتمد تحديد الطبيب للعلاج المناسب على وجود أو عدم وجود مشكلة صحيّة مسببة لهذا الألم.
العلاجات الدوائية
من العلاجات الدوائيّة التي قد تساهم في التخفيف من ألم الرقبة ما يأتي:
- مسكنات الألم: يوجد عدد من مسكنات الألم التي يمكن استخدامها لتخفيف آلام الرقبة، وغالباً ما تُستخدم بالتزامن مع الإجراءات الأخرى، وتساعد هذه الأدوية على التخفيف من الألم والانزعاج لتمكين الشخص من ممارسة الأنشطة اليوميّة بشكلٍ طبيعيّ، ومن هذه الأدوية ما يُؤخذ دون وصفة طبية، مثل: دواء باراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) ومضادّات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs، مثل دواء آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)،ويُشار إلى توفّر مسكنات الألم المضادّة للالتهاب على شكل كريم أو جلّ موضعيّ، ويمكن استخدام الباراسيتامول مع مضادات الالتهاب اللاستيرويدية مع بعضهما لعلاج آلام الرقبة الأكثر شدّة. وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى وصف المسكنات القويّة مثل دواء كوديين (بالإنجليزية: Codeine) لفترة محدودة في حال عدم قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليوميّة بشكلٍ طبيعيّ.
- مضادّات الاكتئاب: في حالات ألم الرقبة التي لا تستجيب لمسكنات الألم، أو الألم الذي يشتدّ ليلًا، أو الناجم عن ضغطٍ أو ضررٍ في جذور الأعصاب في الرقبة قد يصف الطبيب نوعًا محدّدًا من مضادّات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) المعروفة بمضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressant).
- مُرخيات العضلات: قد يصف الطبيب أحد أنواع مرخيات العضلات (بالإنجليزية: Muscle relaxant) للتخفيف من تشنجات العضلات وكذلك لزيادة مدى الحركة في حال وجود شدّ عضليّ في الرقبة.
- الستيرويدات الموضعية أو الفموية: تساهم أدوية الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids) في التخفيف من التهاب وتورّم الأعصاب، وقد تساعد هذه الأدوية على التخفيف الفوري للألم خلال يوم واحد فقط، ولكن تجدر استشارة الطبيب قبل أخدها.
الإجراءات الطبية
من الإجراءات الطبية التي تساهم في التخفيف من ألم الرقبة ما يأتي:
- العلاج الفيزيائيّ: يساعد العلاج الفيزيائيّ (بالإنجليزية: Physical therapy) على تسريع الشفاء، والوقاية من تكرار الإصابة، ويقوم مبدؤه على توضيح بعض التقنيّات المناسبة لحمل الأشياء، وكيفية المشي ، إضافة إلى تعليم كيفية ممارسة تمارين تمديد وتقوية عضلات الرقبة، والمعدة، والذراعين.
- التحفيز الكهربائيّ للعصب عبر الجلد: (بالإنجليزية: Transcutaneous electrical nerve stimulation) واختصاراً TENS وفيه تُثبّت أقطاب كهربائيّة على الجلد قرب منطقة الألم لإرسال نبضات كهربائيّة صغيرة قد تساهم في التخفيف من الألم.
- الجرّ: (بالإنجليزية: Traction) يتمّ في هذه التقنية استخدام الوزن لتمديد الرقبة بلطف تحت إشراف الطبيب المختص والمعالج الفيزيائيّ، وتساهم هذه الطريقة في التخفيف من بعض آلام الرقبة خصوصاً الناجمة عن تهيج جذور الأعصاب.
- العلاج بالليزر منخفض المستوى: (بالإنجليزية: Low-level laser therapy) واختصاراً LLLT، نادراً ما يُلجأ إلى هذه الطريقة في العلاج، وفيها يُوجّه إشعاع ليزر لاحراريّ إلى مكان الألم، ممّا يساهم في التخفيف منه في بعض الحالات.
- الاستئصال الراديويّ: (بالإنجليزية: Radiofrequency ablation) يهدف هذا الإجراء الى اعتراض إشارات الألم أثناء انتقالها عبر الأعصاب، ولكن لا يوجد دليل قويّ على فاعليّة هذه الطريقة.
الحقن الستيرويدية
كما ذكرنا سابقًا فإنّ الستيرويدات فعالة للغاية في التخفيف من الألم والالتهاب الذي قد يُرافق ألم الرقبة، وفي بعض الحالات قد يُلجأ إلى الحُقن الستيرويديّة (بالإنجليزية: Corticosteroids injection)، حيث تُحقن في عضلات ومفاصل الرقبة، أو في المنطقة المحيطة بجذر العصب، أو في حيز فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural space)؛ وهي المنطقة التي تفصل بين الفقرات والغلاف الخارجيّ للحبل الشوكيّ ، وغالباً ما تُخلط هذه الأدوية مع مُخدّر ألم موضعيّ، ويمكن استخدام الحُقن الستيرويدية في علاج آلام الرقبة الناتجة عن أيّ من المشاكل الآتية:
- الانْقِرَاصُ أو الانزلاق الغضروفيّ (بالإنجليزية: Disc herniation).
- ألم والتهاب المفاصل الوجيهية وهي المفاصل التي تفصل بين فقرات الرقبة.
- نقاط التحفيز العضليّ (بالإنجليزية: Trigger points)؛ وهي عبارة عن مناطق صلبة تشبه العقدة في العضلات تنتج عن الإجهاد المتكرّر للعضلات وتسبّب الألم عند اللمس.
- تهيّج جذر العصب العنقيّ والناجم عن احتكاك شظايا من القرص أو النتوءات العظميّة مع جذر العصب الشوكيّ في موقع خروجه من الحبل الشوكيّ.
الجراحة
في بعض الحالات النادرة قد يُلجأ للجراحة لعلاج ألم الرقبة كالألم الناجم عن انضغاط جذر العصب أو الحبل الشوكيّ، وتوجد عدّة خيارات جراحيّة، مثل: استئصال القرص (بالإنجليزية: Discectomy) ودمج الفقرات (بالإنجليزية: Spinal fusion) وهما أكثر أنواع العلاج الجراحيّ شيوعاً، ويعتمد تحديد نوع الجراحة المناسب على عدد من العوامل، مثل وجود ضغط على الحبل الشوكيّ أو على جذر العصب الشوكيّ، وحالة القرص المتضرّر، بالإضافة إلى العُمُر، ومدّة الضرر، ووجود مشاكل صحيّة أخرى، وفيما إن كان قد أُجري للشخص جراحة في فقرات العنق سابقًا، ويمكن اللجوء إلى العلاج الجراحيّ في الحالات الآتية:
- عدم نجاح العلاجات غير الجراحيّة.
- زيادة الأعراض العصبية، والتي تشمل الذراعين والساقين.
- صعوبة المشي أو المحافظة على التوازن .
- عدم وجود مشكلة صحيّة أخرى يعاني منها الشخص المصاب.
تجب الموازنة دائمًا بين فوائد ومخاطر العمل الجراحيّ بعناية، وعلى الرغم من أنّ الجراحة تُظهر تخفيفًا ملحوظًا لألم الرقبة لدى نسبة كبيرة من المرضى، الّا انّه لا يمكن ضمان فاعليّتها لجميع المرضى، لذلك قد يُكتفى بالعلاجات غير الجراحية لمدّة تصل إلى 6-8 أسابيع متواصلة قبل اللجوء إلى الجراحة.
علاج آلام الرقبة المزمنة
برامج إعادة التأهيل
تُصمّم برامج إعادة التأهيل بشكلٍ يتناسب مع احتياجات الشخص في حالات ألم الرقبة المزمن، أو الشديد، أو المُسبّب للعجز، ويعتمد تحديد نوع البرنامج على نوع وشدّة الألم، أو الإصابة، أو المرض، ويعتمد نجاح البرنامج على المشاركة الفاعلة للشخص وعائلته، ويهدف هذا العلاج إلى استعادة أعلى مستوى ممكن من الحركة والقدرة على القيام بالمهامّ، والسيطرة على الألم، وتحسين جودة حياة هذا الشخص، وقد يتضمّن برنامج إعادة التأهيل ما يأتي:
- تحديد التمارين المناسبة لزيادة قوة العضلات، ومدى الحركة، والمرونة، والقدرة على التحمّل.
- تقنيّات السيطرة على الألم.
- تقديم استشارات الإقلاع عن التدخين.
- تثقيف وإرشاد المريض وعائلته.
- إعادة التدريب على الحركة والمشي.
- السيطرة على الإجهاد والتوتّر.
- تقديم الاستشارات المهنيّة.
- تقديم الاستشارات الغذائيّة.
- اتخاذ الإجراءات اللازمة والتعليمات للوقاية من إصابات العمل.
العلاجات النفسية والعقلية-الجسمية
توجد مجموعة من العلاجات النفسية والعقلية-الجسمية التي قد تساهم في التخفيف من ألم الرقبة المزمن؛ مثل العلاج المعرفيّ السُّلوكيّ (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) واختصاراً CBT؛ وهو علاج يتضمّن معالجة وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمخاوف حول الألم والمشكلة الصحيّة، وتعلمّ التفكير بإيجابيّة، وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها، ويمكن إجراء الجلسات العلاجيّة مع الأخصائي النفسيّ، أو المعالج الفيزيائيّ، أو أحد المختصين المدرَّبين، ومن أنواع العلاج النفسيّ الأخرى التي قد تفيد لهذا الغرض ما يُعرَف بتقليل الضغط القائم على العقلانيّة (بالإنجليزية: Mindfulness-based stress reduction)؛ ويتضمّن إجراء جلسات جماعيّة تحت إشراف شخص مختص لممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، للمساعدة على تعلّم التأقلم مع التوتّر والإجهاد، والسيطرة على الألم، والاسترخاء.
علاج آلام الرقبة بالطب البديل
توجد عدد من العلاجات البديلة للتخفيف من ألم الرقبة ولكن يجب الحرص دائماً على استشارة الطبيب والاستفسار حول فوائدها ومخاطرها قبل إجراء أيّ منها، ومن هذه العلاجات ما يأتي:
- الوخز بالإبر: (بالإنجليزية: Acupuncture) يقوم مبدأ هذا العلاج على وخز نقاط محدّدة من الجسم بإبرٍ رفيعة للمساعدة على التخفيف من الألم، وقد تساهم هذه الطريقة بالتخفيف من بعض آلام الجسم المختلفة، ولكنّ الدراسات حول فاعليّة هذه الطريقة في التخفيف من ألم الرقبة متضاربة ومختلفة، وبشكلٍ عام تُعدّ هذه الطريقة من الطرق الآمنة في حال تمّ إجراؤها من قِبَل شخص مختص، وباستخدام إبر معقّمة.
- المعالجة اليدويّة: (بالإنجليزية: Chiropractic)، أو ما يُعرَف بالإرجاع الموضعيّ للفقرات، وفيه تُطبّق قوة مفاجِأة مسيطَر عليها على المفصل لتعديل موضعه، ويُطبّق هذا النوع من العلاج بشكلٍ أساسيّ على العمود الفقريّ، ويساعد على تخفيف الألم بشكل مؤقت، مع انخفاض مخاطر هذه الطريقة بشكلٍ عام، ويجدر التنبيه إلى أنّه لا يصح الخضوع لهذا العلاج إلا على يد أخصائيّ فيه.
- التدليك: يقوم الشخص المختص بالتدليك بتحريك عضلة الرقبة باستخدام اليدين، وعلى الرغم من قلّة الأدلة العلميّة التي تدعم اللجوء الى التدليك للأشخاص الدين يعانون من آلام الرقبة، إلّا أنّها تساهم في التخفيف من الألم في حال اللجوء إليها مع العلاجات الطبيّة المُوصى بها من قِبَل الطبيب.
فيديو علاج شد الرقبة
بعد ساعات عملٍ طويلة على المكتب، ما الحل لشد الرقبة؟ :