كيفية صنع الألوان المائية
الألوان المائية
استخدم الفنانون والرسامون الألوان المائيّة منذ العصور الوسطى والقديمة لرسم أجمل اللوحات، وتصميم المخطوطات الإبداعيّة المتميّزة، إضافةً لتلوين الخرائط وتصوير المناظر الطبيعيّة وغيرها، وتتكون هذه الألوان بصورةٍ أساسيّة من الماء الذي تُضاف له أصباغ مُذابة تُمزج مع عامل صمغي مُساعد؛ للحفاظ على تماسكها وإضفاء اللمعان والمرونة عليها، وتُصنع بعدّة أشكالٍ، فمنها السائلة، والجافة، وتُستخدم بسهولةٍ للرسم والتلوين بواسطة فرشاة الرسم المُخصصة التي تُوضع في الماء، وتُطبّق على سطح اللون الذي يكون موجوداً في علبة الألوان أو على الطاولة وتُحرّك فوقه برفقٍ، ثم يُلوّن بها على الورق أو على القماش، كما ويُمكن استخدامها على القماش المُبلل بالماء، أو الأسطح الأخرى المُختلفة التي استخدمها الفنانون، والتي تطوّرت وتنوعت بالتزامن مع تقدّم صناعة الألوان المائيّة الحديثة مع مرور الوقت.
كيفية صنع الألوان المائية
هُنالك العديد من الطرق التي يُمكن من خلالها الحصول على الألوان المائيّة منزليّاً بحسب نوعها، وذلك كما يأتي:
طريقة صُنع الألوان المائية الجافة
يُمكن صُنع ألوان مائيّة جميلة باستخدام مكوّنات منزليّة بسيطة آمنة الاستخدام وغير سامّة في حال التلوين بها من قبل الأطفال، وذلك باتباع الخطوات الآتية:
- المكوّنات:
- 4 ملاعق كبيرة من صودا الخبز، ويُمكن استبدالها بمادة بيكربونات الصوديوم.
- ملعقتان كبيرتان من الخل الأبيض.
- 1/2 ملعقة صغيرة من شراب الذرة.
- ملعقتان كبيرتان من نشا الذرة، أو دقيق الذرة.
- ملعقة للتحريك.
- وعاء مُناسب للخلط.
- قالب مكعبات الثلج، أو صينيّة الكعك المُقسّمة لقوالب صغيرة.
- مجموعة من ألوان الطعام المُختلفة حسب الرغبة الجافة أو السائلة.
- طريقة الصُنع:
- تُخلط صودا الخبز، أو بيكرونات الصويوم حسب الرغبة مع الخل ويُحرّك المزيج جيّداً، ويُفضل استخدام وعاء كبير حتى لا يفيض الخليط أثناء تحريكه.
- يُضاف كلٌ من شراب الذرة ونشا الذرة إلى المزيج السابق ويُقلّب جيّداً بالملعقة؛ حتى يذوب النشا ويتشكّل خليط سميك القوام.
- يُصب الخليط السابق في صينيّة قوالب الكعك، ويُمكن استخدام القالب المُخصص لمكعبات الثلج، بحيث يحتوي على عدّة مُكعّبات؛ للحصول على أكثر من لون مع التنويه لإمكانيّة تجمد الخليط عند سكبه وبالتالي يجب تحريكه مجدداً، أو سكبه بالملعقة وتحريكه في كل مُكعّب صغير.
- تُضاف أصباغ الطعام الملوّنة لصُنع ألوان مُختلفة في كل مُكعّب صغير، وذلك بمقدار 6 قطرات لكل مُكعّب، وتُحرّك جيّداً باستخدام عود تنظيف الأسنان الخشبي الصغير للحصول على لون مُتناغم خالٍ من الخطوط، وفي حال استخدام ألوان الطعام السائلة تُوضع 20 نقطة منها في كل مُكعّب للحصول على اللون المطلوب، مع التنويه لإمكانيّة إضافة المزيد من النشا أو دقيق الذرة في حال أصبح المزيج في المُكعّب سائلاً جداً.
- يُمزج أكثر من صبغة ملوّنة معاً في المُكعّب الواحد للحصول على لون جديد، كمزج اللونين الأحمر والأصفر للحصول على البرتقالي، وذلك بمقدار نصف الكميّة من صبغة كل لون.
- يُترك الطلاء حتى يجف تماماً عدة أيام، حيث تصل مدّة الجفاف من 2-7 أيام أحياناً، كما يمكن ترك الألوان في مكانٍ دافئ وجاف قرب الموقد مدّة 24 ساعة لتسريع جفافها، ثم تُستخدم بغمس الفرشاة بالماء وتبليلها بالألوان الناتجة والرسم بها على الورق .
- تُخزّن الألوان في مكانٍ بارد وجاف؛ حيث إنّها قابلة للتلف بمرور الوقت وبالتالي يجب التخلّص منها عند تلفها.
طريقة صُنع الألوان المائية السائلة
تتواجد الألوان المائيّة السائلة داخل أنابيب صغيرة تحتوي على لون الطلاء المُحدد، والذي يكون على شكل معجون يُشبه في قوامه معجون الأسنان، واستخدمت هذه الأنابيب منذ القدم، حيث قام الفنانون القدماء باستخراج الأصباغ الملوّنة من النباتات ومن المعادن والعناصر الطبيعية المُختلفة، ثم خلطوها ببعض المواد الصمغيّة وأضافوا لها كميّة من الماء وبعض الحبيبات الأخرى، ووضعوها في أواني خزفيّة واستخدموها عند الرسم والتلوين، ومع تقدّم التكنولوجيا وتطوّر الصناعات أصبحت هذه الألوان تُصنع باستخدام الآلات التي تقوم بمزجها وتشكيلها وتعبئتها في زجاجات وأنابيب صغيرة ذات ألوان غنيّة وعميقة جداً يُمكن تخفيفها وحلّها بالماء واستخدامها بواسطة الفرشاة المُخصصة للتلوين وصُنع اللوحات الفنيّة المميّزة.
استخدامات وميّزات الألوان المائية في مجال الفن
رغم وجود العديد من أنواع الألوان الأخرى التي تُستخدم في الفن والرسم، مثل: الباستيل، والإكريليك، والألوان الزيتيّة وغيرها، إلا أن الألوان المائية تحظى بتفضيل الكثير من الفنانين والطلاب والأشخاص بمُختلف مواقعهم، ويرجع السبب في ذلك لتمتعّها بالعديد من الميّزات التي تجعلها خياراً مُناسباً ومُشجّعاً للكثيرين، أبرزها ما يأتي:
- التكلفة: تمتاز الألوان المائيّة بتكلفتها الرخيصة نوعاً ما عند مُقارنتها بباقي الأنواع الأغلى ثمناً كالإكريليك والألوان الزيتيّة، لكن ثمنها أيضاً يتباين باختلاف جودّة التصنيع وقوّة الألوان ووضوحها على اللوحات.
- الآثار الجانبيّة أثناء الرسم: رغم ميّزات الألوان المائيّة الكثيرة إلا أن هُنالك ضوابط وآثار يجب أخذها بعين الاعتبار عند استخدامها، وأبرزها حدّة وعمق اللون، حيث إنه يُصبح أقل نغمةً عند جفافه على لوحة الرسم، ويُمكن أن يختلف عن اللون الذي ظهر به بعد التلوين مُباشرة بينما يكون سائلاً، إضافةً لأن اللون الأبيض في الألوان المائيّة يكون لون ورقة الرسم في حال كانت بيضاء؛ أي إنه لا يُضيف لمعاناً أو تغييراً عليها عند استخدامه، ويجب الانتباه لأن تصحيح أخطاء الألوان المائيّة يكون صعباً نوعاً ما لأنها تُعتبر شفافةً، كما يجب الانتباه لها أثناء التلوين حتى لا تُسبب تلوّث المكان، أو انسكابها وإفساد اللوحة، إضافةً للحذر من تناولها من قبل الأطفال.
- سرعة الجفاف: تجف الألوان المائيّة بسرعة بعد تطبيقها على اللوحة، كما أن الألوان المائيّة السائلة التي قد تتواجد على شكل أنابيب تكون قابلة للجفاف أيضاً بعد إخراجها، لكنها تمتاز بسهولة تشكيلها مرّةً أخرى بإضافة المزيد من الماء لها وإعادة الاستخدام كما لو كانت جديدة.
- سهولة الاستخدام:تُمزج الألوان بالماء باستخدام فرشاة الرسم ويُمكن إعادة ترطيبها وتخفيف حدّة اللون بمزج المزيد من الماء، وبالتالي فهي سهلة الاستخدام.