مفهوم الحقيقة
مفهوم الحقيقة
تدل كلمة الحقيقة على معانٍ عدّة، فهي تعني الصدق في حال التعارض مع الكذب، وتُعتبر هذه الكلمة واحدةً من الإشكالات الكبرى في (نظريّة المعرفة وفلسفة العلم)؛ حيث إنّه عند تأكيد الشخص حدوث أو وجود أمرٍ ما فهو بهذا يعتبر هذا الأمر حقيقة، ومن خلال هذا السياق تولي فلسفة المعرفة جلّ اهتمامها في البحث عن الحلول لعددٍ من المسائل الفلسفيّة التي تتعلق بموضوع الحقيقة.
جدليّة الحقيقة
عمليّة تحديد الحقيقي والزائف (غير الحقيقي) تُعتبر من أهم العراقيل التي تواجه الفلاسفة، وللحد من هذه المشكلة يتم طرح العديد من النظريات التي تحوّل الأشياء إلى حقيقة؛ حيث إنّ تلك النظريّات تقول إنّ الحقيقة خاصيّة، بينما النظريات التفريغية تعتبر أنّ الحقيقة هي إحدى وسائل اللغة.
المنطق الصوري وبعد تطوّراته الحديثة فإنه يلقي الضوء على آليّة استخدام مصطلح الحقيقة في المنطق والرياضيّات (الأنساق الصوريّة)، وفي الألسن المستخدمة في التدول الاعتيادي اليومي (اللغات الطبيعيّة)، أمّا متبعو الأديان على اختلافها فإنهم يتفقون على مبدأ أنّ الحقيقة ترتبط بأفكار، وهذه الأفكار ينبغي دوماً أن تكون لشخص. ترتبط الحقيقة بشكلٍ دائم بالكذب والشك والحيرة؛ فقد تؤدّي الحقيقة إلى زرع الحيرة في البعض، وقد يقول البعض الآخر ضدّ هذه الحقيقة، ويُمكن أن تؤدّي هذه الحقيقة إلى إثارة الشك بماهيّتها.
يرى البعض أنّ الحقيقة بسيطةً لكنّ الصعوبة تكمن في اكتشاف القائل، ويَعتبرون أقوال الذات الإلهيّة هي المقياس الوحيد للحقيقةِ الأدبيّة والأخلاقيّة والروحيّة، وهذا المبدأ يضع من يعرفون الإله الحقيقي غالباً في مشكلة الحيرة، ويقول البعض بأنّها لا توجد هناك حقيقة مطلقة أو ثابتة، ولكن ما هي وسيلة التيقّن من أنه ليس هناك حقيقةً مطلقة، إن لم يكن قد تمّ التوصل لحقيقةٍ مطلقة وهي غير موجودة، ومن هنا تتشكّل الحيرة كجزءٍ من أفكار عددٍ من الباحثين إلى أن يتمّ التوصل للحقيقة التي يُبحث عنها.
مع التطوّرات في وقتنا الحالي فإننا نجد أنفسنا قد اطّلعنا على حقيقة أمورٍ كنّا نتوهمها بشكلٍ أكبر، وهكذا يجب السعي لإيجاد الحقيقة إلى ما لا نهاية، وعلى سبيل المثال فيزياء نيوتن قد أقنعت العالم بأنّ الزمن مطلق، أما فيزياء آينشتاين فأظهرت العكس وأن الزمن غير مطلق، وكنا قديما نعتقد بأنّ الأرض مسطحة أما اليوم فالحقيقة السائدة بأنّ الأرض كرويّة، وغداً سيتم التوصل لحقيقةٍ أخرى يختلف معها اعتقادنا هذا مجدداً، ومن المحتمل بأن تستمرّ عمليّة الجدال بشكلٍ دائم؛ حيث إنّ المفاهيم التي يقتنع بها الأغلبيّة تعتمد على مدى الكفاءة باختلاف العصر الراهن، الأمر الذي يضطرّ معه إلى تقسيم تلك الحقائق إلى نوعين هما: الحقيقة المنطقيّة، وحقيقة البحث أو ما فوق العقل.